السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع.
أعاني من أعراض متعلقة بالنبض، وهي كالتالي: أحيانا أشعر بالنبض (خفقان)، وبعض الأحيان يكون سريعا، كذلك مما يشعرني بالخوف شيء آخر، وهو الشعور بتغيير يحدث في القلب لثوان، ثم يعود طبيعيا كأنه توقف أو شيئا كهذا.
وعندي شيء آخر، وهو أنني أشعر بالنبض في عيني! كأنني عندما أنظر لشيء أشعر بحركة النبض أيضا، وقد ظهرت عندي هذه المشكلة قبل سنة تقريبا، وكنت قد قمت بفحص للرؤية والعينين مسبقا -والحمد لله- سليم.
مع العلم أن الرؤية عندي واضحة -الحمد لله- لا أعاني من مشاكل أخرى متعلقة بالعين، ولا بضغط الدم.
بسبب هذه الأعراض أصبحت أخاف كثيرا أن أكون مريضة بالقلب، مع العلم أني قمت بالفحوصات التالية: فحص لعمل الغدة الدرقية - فحوصات دم - كذلك تخطيط للقلب، وهو فحص أعتقد هذا اسمه (ECG) -والحمد لله- كلها سليمة.
وهل يمكن أن تكون تلك الأعراض كلها بسبب الحالة النفسية؛ لأنني أعاني من القلق النفسي، كذلك التوهم المرضي، فأنا أفكر دائما بالأمراض، ودائما أتخيل وأفكر في أحلام اليقظة لمدة 24 ساعة، عقلي لا يتوقف عن التفكير، وللمعلومية عمري 15 سنة ونصف.
أعتذر عن الإطالة، وأشكركم مرة أخرى.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
من نعمة الله تعالى العظيمة علينا أنه قد أحسن خلقنا وتركيبنا وخلقنا، والذي يتأمل في جسده يرى العجائب، كيف أن هذا الجسم قد رتب، وكيف أن وظائفه الفسيولوجية وأعضاءه تعمل بصورة متناسقة عجيبة، والقلب - أيتها الفاضلة الكريمة – هو أعجب هذه الأعضاء، ولا شك أن استلامه للدم الوريدي ثم ضخه للدم بعد أن يحمل بالأكسجين ليغذي أجسامنا لهو أمر عجيب حقا، وقد قال الله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.
والشعور بالنبض هو دليل على الحياة، ودليل على أن القلب يعمل بصورة صحيحة، وأول ما يقوم الطبيب بفحصه هو نبض المريض ليتأكد أن الدورة الدموية لديه سليمة، وأن قلبه يعمل بصورة منتظمة.
في بعض الأحيان يكون بعض الناس قلقين؛ لذا يستشعرون نبض أجسادهم خاصة الأوعية الدموية السطحية والطرفية، وهذا هو الذي يحدث لك، أنت تستشعرين أمرا فسيولوجيا طبيعيا؛ لأنك قلقة بعض الشيء، وشعورك بالنبض في العينين هو دليل قاطع على وجود هذا القلق، والذي تشعرين به في العينين ليس بنبض، إنما انقباض عضلي بسيط يحدث لدى القلقين.
فأرجو أن تطمئني اطمئنانا تاما، ولا أريدك أبدا أن تذهبي وتقومي بأي فحوصات، فأنت سليمة - إن شاء الله تعالى - مائة بالمائة، وما تحسين به من تغير في القلب هو أيضا أمر طبيعي جدا ناتج من القلق؛ لأن ضربات القلب في بعض الأحيان لا تكون على نفس المستوى أو نفس القوة، قد تكون هنالك مسافات ما بين النبضة والنبضة؛ لذا قد يستشعر الإنسان شيئا من الفراغ أو التغير في درجة تسارع ضربات القلب.
في مثل هذه الحالات – أي في مثل حالتك – ننصح فقط بممارسة تمارين الاسترخاء؛ لأن الاسترخاء جيد، يقلل من التوتر، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتطلعي عليها بكل دقة وتتدبري وتتأملي في كل محتوياتها، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها ما يفيدك، بشرط أن تداومي على هذه التمارين.
أنصحك أيضا بممارسة أي تمارين رياضية خفيفة تناسب الفتاة المسلمة، هذا جيد ومفيد لك، ونصيحتي الأخرى لك أيضا: أن تعيشي حياة صحية، والحياة الصحية تعني: أن يرتب الإنسان غذائه، ومواعيد نومه، ويدير وقته بصورة صحيحة، ويحرص على صلواته، وأن تشاركي في أعمال المنزل، وأن تكوني بارة بوالديك، وأن تجتهدي في دراستك، وأن يكون لك صديقات من الصالحات ... هذا كله يجعلك - إن شاء الله تعالى – مستقرة نفسيا، -والحمد لله تعالى- فحوصاتك كلها سليمة، وهذا هو المتوقع.
أحلام اليقظة هي دليل على القلق، وأحلام اليقظة ليست كلها سيئة، وحين تطبقين ما ذكرته لك من إرشاد خاصة تمارين الاسترخاء، وإدارة الوقت بصورة حسنة سوف تقل هذه الأحلام كثيرا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.