السؤال
السلام عليكم.
شكرا لكم على هذا الموقع، وبارك الله فيكم، أما بعد:
فأردت أن أحكي لكم مشكلتي، علني أجد عندكم ضالتي، وأنا عند حسن ظني بالله ثم بكم.
بداية لدي تقريبا سنة منذ زواجي، لكن زوجي لا يعاملني مثلما أحب، فالإضافة إلى هذا فغالبا ما يضربني، ولأتفه الأسباب.
كنت أغضب في البداية وأحزن لكنه لا يهتم، فسرعان ما ينسى، ويأتي ليكلمني فأنسى أنا أيضا وأكلمه، لكن اكتشفت بأني لا أنسى، وإنما هي مكبوتات أخبئها، ولا أخفي عليكم أحزن كثيرا حينما أتذكر بأني عروس جديدة، ولا زلت أضرب! فمن المفروض نحن في سنتنا الأولى نعيش أحلى الأوقات وأفضلها.
آخر مرة ضربني فيها، كنت قد غضبت وأردت الذهاب إلى منزلنا، لكنه وعدني بأن لن يعيد الكرة، لكن ومع الأسف عاد وضربني، وكنت قد ذهبت فيها إلى منزلنا وأخبرت عائلتي بالحقيقة كلها.
لست أدري، هل تصرفي هذا صائب أم أني مخطئة؟! على الرغم من أن أهلي وبخوني وقالوا لي بأنك كنت تتسترين عليه، وتخفين عنا، لكن حينما أتذكر أحلى الأوقات التي عشناها معا أحزن، وأشعر بأني تسرعت قليلا، فأنا متأكدة لا أنا ولا هو كنا نريد أن يحصل هذا، ومن جهة أخرى أشعر بأنه كان ينبغي أن أفعل هذا، لأني أحس بالإهانة في كل مرة أضرب فيها.
وجهوني رحمكم الله، وادعوا الله لي بأن يفرج عني، فأنا في دوامة حائرة، ولست أدري ماذا أفعل؟ وهل تصرفي هذا صحيح أم أني مخطئة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نسيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك حسن التواصل، وكم تمنينا لو أن هذا الاتصال كان مبكرا، فنحن لكم في مقام الآباء والإخوان، والإنسان يستطيع أن يتواصل مع موقعه دونما حرج، لأننا لا نريد خروج المشاكل الزوجية إلى أهل الزوج ولا إلى أهل الزوجة، فما يفعله الرجل خطأ، وأنت عالجت الخطأ الذي عنده بخطأ آخر.
لذلك أرجو ألا يتكرر منك مثل هذا الخطأ، وأن تعلمي أن أولى الناس بالمرأة زوجها، وعليه أن يتذكر أن الكمال هو هدي النبي - عليه الصلاة والسلام – الذي ما ضرب بيده امرأة ولا طفلا ولا خادما، وكان يقول في الذين يضربون نساءهم: (أما أولئك فليسوا بخياركم) وكان يتعجب من الرجل يضرب أهله أول النهار ثم يعاشرها آخر الليل.
أرجو أيضا أن تنتبهي إلى الأشياء التي تثير غضبه، إذا كان الرجل يغضب ويمد يده فلابد أن تعرفي ما هي المسائل؟ ما هي القضايا التي تجعله يحاول أن يضربك ويعتدي عليك، فإن المرأة العاقلة إذا عرفت أن هناك أمورا تغضب زوجها فإنها تتفادى ما يثير غضبه، وعند ذلك تسلم وتأمن وتسعد، وهذا أمر في غاية الأهمية، مهما كان الزوج فإنها ينبغي أن تتفهم نفسيته.
الواضح أن هذا الرجل أيضا ربما أنت تتكلمين معه بصوت مرتفع، أو يشعر بالإهانة أو يشعر بالانتقاص؛ لأن الرجل غالبا لا يرفع يده إلا إذا أهينت كرامته، إذا شعر بالإهانة، إذا لم تحترمه الزوجة، إذا تعالت عليه.
على كل حال، ومهما كانت الأسباب فإنا لا نريد أن يرفع يده، وإن حصل ورفع يده فينبغي أن تعالجوا الأمور بينكم، ولا تتطور إلى هذه الدرجة، لأن هذا التطور ليس فيه مصلحة لأحد، فالأهل عرفوا، وسوف يحرضونك على الزوج، والزوج أيضا سيقول (ما دام عرف أهلها، فما هو الجديد؟) فقد يتمادى في الضرب والإهانة، وقد يتكلم أهله ويتدخلوا ويقولوا (طلقها، ماذا تريد منها؟ هذه التي تغضبك دائما) فالإنسان يملك سره، فإذا أذاعه أصبح ملكا لغيره.
من هنا فنحن ندعوكم إلى الاجتهاد في ستر المشاكل، وألا تخرج إلى الجيران ولا يسمع بها من الجدران، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى ألا يتكرر منه الضرب، ونتمنى ألا يتكرر منك إدخال الأهل في مثل هذه المشاكل، وأرجو أن تعلني لهم أنك سعيدة وأن الأمور تغيرت، وأن الوضع تحسن، وانتبهي للأمور التي تثير غضب الزوج لأن يرفع يده ويضرب.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.