السؤال
السلام عليكم.
أم زوجي تعاملني وكأني لست من العائلة، فقد تطورت معها المعاملة تدريجيا إلى هذه الدرجة! كيف وماذا أعمل؟ رغم أني لا أحاسبها على أفعالها ولا ألومها، فقد عرفت طبعها وأحسن الأدب في معاملتها، ولكنها زادت تقريبا في قطع صلتها بي، عندما نزورها مع الأولاد كل جمعة تبدي التذمر بقولها: كان الجو هادئا، (لأن أولادي يتابعون الرسوم المتحركة) كذلك تقول: رأسي دايخ، ومن هذا القبيل، مما يجعلك تحس بأنها تتمنى أن نغادر، فتقلصت زيارتنا لها، فصارت ساعتين في المساء تقريبا بدلا من الغداء يوم الجمعة.
هي لا تصارحني بشيء، أعلم الأخبار من الخارج، ولا تسأل عنا حتى لو سافر زوجي لمدة طويلة، بل أجاهد نفسي وأقول: يجب أن أسأل عنهم، فأتصل وأسلم ولكن أحيانا لا يردون على اتصالاتي، وعندما أقابلهم يقولون عذرا، وأعرف أنه للأسف اعتذار كاذب، ولكني أتقبله حتى تستمر الحياة معهم، لا يردون على اتصالاتي التي زادت عن العشرين، وفي أوقات مختلفة، وبعثت رسالة ليردوا علي، بلا إجابة، أخاف أن تفعل حماتي ما فعلته مع أقارب حماي، قاطعتهم بالتدرج بهذه الطريقة.
أشيروا علي ما أفعله؟ فأنا أحب حماي وأناديه ويأتي لأنه يحترمني ويقدرني، ولكن أجده مغلوبا على أمره، ولا أحب أن يغضب مني، وأخاف أنه تؤثر فيه نحوي، كما فعلت مع أقاربه، فقد انقطعوا تماما عنهم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عليوة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونعبر لك عن سعادتنا بهذا النضج، وبهذا الحرص على الخير، وبهذا الصبر، وهكذا ينبغي أن تكون البنات الصالحات، فاحرصي على إبقاء هذه الشعرة، واعلمي أنك تؤجرين، سواء ردوا عليك أو لم يردوا، فبالغي في الاهتمام بهذه الأسرة، وأحسني التواصل معهم، ولا تعطي للشيطان فرصة، فإن الشيطان ينتظر منك التذمر والقطيعة، وأصلا صلة الرحم لا يكون واصلها بالمكافئ -مرة بمرة ومرتين بمرتين– ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها، ولا شك أن علاقة المرأة بأهل زوجها من العلاقات المهمة والأساسية؛ لأن في ذلك عونا للرجل على الوفاء بأهله، والقيام بواجباته تجاه أسرته.
احملي دائما المشاعر النبيلة، فإن حملوا غير ذلك فذاك حمل يثقل ظهورهم، ويثقل صدورهم، ويؤذيهم ولا يضرك بشيء، إذا ذكروك بسوء فاذكري الخير الذي فيهم، إذا قطعوك فاحرصي على الوصال معهم، إذا أساؤوا إليك فاحرصي على الإحسان، والله يحب المحسنين، وهذه هي الكمالات من الأخلاق، وأنت تستحقين أن تكوني في هذا المستوى، والله قال لنبيه: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقال الله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} وكانت أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه -عليه صلاة الله وسلامه-.
استمري على ما أنت عليه من الخير، وحاولي دائما أن تكوني المبادرة بالاتصال والسؤال، ولا تحزني بعد ذلك، سواء كان ردهم سلبيا أم إيجابيا، تواصلوا معك أم لم يتواصلوا، احرصي دائما على أن تكوني الأفضل والأحسن، ولا تذكري لزوجك –ونتمنى أن يتفهم هذا الذي يحصل– إلا ما علمت من الخير، ونتمنى أن يقدر فيك هذه الروح وهذا الحرص على التواصل معهم، ولا تكوني حساسة من كل كلمة تقال، فإن الكلام عن الأطفال (مزعجين) ونحو ذلك ما ينبغي أن يأخذ أكبر من حجمه، ولكن عليك عند ذلك أن تقولي: (آسفين، ما يكون قد أزعجناكم) وحاولي -كما فعلت- أن تغيروا مواعيد الزيارة، وأن تقصروا مدتها، وأن تحرصوا على أن تكون هذه الزيارة في أوقاتها المناسبة، وحاولي دائما أن تشجعي زوجك على بر أهله، وحاولي دائما أن تتواصلي مع أفراد الأسرة -فردا فردا- تبني معهم العلاقات، وتؤسسي معهم هذه المعاني الطيبة.
لست أدري لماذا هي حريصة على القطيعة؟ ولماذا هي حريصة على إبعاد ابنها من بيتها ومن حياتها؟ وعلى كل حال الأسباب لم تتضح لنا، ولكن مهما كانت الأسباب كونوا أنتم الأفضل وأنتم الأحسن، وأنتم الأحرص على الوصال.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.