أشياء متعددة تسبب الألم أعلى الرقبة والدوخة

0 1397

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

جزاكم الله خيرا، وأسأل الله أن يكون شفائي على أيديكم؛ لأنني ذهبت إلى أربعة أطباء حتى الآن ولكن لم أتحسن بشكل كامل.

أنا شاب عمري 22 سنة، من سوريا، لا يوجد لدي مرض سابق -ولله الحمد-.

المشكلة: بدأت منذ حوالي 3 أشهر عندما قمت بحمل وزن ثقيل بيدي اليمنى فشعرت بانشداد عصب يدي وبدوخة مفاجئة انتهت خلال دقيقتين, بعد فترة قصيرة صرت أشعر بدوخة وبشيء -ليس وجعا- في خلف رأسي يذهب ويأتي بشكل يومي.

ذهبت إلى الطبيب وأخبرني بأن لدي التهابا في الأذن اليمنى، أخذت دواء وذهبت الدوخة، لكن منذ ذلك الحين إلى الآن (مدة شهرين) أشعر بشيء في خلف رأسي -ليس وجعا- لكن مثل التنميل، بالإضافة إلى طقطقة بسيطة في الرقبة، وعندما أمشي أشعر بخلل بسيط جدا، وأشعر أيضا بعدم راحة وبعصبية دائمة، وتركيز أقل من قبل، وحاسة النظر تأثرت أيضا.

عملت تحاليل فقر دم، وتسفل، وكولسترول، وسكر، وقياس ضغط، وتحليل براز وبول، وكلها سليمة 100% .

وذهبت لطبيب عيون وأخبرني أن لدي درجة للبعد لكن عيوني سلمية -والحمد لله- ودرجة البعد لا تسبب دوخة على حسب كلام الطبيب، ووضعت النظارات الطبية.

أريد إضافة: أن لدي انسدادا بالأنف، وأشعر بوجع صدر عند الصباح بسبب الجيوب الأنفية، ذهبت لطبيب استشاري بالأنف؛ وأعطاني دواء وأخبرني أنه لا يوجد شيء خطير -ولله الحمد- ووصف لي مرخي عضلي اسمه (ريلاكسون) للرقبة؛ لأنه يظن أن سبب الأعراض التي لدي من الفقرات العنقية.

أريد التذكير: الحالة تذهب وتأتي بخلف الرأس -ليس وجعا- أو ألما حقيقيا لكن أشعر بشيء ضاغط على رأسي من الخلف، وهذا الشيء يقيدني بالتفكير والمشي وبكل شيء، ويجعل كل تركيزي في هذه الحالة، وحتى عندما أتكلم كثيرا تبرد أطرافي وأحركها بطريقة غير إرادية لدرجة أن أهلي دائما يقولون لي: لماذا تهز قدمك بشكل دائم؟

عندما أكون في صلاة الجمعة بحالة الوقوف أشعر بنفس الحالة وأنه يجب أن أجلس، هل من الممكن أن يكون انضغاط في عصب الرقبة أو شيء من هذا القبيل؟

أرجو إفادتي؛ لأن هذا الموضوع حول حياتي إلى جحيم، أخاف أن أمشي في الشارع أو أذهب لزيارة أحد.

آسف على الإطالة لكن -وكما تعلمون- الأوضاع في سوريا!! لدي حالة اكتئاب من هذه الحالة، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wasel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه الآلام التي تكون في أعلى الرقبة وخلف الرأس تكون من العضلات ولا تكون بسبب انضغاط الأعصاب إلا نادرا.

وهناك أسباب أخرى لمثل هذا الألم مثل: رض، أو حادث سابق، وقد يكون بسبب وضعيات معينة للرقبة، وذلك عند من يعمل ورأسه مثني للخلف، مثل: الكهربائيين، وعاملي الدهان، ومهن أخرى تتطلب ثني الرقبة للخلف.

من ناحية أخرى: فإن التوتر والقلق يؤديان إلى شد عضلات الرقبة، وفي هذه المنطقة من الرقبة وهي أعلى الرقبة؛ فإن الأعصاب التي تغذي الإحساس في خلف وأعلى فروة الرأس تبرز من النخاع الشوكي وتمر بين العضلات؛ ولذا كثيرا ما يشكو من يعاني من هذه المشكلة من إحساس بصداع خلفي وأحيانا يشكون من تنميل في خلف الرأس، وقد يكون تنميل نصف الرأس الخلفي ومن جهة واحدة إن كان الشد في جهة واحدة ويسمى هذا occipital neuralgia أي الآلام العصبية القحفية.

وقد يحدث أحيانا الألم بعد حدوث صوت؛ وهذا الصوت يكون نتيجة الشد العضلي أو حركة الأوتار والأربطة، وهذه تحتاج للعلاج الطبيعي، وتناول المسكنات، وفي بعض الأحيان إن لم تتحسن الحالة يتم إعطاء حقنة كورتيزون موضوعية مكان الألم، وتتم من قبل طبيب الأمراض العصبية أو طبيب مختص بعلاج الألم.

أما الدوخة فإن كانت تأتي في حركات معينة وفي وضعيات معينة للرأس، كأن: تنحني للأمام، أو عند تغيير وضعية الرأس عند القيام من النوم وهذه تسمى بالدوار الوضعي، ويعرف طبيا باسم الدوار الوضعي الحميد الذي يأتي على شكل نوبات، يشعر المريض بإحساس بالدوار الشديد عندما يحني رأسه للخلف للنظر للأعلى، أو عندما يرقد على جنبه، وأثناء هذه النوبة قد تتحرك العينان من جانب إلى آخر دون سيطرة المريض عليها، وعادة ما يستمر الدوار الوضعي لدقيقة واحدة تقريبا فقط، حتى إذا احتفظ المريض بالوضع الذي سببه في البداية.

في معظم الأحوال لا يوجد أي سبب واضح لهذه الحالة، إلا أنها قد تأتي نتيجة رض على الرقبة، أو بعد الإصابة برشح شديد، أو عند كبار السن، ويمكن أن يحصل الدوار مع أي حركة من الحركات التالية للرأس:

- ثني الرأس للخلف.
- تغيير وضع الجسم من وضع الاستلقاء إلى وضع الجلوس.
- الاستلقاء على إحدى الأذنين.
- حركة الرأس الجانبية في حالة الإصابة في الرقبة.

النوبة يمكن أن تدوم ما بين 30-60 ثانية، وأحيانا أكثر, وتأتي عادة فجأة، ويمكن أن تهدأ خلال أسابيع قليلة، ويمكن أن تعود مرة أخرى بعد عدة أسابيع أو أشهر، وليس هناك علاج خاص لهذه الحالة، فالأدوية الموجودة تخفف من الأعراض مثل: betaserc ثلاث مرات في اليوم، وهذه الأدوية لا تمنع حدوث النوبة, والحل أساسا؛ في ترك الحالة تأخذ مجراها الطبيعي, ولكن هذه بعض الأمور التي قد تساعد في تخفيف وطأة النوبات:

- تجنب وضع الرأس في الوضعية التي قد تأتي بالنوبة.
- عمل بعض التمارين الخاصة بالرقبة.
- علاج طبيعي حركي للرقبة بواسطة أحد المختصين.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة ...... استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليه إجابة د. محمد عبد العليم ..... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++++++++++++++++++

فكما تلاحظ فإن الأخ الدكتور محمد حمودة قد أجاب على استشارتك باستفاضة ممتازة جدا، فأرجو أن تتفهم حالتك من خلال ما ورد في إجابته، وتعمل بالتوجيهات التي ذكرها لك.

ومن وجهة نظري العضوية والنفسية: هنالك نوع من السببيات البسيطة هنا وهناك، (موضوع النظر، الأذن الداخلية، وضعية الرقبة)، هذا كله يؤدي إلى الأعراض التي تعاني منها بجانب ما ذكره لك الأخ الدكتور محمد حمودة حول الدوار الوضعي.

أنا أعتقد أن علاج (بيتاسيرك) سيكون دواء جيدا بالنسبة لك، وفي ذات الوقت لا بد أن تحسن وضعية نومك، وتجعل الرقبة في وضع مريح واسترخائي -هذا مهم تماما– وممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة أرى أنها مفيدة لك، وبجانب عقار بيتاسيرك هنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) سوف يقضي تماما على الجانب القلقي الذي قطعا ساهم في أعراضك وبصورة واضحة.

جرعة الدوجماتيل هي خمسين مليجراما (كبسولة واحدة) يتم تناولها ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعل الجرعة كبسولة واحدة في الصباح وكبسولة في المساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة ليلا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء بسيط وممتاز جدا، وبإذن الله تعالى قطعا سيساعدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات