السؤال
السلام عليكم
أردت خطبة فتاة، ولكن قبل أن أتقدم علمت بخطبتها، وعلمت بعد ذلك أن الدعاء بالزواج منها حرام، وأن خطبتها وهي مخطوبة حرام.
في الحديث، قال: (لا يخطب المسلم على خطبة أخيه إلا أن يأذن له) هل يمكنني أن أدعو الله أن يأذن لي هذا الخاطب بخطبتها؟
علما أني والخاطب نرى بعضنا يوميا، نعمل في نفس المكان، ولم أجعل علاقتي به سيئة، بل هي على خير ما يرام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وشكرا لك على التوقف، والتزامك بهذا الحديث، الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخطب المسلم على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع) أو كما جاء عن النبي - عليه الصلاة والسلام – فنتمنى أن تكتم هذا الأمر، ولا مانع من أن تدعو الله تبارك وتعالى بأن يأذن لك، ولكن نحن نتمنى أن تصبر أو تبحث عن غيرها، فالنساء غيرها كثير، والشريعة عندما حذرت من هذا الأمر ومنعت منه رعاية لما في النفوس، ورعاية لما يترتب بعد ذلك أيضا من انعكاسات على نفس الزوج إذا علم أن ثمة إنسانا كان يريد أن يخطبها أو كان كذا، خاصة إذا كانوا زملاء، فقد تترك آثارا نفسية عليهما.
هنا تتجلى حكمة الشريعة، الحكمة العظيمة في هذا الأمر، لذلك نرجو أن تصرف النظر على الأقل في هذا الوقت، وبعد ذلك إذا يسر الله عليهم وتزوجوا فالنساء غيرها كثير، وإن كانت الأخرى دون تدخل منك، وحصل انفصال أو أذن لك أو تركها أو تركته فعند ذلك لا مانع من أن تتقدم أنت بعد ذلك لخطبتها دون أن يكون لك تأثير من قريب أو من بعيد على مجريات الأمور ومجريات العلاقة بينهم.
طالما كان هو السابق وهو الذي خطب أولا فينبغي للثاني أن يتوقف، وأن يمتنع، وأن يكتم رغبته، وأن يجتهد في الدعاء لهم بأن يوفقهم الله تبارك وتعالى، فلا يؤمن من لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهذه مشاعر نبيلة، ومثلك ممن قرأ الحديث وتوقف عنده، يحمل مثل هذه المشاعر، وإلا فما كنت لتتواصل مع موقع إسلامي لتسأل عن حكم هذه المسألة.
نشكر لك هذا الحرص، ونشكر لك هذه المشاعر، ونتمنى أن تكون في أعلى درجات التمسك بآداب هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وأكرر: عليك أن تصرف النظر الآن، وتترك الأمور تمشي في طريقها الصحيح، فإن حصل وفاق بينهم فحق لك أن تفرح بنعمة نزلت على أخيك أو على توفيق نزل عليهما، وإن كانت الأخرى وحصل انفصال أو رفض أو عرف بالموضوع وأذن لك من نفسه فكل هذا لا مانع فيه من الناحية الشرعية.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.