السؤال
السلام عليكم>
أبلغ من العمر 18 عاما، وأنا في الشهادة الثانوية الأزهرية، -الحمد لله- حافظ للقرآن الكريم منذ الصغر، ولا يمر علي يوم إلا وأقرأ من كتاب الله تعالى، ومستواي جيد في الدراسة، ومقيم للصلاة.
من حوالي 4 أشهر أصيبت جارتنا بمس عاشق، وجاؤوا لها براق وكنت واقفا معه لمدة ساعتين تقريبا، وأمي جاءت إلي وحذرتني حتى لا يخرج هذا الجني ويمسني، فلم أسمع كلامها لكن بعد قليل ذهبت إلى منزلنا ثم صليت العشاء والشفع والوتر، وقرأت أذكار المساء أكثر من مرة وشغلت الرقية الشرعية على الجوال، وقرأت آية الكرسي والمعوذات كثيرا، ثم بعد ذلك فتحت باب المنزل حتى أرى إن كان الراقي أخرج الجني من جارتنا، وبالفعل كان قد أخرجه، وفجأة شعرت بجسدي يرتجف وشعرت بشيء يدخل جسدي، عندها شككت أن يكون هذا الجني دخل جسدي، ثم ذهبت للنوم لكن لم أستطع وبقيت مستيقظا طوال الليل.
ذهبت لصلاة الفجر، وعندما أركع أو أسجد أشعر بأن أحدا يمسح ذاكرتي ثم تبدأ من جديد، ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بصداع وكسل دائم، ولا أقدر أن أذاكر أبدا، وإذا ذاكرت صفحة أحس أني تائه، ومستواي تدنى في الدراسة، ولا أذهب إلى أي درس، ورأسي به قشعريرة وألم دائم خاصة عند قراءة القرآن أو سماعه، وأشعر بالنسيان، وأمي تشكو مني وكذلك المدرسين، ولم أذاكر من المنهج إلا قليلا، وآمال أمي وأبي معلقة علي.
من فضلكم أرجو تشخيص حالتي، وما هو العلاج؟ وهل أدخل الامتحانات أم أؤجل للسنة القادمة؟ كنت أتمنى أن أكون من الأوائل علي الجمهورية، هل لي ذنب في ما حدث أم هو ابتلاء من الله؟
آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك –أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل، وأن يذهب عنك كل مكروه.
لقد أحسنت –أيها الولد الحبيب– في اعتنائك بكتاب الله تعالى والتحصن بذكر الله، فإن الذكر حصن حصين، ولن يضرك شيء -بإذن الله تعالى– وإن لحقك بعض الأذى، واعلم بأن المؤمن قد يبتلى بشيء من الآلام والمكروهات ليرفع الله عز وجل درجته، أو ليمحص عنه ذنوبه، وفي كل ذلك خير له بلا شك ولا ريب، فينبغي أن تستقبل ما أصابك بالرضا والتسليم واليقين، وتذكرك بهذه الحقائق يبعثك على هذا الرضا، فتعيش حياة ملؤها السعادة حتى في حال الإصابة بالمكروه.
ونحن على ثقة تامة –أيها الحبيب– بأن الشياطين لن يتسلطوا عليك ما دمت من أهل القرآن المتحصنين بالقرآن، وإن حاولوا أن يؤذوك فقد يتسنى لهم ذلك، لكن ينبغي لك ألا تفتر عزيمتك، ولا تستسلم لهذه العوارض التي عرضت لك، فتدفعها عن نفسك بالإكثار من ذكر الله، والتحصن بالرقية الشرعية، وننصحك بالاستعانة بالثقات المأمونين من أهل الرقية الذين يحسنون معرفة آثار المس، فربما نصحوك ودلوك بما تفعله.
نحن نؤكد عليك –أيها الحبيب– ضرورة التحصن بالأذكار، ولاسيما الأذكار الموظفة كأذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، كما ننصحك أيضا بالإكثار من قراءة القرآن لاسيما سورة البقرة، وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، مع قراءة الإخلاص والمعوذتين، فتكثر من استعمال الرقية الشرعية لنفسك، فإن الرقية تنفع -بإذن الله تعالى– مما نزل ومما لم ينزل.
أما في موضوع الدراسة، فجاهد نفسك بقدر الاستطاعة على مذاكرة دروسك، وعد نفسك بالتفوق والنجاح، وستصل -بإذن الله تعالى–، ولا تؤخر الدخول للامتحانات هذا العام، فإن قدر أنك قررت بعد ذلك أن تعيد الاختبار في عام آخر فيكون في الأمر أمامك متسع.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك للوصول إلى ما تصبو وتتمنى مما فيه رضاه.