السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هي أسباب حصوة المرارة؟ وكيف يمكننا اكتشافها؟
لأن أختي ذهبت لمستوصف خاص، وقالوا لها: بأنها تشكو من وجود حصوات في المرارة، ونصحوها باستئصالها، ولكنها لم تذهب.
قالت لها واحدة: أن تجرب التفاح الأخضر، بأن تتناول في اليوم خمس تفاحات خضراء لمدة أسبوع، وبعد الأسبوع تأخذ ملعقة صغيرة من ملح آبسوم الإنجليزي في ملئ كوب من الماء، وبعده ملعقة زيت زيتون خام، وبعد ساعة تقريبا تشرب عصير ليمون، وتستمر عليه حتى يتفتت الحصى، وتقول لها صاحبة التجربة: بأنها مضمونة، وأنها قد أخذتها من النت.
سؤالي هو: هل هذه الطريقة مضمونة؟ وهل هناك أعشاب تعمل على تفتيت حصى المرارة بدون عملية؟ فهي تخاف من العملية.
ما هي فوائد الملح الإنجليزي؟ وهل يرفع ضغط الدم؟ وهل له مخاطر على المرارة؟
جزاكم الله كل خير.
ولو سمحتم أريد الرد بسرعة لضرورة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حصوات المرارة هي عبارة عن: كتل بلورية تتكون داخل الجسم، نتيجة لزيادة التركيز في العصارة الصفراوية.
أما عن أسباب حصول الحصوات في المرارة: فيعتقد الباحثون بأن عوامل عدة تزيد من احتمالية الإصابة بالحصوات الصفراوية، منها تغيرات كيمياء الجسم، ووزن الجسم، وحركة المرارة، الغذاء، بالإضافة إلى الأشخاص المصابين ببعض أمراض الدم، وخاصة أمراض تحلل الدم.
تنشأ حصوات الكولسترول من ارتفاع نسبة الكولسترول في العصارة الصفراوية، وانخفاض نسبة أملاح المرارة بها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الكولسترول، هناك عاملان مهمان في تكون هذا النوع من الحصوات:
الأول: عدم انتظام عملية الانقباضات قد يؤدي إلى زيادة تركيز العصارة المرارية، ومن ثم حدوث الحصوات.
الثاني: هو نسبة وجود البروتينات الموجودة داخل الكبد والمرارة، والتي قد تؤثر على عملية تحويل الكولسترول الموجود إلى حصوات.
إضافة إلى ذلك: فارتفاع نسب هرمون الإستروجين الذي ينتج عن الحمل، والعلاج الهرموني، أو باستخدام الحبوب المتكونة من الإستروجين كموانع للحمل، قد يسبب ارتفاعا في نسبة الكولسترول في المرارة، وانخفاض انقباضها من ناحية أخرى، والذي يؤدي إلى تكون الحصوات.
أما الغذاء: فإن الأغذية عالية الكولسترول قليلة الألياف، والأغذية النشوية تعتبر عوامل مساعدة في تكون الحصوات، وهناك بعض العوامل الغذائية الأخرى، والتي قد ترفع نسبة الإصابة بالحصوات المرارية، وتشمل: النقص السريع في الوزن، الإمساك، تناول نسبة قليلة من الغذاء خلال اليوم، انخفاض معدل تناول المأكولات البحرية، وانخفاض معدل تناول بعض المعادن، مثل: الماغنسيوم، والكالسيوم، والفيتامينات مثل فيتامين ج، وحمض الفوليك.
تختلف الحصوات الصفراوية في أحجامها ما بين الحجم الصغير والذي يماثل ذرة الرمل، إلى الحجم الكبير، والذي قد يشابه كرة الجولف، ومن الممكن أن تكون المرارة أحجاما مختلفة من الحصوات الصغيرة والكبيرة، كما يمكن تواجدها في أي مكان من القنوات الصفراوية.
تختلف أشكال الحصوات الصفراوية باختلاف مكوناته، وبناء على ذلك، يمكننا تقسيم أنواع الحصوات الصفراوية إلى قسمين:
1- حصوات الكولسترول: وهي عادة ما تكون كبيرة الحجم، خضراء اللون، ناعمة الملمس، ولكنها في بعض الأحيان تكون صفراء أو بيضاء اللون، وهي تتكون بشكل أساسي من الكولسترول، وتمثل حوالي ١٠٪ من جملة الحصوات الصفراوية.
2- الحصوات المصبغة: وتكون في الغالب صغيرة، وغامقة اللون، وتتكون بالأساس من البليروبين، وأملاح الكالسيوم، والتي توجد أساسا في العصارة الصفراوية، وهذا النوع من الحصوات منتشر في الدول الفقيرة، كما تشمل الأخطار المتعلقة بهذا النوع من الحصوات: فقر الدم الانحلالي، تشمع الكبد، القنوات الصفراوية، بالإضافة إلى أمراض الدم الوراثية، مثل: فقر الدم المنجلي.
3- الحصوات المختلطة: وتمثل الحصوات المختلطة غالبية.
4- الحصوات الصفراوية: وهي (75-٩٠٪ من غالبية الحصوات الصفراوية)، ويتألف معظمها من خليط من الكولسترول وأملاح الكالسيوم، ونظرا لارتفاع نسبة الكالسيوم بها، فمن الممكن ملاحظتها عن طريق الأشعة السينية، ولكن هذه الحصوات تمثل نسبة قليلة من مجموع الحصوات الصفراوية (١٠٪).
أما الأعراض: فقد لا يكون هناك أي أعراض، وتنشأ الأعراض بعد ذلك عندما يصل حجم الحصاة إلى حوالي 8 ملليمتر، وتكون الأعراض الظاهرة للحصوات الصفراوية كنوبة فجائية، وتسمى باسم المغص المراري، وفيه يشعر المريض بألم شديد في أعلى البطن، ويستمر من 30 دقيقة إلى عدة ساعات، وقد يشعر المريض بآلام في الظهر، وهي عادة ما تكون بين الأكتاف، أو تحت منطقة الكتف الأيمن.
لكن في بعض الحالات غير المألوفة: قد يمتد الألم إلى أسفل البطن، وصولا إلى منطقة الحوض، وقد يصاحب نوبة المغص المراري شعور بالغثيان والتقيؤ.
في كثير من الأحيان تظهر الأعراض بعد تناول وجبة غذائية عالية الدهون، أو في وقت المساء، كما تصاحب هذه النوبة أعراض أخرى، مثل: انتفاخ البطن، التجشؤ، الغازات، وعسر الهضم، وإذا صاحبت هذه الأعراض السابقة رعشة، وحمى، واصفرار لون الجلد، وتغير في لون البراز، فيجب حينها مراجعة الطبيب في الحال.
بعض الأشخاص ممن لديهم هذه الحصوات لا يشعرون بأي أعراض مطلقا، كما أنهم لا يشعرون بآلام في البطن، ويسمى هذا النوع من الحصوات ( بالحصوات الصامتة )، وهي لا تؤثر سلبا على المرارة، أو أي أعضاء داخلية أخرى.
أما العلاج: فيمكن تذويب حصوات الكولسترول باستخدام حامض اليوروديكسيكوليك، وهذا يتطلب من المريض مواصلة العلاج لمدة تصل إلى عامين على الأقل، وقد تعود الحصوات الصفراوية مرة أخرى فور انقطاع العلاج، وقد يرى الطبيب إجراء العملية، وفي هذه الحالة يمكن عن طريق المناظير إزالة تلك الحصوات.
كما يمكن تكسير الحصوات باستخدام موجات صدمية عالية التردد، وذلك لتفتيتها لأجزاء صغيرة؛ يمكنها الخروج مع البراز مباشرة.
إلا أن هذا النوع من العلاج لا يستخدم إلا في حالات الحصوات الصغيرة فقط، فهناك ما يسمى بالطب البديل، وهو الذي ذكرته، أي أن يشرب المريض أربعة أكواب من عصير التفاح الطبيعي، كما يتناول خمس تفاحات كل يوم لمدة خمسة أيام، ثم يصوم ويتناول بعد ذلك المعادن، مثل: الماغنسيوم، ويتناول بعدها كميات كبيرة من عصير الليمون الطازج المخلوط بزيت الزيتون قبل النوم، وفي الصباح يقوم بعملية التبرز، والذي تخرج فيه الحصوات مع البراز إلى خارج الجسم.
هذا النوع من الطب البديل مذكور في المراجع الأجنبية أيضا، ويمكنها أن تجربه، أما الملح الانكليزي فهو يحتوي على المغنيزيوم، والذي يؤدي إلى الإسهال.
بعض المرضى وجدوا أن شرب كميات كبيرة من الماء يخفف من آلام الحصوات المرارية، ولكن ليس لفترات طويلة.
والله ولي التوفيق.