السؤال
السلام عليكم
يشتكي أحد أصحابي من زوجته التي تتواصل كل يوم مع أختها وتخبرها بجميع تفاصيل حياتها الأسرية، وهل كل النساء كذلك؟ أو هو مرض نفسي، وما العلاج؟
السلام عليكم
يشتكي أحد أصحابي من زوجته التي تتواصل كل يوم مع أختها وتخبرها بجميع تفاصيل حياتها الأسرية، وهل كل النساء كذلك؟ أو هو مرض نفسي، وما العلاج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك في الموقع، ونؤكد لك أن جميع النساء يكثرن الكلام، فالمرأة تملك رصيدا كبيرا من الكلمات، وهي تعبر عن مشاعرها، وتجدد عواطفها وتعرف مكانتها عند زوجها وعند الآخرين بحسب استماعهم لكلامها، وحسن إنصاتهم لها إذا تكلمت، فلا تنزعج من هذا الذي يحدث، ونذكر لك قصة الرجل الذي اشتكته الزوجة وقالت: (زوجي عامين لم يتكلم معي ولا كلمة) فقال له القاضي: (حرام عليك لماذا لا تكلمها؟) فقال الرجل: (سيدي القاضي: لأنني أنتظر أن تسكت، فهي خلال سنتين تتكلم ولم تعطني فرصة).
طبعا، هذه فكاهة ونكتة تقال، وليست حقيقة، فقد يكون طبيعيا أن تكون المرأة كثيرة الكلام، ولكن الذي هو غير طبيعي والذي لا يقبل هو إخراج أسرار البيت إلى الخارج، فإن أسرار البيت ينبغي أن تصان وتحفظ، وليس من مصلحة الرجل ولا من مصلحة المرأة إخراج أسرار البيت، وقد عاب النبي -صلى الله عليه وسلم- على من يفعل ذلك وشنع في ذلك العمل القبيح، حتى قال: (أتدرون ما مثل ذلك؟ هذا شيطان لقي شيطانة في الطريق فغشيها والناس ينظرون) صورة في منتهى القبح، وإن كان الحديث يتحدث عن أسرار الفراش، فإن سائر الأسرار لا يجوز إخراجها.
كل ما يكره الشريك إبداءه وإظهاره في الخارج لا يجوز إخراجه، وإذا لم تنتبه الزوجة لهذا الجانب فإن الزوج قد يهرب منها أو يضطر إلى الصمت ويدخل في نفق الغموض، وكل هذه الأشياء ليست في مصلحة المرأة، لذلك ينبغي على المرأة أن تحافظ على أسرار بيتها وعلى أسرار زوجها، وتبتعد عن كثرة الكلام مع النساء، مهما كان قرب هؤلاء النساء، فإن العاقلة لا تخرج أسرار بيتها، حتى إلى أخواتها وإلى أمها وإلى خالاتها وإلى عماتها، بل تحتفظ بتلك الأسرار لأنها من الخصوصيات، وإلا فستفقد الزوج ويبدأ يهرب منها، ويكتم عنها كثير من أسراره.
لذلك هذا جانب أرجو أن تنتبه له بناتنا الفضليات، وأرجو أيضا ألا تشعرها أنها مريضة، ولا تقول (هذا مرض نفسي) ولكن تنصح وتلاطف، وتجتهد في أن تكون مستمعا جيدا إليها، حتى لا تتكلم مع آخرين أو أخريات، وهي -ولله الحمد- تتكلم مع نساء، لكن إذا لم تجد المرأة من يستمع إليها ومن يقدر كلامها ومن يحتفي بها فإنا نتوقع بعد ذلك أن تبحث عن من تفضفض عندهم وتتكلم معهم، وهذا لن يكون فيه مصلحة للأسرة.
لذلك نحن نعتقد أن الأمور -إن شاء الله تعالى- طبيعية إلى هذه الدرجة، وندعو الزوج إلى المزيد من الاهتمام والاحتفاء والجلوس والاستماع لزوجته عندما تتكلم، مهما كان الكلام، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا كيف استمع إلى عائشة وهي تتحدث عن إحدى عشرة امرأة، وكان يسمر مع الزوجات، حتى بوب علماء السنن (باب السمر مع الأهل) هذا جانب ينبغي أن يهتم به الرجال، ولا يتعامل مع بيته فقط بالرسميات، بالحضور والخروج، ولكن لا بد أن يؤانس ويدخل السرور عليهم، يشاركهم كما كان صاحب الرسالة يفعل - عليه صلاة الله وسلامه -.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد.