السؤال
السلام عليكم
أعاني من فترة طويلة من نوبات الخوف والهلع، ومن شدة التوتر والقلق، ومؤخرا أصبحت أصاب بضيق التنفس، وكنت أستخدم بعض الأحيان حبوب أندرال، ثم أصبحت لا تجدي نفعا معي .. بعدها استشرت طبيبا عن طريق النت بخصوص أحد مخاوفي وهو ركوب الطائرة، فنصحني بأخذ (زاناكس) قبل الرحلة، فاتجهت لطبيب باطنية فكتب لي الوصفة، واستعملت الحبوب وارتحت عليها كثيرا.
ثم بعد فترة راجعت طبيبا نفسيا وكنت في حال يرثى لها، فوصف لي (سيبرالكس) وبعد تردد استعملته 10 مليجرام، وقد تغيرت حياتي تماما بعد استعماله، وأصبحت أخرج من المنزل وأركب السيارة دون خوف، والمهم أنني ارتحت عليه جدا، وبعد ثمانية أشهر أوقفتها، وبعد فترة انتكست حالتي أسوأ من السابق، وأصبحت أعيش في حالة لا يعلمها إلا الله من التعب والتوتر والقلق، والهلع وجفاف الفم وضيق التنفس وهبوط الضغط؛ حيث إني أعاني بشكل دائم من هبوط الضغط!
كنت أريد الحمل فلدي طفل واحد فقط، فقرأت عن حبوب ( بروزاك) وبأنها يمكن استخدامها حتى في فترة الحمل، فاستعملتها حبة واحدة في اليوم، وفي اليوم الثامن جاءتني حالة غريبة وكأن الدم مجتمع في أعلى رأسي، وتنميل في اليدين وتعب شديد وكأنني سأموت، فأوقفتها، ومن ثاني يوم عدت لاستعمال (سيبرالكس)، وأنا الآن لي أسبوع عليها، فهل يمكن لي الحمل وأنا أستخدمها؟ فلم يناسبني إلا هي! ولا أستطيع مراجعة طبيب، ولا يمكن أن أوقفها خوفا من معاودة القلق ونوبات الهلع.
أرجو سرعة الرد، فرج الله عنكم في الدنيا والآخرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الـ (سيبرالكس cipralex) لا شك أنه دواء ممتاز لعلاج نوبات القلق والهرع والمخاوف والوساوس وكذلك الاكتئاب النفسي، لكن قطعا لا نستطيع أن نقول أن هذا الدواء مسموح باستعماله في فترة الحمل الأولى، وأقصد بها الأربعة أشهر الأولى والخاصة بتكوين الأجنة.
هذا الذي أقوله مستند على أن شركة (لون بك) - وهي الشركة الصانعة للدواء – حتى الآن لم تعط البراءة الكاملة للدواء ليتم استعماله في فترة تكوين الأجنة، ولذا أقول لك -وأخذا بالحيطة والحذر-: أنه يجب ألا تستعملي هذا الدواء مع الحمل.
هذه ضوابط علمية ثابتة، ولا يمكن أن نحيد عنها، وأنا أشكرك (حقيقة) على استفسارك وعلى سؤالك.
وبالنسبة لعدم تمكنك من أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، فأعتقد أن هذا يجب أن تعيدي فيه النظر، لأن حالتك تتطلب ذلك، تتطلب أن تكون هنالك متابعة، أن تكون هنالك خطة للتوفيق ما بين تناول الدواء الصحيح وفي نفس الوقت ألا تحرمي من الحمل، فلا تنزعجي، ومراجعة الطبيب أراها مهمة وأراها ضرورية.
وبالنسبة لعقار (بروزاك Prozac): بالفعل هو الذي أعطي الترخيص بأنه يمكن استعماله مع الحمل حتى في الشهور الأولى، ولكن هذا الدواء بكل أسف لم يناسبك، وحدثت منه آثار جانبية نادرة، ومثل حالتك تحدث لحوالي خمسة إلى عشرة بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء، وبهذه المناسبة أقول لك أن الأعراض التي حدثت لك هي أعراض عابرة ومؤقتة، غالبا لا تستمر أكثر من أسبوع، لكن قل من يصبر عليها.
وفي بعض الأحيان نعطي البروزاك ومعه دواء آخر يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول fluanxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) يعطى بجرعة صغيرة – وهي نصف مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام (مثلا) إلى أسبوعين، وبعد ذلك يتم التوقف عن تناوله، ومن ثم يستمر الشخص في تناول البروزاك.
فإذن الحلول كثيرة والحلول موجودة والحلول مطروحة، لكن أكرر لا يمكن استعمال السيبرالكس في فترة الحمل الأولى، هذا أرجو ألا يكون صادما بالنسبة لك.
وبالنسبة لاستجابتك للعلاج: أنا ألاحظ أنها ممتازة وسريعة جدا، لكن بنفس المستوى تأتيك الانتكاسات حين تتوقفين عن تناول الدواء، وهذا إن دل إنما يدل على أن الوسائل العلاجية غير الدوائية مهمة جدا في حالتك.
التفكير الإيجابي، ممارسة تمارين الاسترخاء، أن يكون هنالك تغيير في نمط الحياة، والإصرار على الفعالية، والإصرار على تجاهل هذه الأعراض، هذه كلها وسائل تمكن الإنسان بأن يتخلص من قلقه وتوتره دون أن يحتاج للأدوية في بعض الأحيان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.