السؤال
السلام عليكم
لو تكرمتم، والدي لديه قولون عصبي من مدة طويلة، وهو دائم الغضب مما يعكر صفو المنزل بأكمله، ولكني لا أراه يستخدم أدوية، فهل الأمر طبيعي أم لابد من وجود دواء؟ وهل إذا استخدم الدواء سيتمكن من تبديد غضبه؟ مع أنه مدخن، وأيضا ما هي الأطعمة المناسبة له؟
علما أننا نعاني من وضع مالي سيء، والحمد لله على كل حال، ولكن السبب هو السحر فقد سحر والدي مرتين على حد علمي إن لم تكن أكثر فأنا أعتبر صغيرة، وعائلتي لا تخبرني بكل شيء، والمرة الأولى كانت من قبل جدتي أم والدتي بالتعاون مع أمي، وقد كانت أمي صغيرة، وجدتي كانت جاهلة، وأرادت ان تجعل أبي يحب ابنتها مما دفع والدي إلى إسرافه للمال بشكل هائل، وأخذه للديون من أجل والدتي -حفظها الله- وبعد فترة والدتي اعترفت لأنها علمت أن الأمر محرم، مع أنها متعلمة، وأبي سامحها، لأنها اعترفت، بينما هناك عداوة بين والدي وجدتي إلى الآن، وعلى حد علمي أن السحر فك في المرة الأولى.
أما المرة الثانية فقد كان لوالدي صديق طفولة، وفي إحدى المرات حصل بينهما خلاف شديد لا أعلمه بالتفصيل، ومما دفع صديق والدي إلى أن يقوم بسحر والدي ومنع المال عنه أنه كان يصحح ذلك، والرزق بيد الله لا شك، وإلى الآن كلما قام والدي بصفقة إما أن يسرق منه مبلغا هائلا ويختفي الرجل الذي هو مقرب من والدي ويهرب بالمال أو أن يتراجع الشخص الذي يريد شراء الأرض، أو مهما كان.
نحن الآن نمر بأزمة شديدة، لأن السحر كان قد رمي في مجاري خارج السعودية، ولم ينفك، فهل هناك طريقة لإزالة هذا السحر عن أبي؟ علما أن حالة أبي النفسية تحسنت ومعنوياته دائما مرتفعة، والأمل لديه قوي جدا جدا جدا -الحمد لله وما شاء الله-.
أرجوكم ساعدونا، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يصرف السوء عنكم جميعا، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يرد عنكم كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وأن يوفقكم لكل خير، أنه جواد كريم.
كما نسأله أن يصرف السوء عن والدك، وأن ييسر أمره، ويوسع رزقه.
بخصوص ما ورد برسالتك ابنتي الفاضلة من أن والدك يعاني من القولون العصبي، ولكنه لا يستخدم الأدوية، وتسألين هل هذا أمر طبيعي أم لا؟
أقول لك: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا وخلق له دواء)، والتداوي والعلاج هو نوع من الأخذ بالأسباب التي أمرنا الله بها؛ لذلك إذا كان والدك أو أي مريض له علاج محدد فعليه أن يتعاطاه؛ لأنه بذلك يطبق شرع الله تعالى، بدلا من أن يظل يعاني، وتأتيه نوبات الغضب، ويتعكر صفو المنزل بأكمله؛ لأنه في حالة غضب، فلماذا لا يتعاطى الدواء ما دام قد وصفه له طبيب مسلم ثقة، فوالدك قد أخطأ في ذلك.
أما فيما يتعلق في الجوانب الخاصة بهذا المرض فسوف يجيبك عليها إن شاء الله تعالى أحد الأطباء المستشارين في الموقع.
فيما يتعلق بقضية السحر الأولى والثانية، فإنه مما لا شك فيه أن السحر حقيقة، وهو يؤثر في الإنسان كما أخبر الله تعالى في قوله: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} فالسحر حق، ويؤثر فعلا في الأعضاء، ويؤثر في النفس والجسد، وقد يترتب عليه الموت والهلاك؛ ولذلك هناك قتل يسمى "قتل السحر"، وقد يترتب عليه تعكير المزاج، والإفلاس، وغير ذلك من الأمور الواضحة في حياة الناس.
بفضل الله تعالى وبما أن السحر يعتبر من الأمراض، فقد جعل الله له علاجا، وعلاجه في الرقية الشرعية، وهي مجموعة من آيات الله تعالى، وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي يقينا إذا لم تنفع فهي لن تضر، والإنسان يستطيع أن يرقي نفسه بنفسه إذا كان يستطيع ذلك، وكثير من الناس يقومون برقية أنفسهم، وهذا هو الأفضل؛ لأن ذلك نوع من الدعاء، والإنسان أولى أن يدعو لنفسه، فهو صاحب الهم والمشكلة.
لكن إذا لم يتيسر للشخص كأن يكون ضعيفا، أو لا يستطيع، أو يخاف من تفاقم المشكلة، أو زيادة الحالة، أو خروج شيء يتكلم كما يحدث في بعض الأحيان، فلا مانع من أن يستعين بالآخر، وهذا الآخر قد يكون أحد أفراد الأسرة إذا كان لديه قوة وجلد وقلب قوي، ومعرفة بآداب وقواعد الرقية، وإذا لم يتيسر ذلك، فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الثقاة المعروف عنهم سلامة المعتقد وصحة الطريقة، والمعروف عنهم القدرة على معالجة هذه الحالات، وهم كثر -ولله الحمد- في المملكة ومشهورون، ولعل أغلبهم إن لم يكونوا كلهم من أصحاب العقيدة الصحيحة -ولله الحمد- فمن السهل جدا أن يذهب والدك لأحد هؤلاء حتى يقوم بفك السحر له، وهو عمل جيد، وهو عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى.
تقولين إن حالة والدك قد تحسنت، وإن معنوياته دائما مرتفعة، والأمل لديه قوي، فهذا من فضل الله تعالى ورحمته أيضا، فإن الإنسان إذا كان صاحب همة وعزيمة فإنه يعين الأطباء على علاجه.
أما الإنسان الذي يستسلم للمرض، سواء كان هذا المرض عضويا، أو سحرا، أو مسا، أو عينا، أو حسدا فإن المرض يتمكن منه أكثر، وأما إن كان صاحب همة عالية فإنه يساعد نفسه ويساعد من يريد مساعدة من الأطباء أو الرقاة، فاعرضي على والدك إذا كانت لديه بعض أعراض السحر إلى الآن أن يذهب لأحد هؤلاء الثقات، وبإذن الله تعالى ستتحسن حالته، وسيكون بأحسن حال، وستعود إليه سعادته وأمنه واستقراره، وهذا سينعكس على الأسرة بإذن الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يصرف عنكم كل سوء وأن يعافيكم من كل بلاء.
____________________
انتهت إجابة الشيخ / موافي عزب. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية/ تبدأ إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم:
___________________
مرض القولون العصبي مرض وظيفي وليس عضويا، أي أنه يكون هناك اضطراب في وظيفة القولون، وهو الأمعاء الغليظة، وفي الصور والتحاليل والمنظار لا يكون هناك أي تغيرات غير طبيعية.
لذا فإنه إن لم يتناول المريض أي دواء، فإن هذا لن يؤثر على تطور المريض، ولن يتطور المرض إلى أي شيء أسوء، ولا خشية من أن يتحول هذا المرض إلى مرض آخر أو ورم، وهؤلاء المرضى لا يكون عندهم تناقص في الوزن، ولا وجود دم في البراز، وعادة فإن آلام القولون العصبي لا توقظ الإنسان من النوم؛ لذا فإن الأعراض تعتمد أيضا على مدى تحمل الآلام، وانتفاخ البطن عند هؤلاء المرضى، فبعض المرضى عندهم قدرة تحمل للأعراض كبيرة، وبالتالي قد لا يحتاجون للدواء بشكل مستمر، وإنما عند اللزوم، بينما بعض المرضى الآخرين تكون عندهم قدرة تحمل الأعراض منخفضة، وبالتالي فإنهم يحتاجون إلى تناول الأدوية باستمرار.
أحيانا يتم إعطاء المريض مجموعة من الأدوية لكي يتم ضبط الأعراض، ومن ناحية أخرى فإن الأعراض تزداد مع التوتر والضغوطات النفسية، ومع تناول بعض الأطعمة، خاصة الحارة، والتي تحتوي على الفلفل والبهارات والبقوليات، ومن ناحية أخرى فإن التدخين أيضا يعتبر من الأمور التي تزيد من أعرض القولون العصبي، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤدي إلى حدوث جلطات دماغية وقلبية؛ لذا فإنه بالنسبة للوالد فإنه لابد وأنه قد تعرف على الأطعمة التي تزيد الأعراض عنده، وهي تختلف من شخص لآخر؛ لذا ينصح المريض بمراقبة الأطعمة التي تزيد الأعراض مثل الطماطم والحليب والمشروبات الغازية، والبقوليات والأطعمة التي تحتوي على الفلفل الحار والبهارات، والأطعمة المقلية، ويتوقف عن التدخين.
كذلك يفيد بإذن الله أن يمارس المريض تمارين الاسترخاء.
بالنسبة للغضب فهو من الانفعالات النفسية، وهو كذلك يؤدي إلى ارتفاع الضغط وحصول الجلطات، وكذلك تزيد أعراض القولون العصبي، لذا فإنه إن كان هناك أدوية مهدئة يتناولها فهذا يساعد على ضبط الأعراض بإذن الله.
وبالله التوفيق.