السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أعمل عند طبيب خاص، وعلاقتي به كانت جيدة جدا، فهو يحترمني وأحترمه، كما وأشعر أحيانا بأنه بمثابة الأب، بغض النظر عن السن، فهو كثير النصح لي، وأنا حريصة جدا على ماله، فهو أمانة، وأنا أخاف الله كثيرا، ولكن فجأة تغيرت معاملته نحوي، ولا أدري ما هو السبب؟ فأصبحت كثيرة الوسوسة، ولا أنام إلا على الدموع، وفكرت في كل شيء، ولكني لم أجد جوابا لسؤالي، ماذا فعلت؟
هل ظلمت الطبيب بسوء الظن به بأن هناك سبب؟ أم أنه هو الذي ظلمني بعدم قول الحقيقة لي؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amel حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يوفقك إلى الخير، ونذكرك بأنه من كانت مثالية فلا بد أن ترجع إلى وضعها الأول وتعود، وأرجو أن تحاولي معرفة ما هو الجديد؟ وما هو التصرف الذي يمكن أن يكون سببا في هذا الذي يحدث، فإذا فشلت ولم تتعرفي على السبب، فلا مانع من أن تطلبي من الطبيب وتعتذري له، واسأليه: إذا كان هناك خلل أو تقصير من جانبي، فأرجو أن تنبهني، فأنت في مقام الأب، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها.
واعلمي أن هذا الشيء قد يكون بسبب سوء فهم، وأحيانا قد يكون لهذا الطبيب مشكلة في أسرته أو في عمله، فالرجل إذا كانت عنده مشكلات؛ فإنه يبدأ في تغيير التعامل، ويتوتر، وقد يحتاج إلى العزلة، وإذا كنت قد أديت ما عليك من واجبات على الوجه الأكمل، فأرجو أن لا تنزعجي؛ لأن هذا من الطبيعي أن يحصل من الطبيب أو من غيره، ولكن الفتاة العاقلة لا تعطي الأمور أكبر من حجمها، حرصا على عملها، وانتظاما في عملها، وحاولي أن تكوني المبادرة، فإذا كان هو الأكبر؛ فهو ينتظر منك الاعتذار والسؤال، وينتظر منك أن يسمع وجهة نظرك، فكوني مبادرة في أدب، واعرضي عليه ما يجول في نفسك، واطلبي منه المساعدة والتوجيه، وذكريه مرارا أنه في مقام الأب الناصح، والمدرس المخلص، وأنك حريصة على أن يكون سعيدا، وأن يكون العمل فيه انسجام ووفاق، وهكذا مثل هذه المعاني المهمة التي لا شك أن العمل بحاجة إليها.
واعلمي أن البكاء وذرف الدموع لا يجدي ولا ينفع دون معرفة السبب، فلا تحملي نفسك فوق طاقتها، ونحن لا نريد للفتاة إذا رجعت - أو للموظف إذا رجع لبيته - أن تحمل دموعا وهموما ومشاكل العمل إلى بيتها، ولا نقبل بالعكس أن يحمل مشاكل وأزمات وهموم البيت إلى عمله، ولكن نريد للموظف والعامل التنظيم والترتيب، فيترك مشاكل البيت في البيت، ويترك مشاكل العمل في العمل، فلا يخاصم العملاء لأن زوجته أهملته، ولا تخاصم الزملاء بسبب أن زوجها أهمل بعض واجباته، فلا تخلط هذه الأمور.
وسنكون سعداء إذا اتضحت أسباب هذا الذي يحدث، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، ووصيتنا لك بالتقوى، وتجنب المعاصي، فإن المعاصي لها شؤمها، وما من خصام يحدث بين اثنين إلا بسبب معصية حدثت من أحدهما، فلذلك أكثري من ذكر الله، والاستغفار، وصلي على رسولنا المختار.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.