بعد عقد القران... هل أتركه بسبب عمله المختلط؟

0 343

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عقد قراني على أستاذ وهو يتعرض للفتنة؛ لأنه يدرس فتيات في سن البلوغ، والفتيات في الغالب لباسهن غير محتشم.

حدثته بأن يجتهد في تغيير عمله مرضاة لله، لكن ذلك عزيز، ثم إن زوجي راض بحاله طالما أنه يجتهد في غض بصره وفي نصح الفتيات بالحشمة والحجاب.

لكن ما الخير في ذلك إذا كان يتعرض للإثارة تقريبا كل يوم؟ وأنا أخشى على تأثير مواصلته لمهنته على ديني ودينه وعلى أطفالي -إن شاء الله-! فهل من المناسب أن أفارقه إذا استمر في رضاه بحاله ورفضه تغيير عمله بسبب خوفي من الفتنة وطمعا في صيانة ذريتي -إن شاء الله-؟

بم تنصحوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير عليك وعلى الزوج، وهذه غيرة في مكانها، ونتمنى أن تصرفي نظر زوجك بالنظر إلى غيرك بالتزين له، ونتمنى أن تتم مراسيم الزواج بسرعة، وإذا وجد الرجل السعادة في بيته واستعرضت عنده المفاتن، فلن يلتفت إلى سواك، مع ضرورة أن يسعى في البحث عن عمل ليس فيه فتنة عليه، ونعتقد أن الذي يستطيع أن يدرس البنات يستطيع أن يدرس الأولاد، فينبغي أن يهجر هذا العمل ليفر بدينه، وكم نتمنى أن المعلمات يقمن بتدريس البنات، ويقوم المعلمون بتدريس الشباب، حتى نرفع هذه الشرور عن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن أجيال هذه الأمة.

وعلى كل حال لا نعتقد أن هذا الأمر سبب لترك هذا الزوج؛ خاصة وهو يغض بصره، ويجتهد في تفادي هذه الفتن، ويجتهد في النصح لبنات الناس وبنات المسلمين، وهذا دليل على الخير الذي عنده، ولكن نتمنى أن تعاونيه على البديل المناسب، ولكن بهدوء، ونتمنى أن تعاونيه بأن تشبعيه حتى لا يلتفت إلى غيرك كما قلنا، وتعاونيه بأن تعجلوا بتسهيل مراسيم الزواج؛ لأن الإنسان ينبغي أن يعجل بطلب العفاف، خاصة عند من يتعرض للفتن، ولمثل هذه المواقف.

ونتمنى أن يتواصل معنا زوجك حتى يستمع إلى نصائحنا، فبعض الرجال لا يقبل من زوجته، لكنه يقبل من إخوانه، من العلماء والزملاء، فالرجل يؤثر أكثر على الرجل، فلذلك نتمنى أن يتواصل معنا، ونفضل دائما أن تنقلي له أقوال العلماء في مثل هذه الأحوال، كيف أن هذه الشريعة العظيمة تباعد بين أنفاس الرجال والنساء حتى في أفضل مكان، فتجعل أفضل صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال، وتجعل أحسن صفوف الرجال أولها لبعدها عن مواطن النساء، فالخير للنساء في الابتعاد عن الرجال، والخير للرجال في الابتعاد عن النساء.

وينبغي مع ذلك غض بصره، وأن يتجنب الخلوة، ويتذكر أن صيانته لعرضه تبدأ من صيانته لأعراض الآخرين، وأرجو أن يعلم الجميع أن إدامة النظر للفتيات وللنساء خصم على سعادة الإنسان الأسرية، واطمئنان نفسه، وهذا واضح في قوله تعالى:{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}...هذا التوجيه الرباني، ما هي الثمرة ، ثم ماذا يا رب {ويحفظوا فروجهم}، ثم هذب المقصرين فقال: {ذلك أزكى لهم}، وهدد المفرطين فقال: {إن الله خبير بما يصنعون} ورغم أن النساء يدخلن في هذا التوجيه، إلا أنه عاد وقال {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن.. }

كل الحوادث مبدأها من النظر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها**** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره**** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

وسن لكل إنسان إذا رأى ما يعجبه أن يذهب إلى أهله، ويعجل بالعودة إلى زوجه، فإن الذي معها مثل ما مع الأخريات من النساء، وهذا معنى ينبغي أن يكون واضحا عند الرجال، وكذلك عند النساء فتجتهد في إبراز مفاتنها لزوجها والتزين له؛ لأننا في زمن الفتن المدلهمة التي تمشي على رجلين، وتقتحم على الناس في أعمالهم وأسواقهم وطرقاتهم، ولا عاصم من أمر الله إلا من عصمه الله، بتقيده بهذا الشرع، غضا للبصر وبحثا للحلال.

نسأل الله أن يغنينا بحلاله عن حرامه، وأن يلهمنا وإياكم السداد والرشاد.

مواد ذات صلة

الاستشارات