السؤال
سلام الله عليكم
بدون مقدمات سأدخل في الموضوع: أنا طالب في سن الخامسة والعشرين، قبل ثلاث سنوات كان لي إعجاب مبدئي بإحدى الطالبات، حقيقة أثارني خلقها، لم أحاول حتى التكلم معها خوفا من ربي، الآن نحن في آخر سنة يعني الإجازة بدليل مفترق الطرق.
تلك النظرة قربتني لتلك الفتاة ولوعن بعد، المهم أنني في حيرة، هل أبادر الفتاة بمعنى أن أخبرها أني أود الزواج منها مستقبلا كي تنتظرني؟ الآن ما زلت طالبا وليس بمقدوري خطبة الفتاة، أيضا فتحت النقاش مع أمي بأسلوب هزلي لأقيس نبضها، فأجابتني أنه يجب علي العمل، ومن ثم البحث في هذا الأمر.
الآن أنا في حيرة، هل أبادر الفتاة وأطلب منها انتظاري؛ لأني أخشى أن تكون لغيري أم أترك الأمر هكذا حتى يبث فيه رب العباد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإننا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه وأن يرزقك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
أخي الحبيب: أود ابتداء أن نشكر الله سويا على ما حباك به من خلق وتدين، وهذا فضل الله عليك ينبغي أن تكثر من شكره، واعلم أن عقبى التدين ستجدها في الدنيا قبل الآخرة، فعلى قدر اتصالك بالله وقربك منه على قدر منة الله عليك بزوجة صالحة تقية -إن شاء الله-.
ثانيا: نبشرك -أخي الحبيب- بأن ما كان لك لن يأخذه غيرك، وأن الأمور مقدرة قبل أن يخلق الله السموات والأرض، وفي علم الله معلوم ومقدر من ستكون لك زوجة، ومن قدرها الله لك ستكون لا محالة، ولن يقدر البشر مجتمعين على أن يمنعوا قدرا قدره الله لك، فهدئ من روعك واطمئن فسيأتيك قدرك لا محالة.
ثالثا: قد أثارك خلق الفتاة وهذا أمر جيد، ولكن هناك حسابات ينبغي أن تكون حاضرة قبل أي شيء منها: القدرة المالية على النكاح، فأنت لا زلت طالبا والزواج مسئولية؛ وليس الأمر مقتصرا على الشبكة والمهر، بل حياة تحتاج إلى عمل دؤوب وجهد مبذول، وإن أي أسرة حين يتقدم لها شاب لا بد أن تسأل عن ذلك وهذا حقهم.
المشكلة القائمة عندك -أخي الحبيب-: أنك حصرت الخلق في هذه الفتاة، وظننت أنك إذا خسرتها ستخسر الخلق، وهذا خطأ فإن الأخلاق منتشرة بين النساء فلا تعلق قلبك بفتاة إلا بعد أن تستوثق من قدرتك على النكاح.
إننا لا ننصحك بأن تعلق قلبك بها أو تفاتحها إذا لم تكن قادرا على النكاح، وأعلم أن الخيارات مع مرور الوقت ستكون أمامك ومتاحة فلا تحصر الأمر فيها، فقد تجد بعد ذلك من هي أفضل منها وأجود.
ننصحك أن تشغل بالك بأمرين:
الأول: دراستك حتي تنتهي منها سريعا؛ فإن الشيطان يجتهد أن يثنيك بالتفكير عن الواجب الذي عليك وهو الانتهاء من الدراسة.
الثاني: نسيان هذه الفتاة تماما وعدم النظر إليها أو الإيماءة حتي لا تظلمها ولا تظلم نفسك.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يصرف عنك كل شر والله الموفق.