السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخوتي في الله، أريد أن أشكركم على الرد على أسئلتي، وأريد أن أوضح لكم المشكلة التي أرقتني، وهي أنني أصبت ببعض الأورام في الثدي الأيسر، وأكدوا أنها: fibroadenoma، بعد أخذ عينة بإبرة، وهي تسبب لي ألما في الثدي، وبعد شهر أصبحت الكتل لا تتحرك، وعندما ذهبت لطبيبة أخرى أخبرتني أن مشكلتي هي: fibroadenosis، ولكن المشكلة بأنني لا أستطيع إجراء العملية الآن، لعدم توفر الإمكانات، وعلي الانتظار ما يقارب الشهر.
أشعر بحرقة في الثدي وبعض الآلام، والآلام في الظهر، نسيت أن أعلمكم أنني إنسانة مصابة بوسواس، وأنني أتخيله سرطان، وأنني سأموت، ولقد أصبت بإحباط بعد علمي بالورم، وأيضا عندما قالت لي الطبيبة: بأن سحب عينة لا تؤكد بأنه حميد 100% ، لم أعد أركز في حياتي، ودراستي كثيرا.
أريد نصيحة منكم، لأنني على مقربة من الامتحانات: وما هي fibroadenosis? وهل يمكن أن تتحول من حميد لخبيث؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رورو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أتفهم مخاوفك- يا عزيزتي- وأحب أن أطمئنك وأقول لك: إن حالة (الفيبروأدينوما Fibroadenoma) هي حالة شائعة، خاصة في مثل عمرك، فهي أكثر ما تحدث بين عمر 20-25 سنة، وتقدر نسبة حدوثها في بعض البلدان بنحو 25%، أي نحو ربع النساء في تلك البلدان مصابات بها، وهي حالة سليمة تماما، ولا تتحول إلى سرطان، بإذن الله تعالى.
قد يكون ما حدث عندك هو أنه بعد أخذ عينة بالإبرة من الورم، حدث بعض النزيف حول الورم، ثم حدث تليف لهذا النزف، وبالتالي أصبح الورم غير متحرك، لكن هذا لا يعني بأن الورم قد تحول إلى سرطان، لا قدر الله، لذلك لا داع للخوف، فالورم ما يزال سليما، حتى لو أصبح غير متحرك.
أؤكد لك على أن الانتظار لشهر أو حتى أكثر لا ضرر منه على الإطلاق، بل قد يكون لهذا الانتظار فائدة في كثير من الحالات، وذلك لمعرفة الطريق التي سيتطور بها الورم، هل سيصغر بالحجم، أم سيكبر، أم سيبقى على حاله؟
أدعوك للنظر بإيجابية لحالتك، فالنتيجة النهائية للعينة قد أظهرت بأن الورم سليم، وأنه من النوع الذي لا يتحول إلى سرطان فيما بعد، والحمد لله، هذه الأمور بحد ذاتها إيجابيات، بل ونعم كبيرة يجب أن تحمدي الله عز وجل عليها، فلقد كان من الممكن أن تكون الأمور أسوأ من ذلك، لا قدر الله.
الأصل هو أن الإنسان مبتلى في هذه الحياة، والمرض هو شكل من أشكال هذا الابتلاء، والمؤمن الحق هو الذي يشكر الله عز وجل على أي حال، وكلما انتابتك حالة الخوف والوساوس تذكري قول الحق جل وعلا، في محكم كتابه الكريم: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، فكوني من الصابرين والصابرات الذين سيجزون أجرهم بغير حساب يوم القيامة.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.