أعاني من نمو الشعر الزائد بجسمي واضطراب الدورة، ما السبب؟

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من زيادة في هرمون الذكورة، بحيث ينمو لي شعر زائد أسفل الذقن، وحول الحلمتين وأسفل البطن وفي مختلف أنحاء الجسم عموما، ثم إن دورتي الشهرية غير منتظمة بل ربما تغيب شهرا كاملا أو على العكس تمتد لفترة طويلة، وآخر مرة زرت فيها طبيبة نساء بسبب أن الطمث عندي كان غزيرا جدا، أعلمتني أن المبايض ضعيفة رغم أنها طمأنتني أني بخير.

أما تأثير عموم ذلك على مستوى نفسي وشخصي، فأراني أكتسب نصيبا وافرا من الصفات الذكورية مثل: حب الحرية، والميل إلى الاستقلالية والقيادية في علاقتي بزوجي، ووجود صعوبة في تقبل أوامره وأن أكون مطيعة دائما، أخذت من أبي جانبا كبيرا من شخصيتي خاصة في ظل شعوري بغياب أمي عني، حتى أني أشعر بضعف شديد وعدم ارتياح كلما حاولت أن أكون أنثوية أكثر في صفاتي، كأن أكون هادئة ناعمة ومطيعة.

هل انقطاع الدورة تقريبا لحوالي شهر يدل قطعا على نقص البروجستيرون؟ و إذا كان كذلك، فما هي الأغذية المناسبة التي تنصحونني بها؟ وهل من طريقة لزيادة هرمون الأستروجين عندي بالأدوية أو بوسائل أخرى؟ وهل يجوز لي أخذ حبوب معينة؟ وهل من طريقة لمعالجة ضعف البويضات؟

أسألكم النصح بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالفعل –يا عزيزتي- إن الأعراض عندك هي أعراض تدل على ارتفاع في هرمون الذكورة، وأكثر حالة طبية نصادفها لارتفاع هرمون الذكورة في الإناث هي حالة تكيس المبايض.

في تكيس المبايض يحدث اضطراب هرموني متعدد الجوانب يؤدي الى حدوث أعراض مختلفة، أهمها: تباعد في الدورة الشهرية ثم نزولها بشكل غزير ومديد، وزيادة الشعر غير المرغوب به في الجسم، وظهور الحبوب في الوجه وأعلى الصدر والظهر، وتساقط الشعر وزيادة الاستعداد لظهور مرض السكر، وفي تكيس المبايض الإباضة لا تحدث، وهرمون البروجسترون لا يتشكل إلا بعد حدوث الإباضة، لذلك فإن هذا الهرمون يكون ناقصا في حالة التكيس، وتستمر بطانة الرحم في التسمك، ومع الوقت تصبح هشة كالإسفنج بسبب نقص هرمون البروجسترون الداعم والمثبت، ثم وبعد أن تتسمك لدرجة لا يمكن معها الثبات في جدار الرحم فإنها تنسلخ مسببة نزول الدورة بشكل غزير.

إذن غياب الدورة له سببان لهما علاقة وثيقة ببعضهما البعض، الأول: تسمك البطانة الشديد، والثاني: عدم كفاية هرمون البروجسترون، وفي تكيس المبايض فإن هرمون الأستروجين يكون طبيعيا أو حتى مرتفعا، لذلك فلا مشكلة عندك في هذا الهرمون.

أما بالنسبة لعلاج تكيس المبايض، فالخطوة الأولى هي نفي وجود أمراض أخرى تعطي أعراضا مماثلة لتكيس المبايض مثل: قصور الغدة الدرقية، اضطراب الغدة الكظرية أو غير ذلك، لذلك يجب عليك أولا عمل هذه التحاليل الهرمونية الهامة في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية، وفي الصباح وهي:

LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-DHEAS-17-HYDROXYPROGESTERON

فإن تأكد بأن السبب هو تكيس المبايض، فالعلاج يجب أن يبدأ بخفض الوزن إن كان زائدا، ثم بتناول حبوب تسمى (الجلوكوفاج Glucophage) حبة واحدة عيار 500 ملغ يوميا في الأسبوع الأول، ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني، ثم ثلاث حبات يوميا في الأسبوع الثالث، والاستمرار على ثلاث حبات فيما بعد، ويمكن أيضا البدء بحبوب منع الحمل للمساعدة في إزالة التكيس إن كنت غير راغبة بالحمل الآن، أما إن كنت راغبة في الحمل، فيمكن استخدام منشطات المبيض مثل (الكلوميد Clomid)، فهي ستساعد على علاج ضعف التبويض، وإزالة التكيس، وتنظيم الدورة -إن شاء الله تعالى-، لكن يجب قبل استخدام المنشطات التأكد من أن تحليل السائل المنوي عند زوجك طبيعي، وأن الانابيب عندك نافذة -إن شاء الله-.

ولا علاقة بين ارتفاع هرمون الذكورة في الجسم، وبين وجود بعض السمات في الشخصية، فكونك شخصية استقلالية تميل لأخذ دور قيادي، فهذا له علاقة بالوراثة، وبالبيئة والظروف التي نشأت عليها، فكثيرات هن النساء اللواتي يمتلكن مثل هذه الصفات من دون أن يكون لديهن ارتفاع في هرمون الذكورة، والعكس أيضا صحيح، فكثيرون هم الذكور الذين لديهم مستويات عالية من هذا الهرمون، ولا يميلون للقيادة ولا يتمكنون من الاستقلالية طوال حياتهم، فالوراثة والتربية والظروف التي يعيشها الشخص، كلها تلعب دورا هاما في صقل شخصيته ورسم معالمها.

على كل حال إن الصفات التي عندك تعتبر صفات جيدة إن عرفت كيف توظفينها لصالح حياتك الزوجية.

أتمنى لك كل التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات