كيف أتخلص من اليأس وفقدان الأمل؟

0 431

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع.

لدي استشارة طبية، وصلت مرحلة اليأس إلا من رحمة الله، لدي تهيج حاد في القولون، وقد أتعبني كثيرا حتى أصبحت أصاب بنوبات أشعر أنها النهاية.

لدي ارتجاع للحامض، قال الطبيب: إنه بسيط بعد عمل المنظار العلوي والسفلي، وأعطاني لانزوبرازول 30 ملغم وموتيليوم، تحسن الارتجاع قليلا جدا، ويعود إذا تركت الدواء وبسبب الحالة راجعت العديد من الأطباء حتى أطباء القلب، وعملت ايكو وتخطيطا، لأني أصاب بالخفقان، وتنوعت أجوبة الأطباء بشأن الدواء، لكنهم اتفقوا على القولون العصبي.

أريد علاجا محددا مع الفترة الزمنية، وهل يضر أخذ الليبراكس مع الموتيليوم؟ ولا أعرف الذي أريده منكم إلا المساعدة، لأن حياتي شبه متوقفة، ولدي اعتقاد بأنها النهاية.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، ونشكرك على التواصل مع الشبكة الإسلامية، وأنا سأبدأ من حيث انتهيت أنت، فأنت تقول إنها النهاية، وإن حياتك شبه متوقفة، وأحمد الله أن الاستقصاءات التشخيصية التي تمت من منظار للقولون، وايكو كانت طبيعية ولن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.

نرجو أنك ممن يحبهم الله فابتلاهم، وقد ابتلاك بمرض وظيفي وهو القولون العصبي، وليس عضويا فهذا المرض لا يتحول إلى مرض خبيث، وهو منتشر جدا، فإنه يقدر ب 20% من الناس عندهم قولون عصبي، وأعراضه تتأثر كثيرا بالحالة النفسية، فكلما كنت قلقا ومتوترا فإن الأعراض تزيد وهو سيبقى فترة طويلة جدا، وفي بعض المرضى يبقى طول العمر، فكن ذا عزيمة، وتوكل على الله وقل إني سأتغلب على المرض، فأنت أقوى من أن تضعف أمام المرض، وهو مرض ليس عضويا، فقارن نفسك مع بعض الناس الذين يصابون بالسرطان، وفي سن مبكرة، وعلى الرغم من أنهم يعلمون أن أيامهم معدودة إلا أن بعضهم وخاصة ذا الهمة العالية، والمعنويات العالية يستطيع الجهاز المناعي أن يتغلب على المرض، وكله بإذن الله، وذكر الله يجعل الإنسان راضيا بما قضاه الله، وهذا بحد ذاته يخفف من الأعراض، فأكثر من التضرع لله، واذكر الله في جوف الليل.

من ناحية أخرى مارس تمارين الاسرتخاء، ومارس أي نوع من الرياضة، فهذه بإذن الله تساعد أيضا، وأما من ناحية الأدوية فإن الارتجاع يحتاج للأدوية إن كان شديدا بالإضافة إلى التعليمات التي تم شرحها في الإجابة على سؤال سابق لك، وهناك الكثير من يحتاج لتناول الدواء مرتين في اليوم، لكي تكون الأعراض أخف ما يكون، وفي بعض الحالات يتم إجراء عملية جراحية إن لم تخف الأعراض مع الأدوية، وتنزيل الوزن ومراعاة النصائح الخاصة بالارتجاع.

هناك عوامل تسبب هذا الارتخاء في الصمام بين المعدة والمريء، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وبالتالي تزيد الأعراض، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب) فيجب تجنب هذه الأمور.

أما القولون العصبي فيمكن تناول ليبراكس والموتيليوم، وسأحيل سؤالك إلى استشاري الأمراض النفسية ليعينك بإذن الله على تخطي هذا الوضع، ونريد أن نسمع منك يوما أنك قد شفيت بإذن الله، فثق بخالقك أنه هو الشافي والمعافي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم
تبدأ إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أرجو - أخي الكريم – أن تأخذ بما أفادك به الأخ الدكتور محمد حمودة، فهي إجابة شافية وكافية - إن شاء الله تعالى – والذي أود أن أضيفه فقط من المنظور النفسي هو: أن الإنسان حين يصاب بهذه العلل لا بد أن يغير طريقة تفكيره حول الحالة، يعني ما دام قد تأكد لك أن هذا الموضوع هو مجرد قولون عصبي وليس لديك أي علة أخرى، وموضوع الارتجاع هو موضوع بسيط جدا، فتغيير قناعتك على أن تشخيص حالتك أنها حالة بسيطة هذا أمر جوهري، وأساسي ليقلل من الأعراض التي لديك، لأن النفس حين تكون غير مقتنعة أو مترددة أو متخوفة من شيء ما قطعا سوف ترسل من العقل، ومن النفس ذاتها إشارات خاطئة جدا، وسلبية لأجهزة الجسم، مما يزيد من الأعراض والتوترات والشعور بعدم الارتياح.

الذي أريده منك هو أن تغير نفسك معرفيا، أن الأطباء قد أكدوا لك أن هذا قولون عصبي، وهو حالة منتشرة، ومن أفضل طرق علاجه هي تجاهله واتباع الإرشادات التي ذكرت لك، بمعنى: أن تنقل نفسك نقلا فكريا تاما من التخوف حول ما تعاني منه، وكلمة (القولون العصبي) هي في الأصل (عصابي) ويقصد بها الناتج من القلق والتوترات، فأي احتقانات في النفس لأسباب واضحة أو غير واضحة تؤدي إلى توترات عضلية، لذا تتأثر بعض أجزاء الجسم أكثر من غيرها، القولون هو أول ما يتأثر بهذه الأعراض، لذا تظهر هذه التقلصات مما تسبب عدم الارتياح.

هذه هي النقطة الأولى المهمة، والنقطة الثانية: اجعل نمط حياتك أكثر حيوية، وذلك من خلال: حسن إدارة الوقت، وتعدد الأنشطة، وفي نهاية الأمر حاول أن تراجع نفسك: ما الذي قمت بإنجازه في هذا اليوم؟ ما الذي أخفقت فيه؟ كيف أحسن من مستوى أدائي؟ وهكذا.

يجب أن تحفز نفسك من خلال هذا النوع من البرامج السلوكية.

أشار لك الأخ الدكتور محمد حمودة على أهمية الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، هذا الأمر مثبت وقاطع، والرياضة يجب أن تكون جزءا من حياتك، لا تعطها فضلات الوقت، أعطها وقتا طيبا وجميلا، وتكون فيه مقدم على هذه الرياضة، فيجب أن تجعلها بالفعل مهمة في حياتك لأنها فعلا تفيدك كثيرا.

تمارين الاسترخاء أيضا لها أهمية كبيرة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجع إليها، وتأخذ بالإرشادات التي بها، وسوف تجد - إن شاء الله تعالى – أنها مفيدة.

النقطة الأخيرة وهي: دراسات كثيرة أشارت أن الأدوية المحسنة للمزاج والمزيلة للقلق والتوترات لها فوائد كثيرة جدا في تخفيف وطأة أعراض القولون العصبي، بل - إن شاء الله تعالى – القضاء عليها، ومن الأدوية التي أود أن أنصحك بها عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) وقد يكون له مسميات تجارية أخرى حسب بلد المنشأ.

جرعة هذا الدواء أن تبدأ بنصف حبة - أي عشرة مليجرام – ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

نسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وأن يشفيك، وأن يعافيك، ولك خالص الشكر والتقدير.

مواد ذات صلة

الاستشارات