أكره خطيبي وأريد الطلاق لكن أهلي غير موافقين.

0 276

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تمت ملكتي العام الماضي على شخص لا أعرف عنه سوى أنه شخص متوسط الدخل، ووظيفته حكومية جيدة، ومن مدح شخص قريب لي أنه إنسان عطوف وكريم، كان في بداية الملكة بيننا مكالمات، وأحسست أني أكرهه، قلت في بداية الأمر أنه أمر طبيعي ومع الوقت سأتقبله وأحبه، لكن حدث العكس، فأنا أكره مكالمته لي، وأكره أن أسمع صوته، طلبت منه أن لا يكون بيننا تواصل فترة الملكة، لكنه رفض وأصر على المكالمات، بعد 5 أشهر من الملكة ترك الوظيفة بحجة أنها تضيق صدره، وأنه محسود عليها، واكتشفت أنه لا يملك إلا شهادة متوسط، ودخوله لهذه الوظيفة كان عن طريق الواسطة.

فاتحت أهلي بموضوع الطلاق لأنه رجل لا يعتمد عليه، وأنا أساسا لست متقبلة له، وأكرهه كرها لا يعلمه سوى الله، ولا أريد أن أظلمه معي، أبي رفض موضوع الطلاق، وقال: لا يهمني أمر الوظيفة، ولا أرى هذا الأمر يستحق لأن تطلبي الطلاق من أجله، ولا أريد أن تتشمت الناس في، ويقولون عنك مطلقة.

لا أرى عذر أبي مقنعا، فأنا على حق وأريد االانفصال، وحالة الرجل المادية بسيطة جدا، فأنا لا أعلم من أين سينفق علي، مشكلتي أني لا أجد من أهلي من يقف معي، فهم يرون أني لست راضية بما قسمه الله لي، ولست قنوعة، وجميعهم يقولون أني سأندم على هذا الشيء، ولو انفصلت وكتب الله لي الزواج مرة أخرى فسآخذ أردى منه.

أنا محتارة في أمري، هل أقتنع بما يقوله أهلي؟ أم أصر على رأيي وأطلب الطلاق؟ علما أنه لم يعطني المهر إلى الآن، وسوف يكمل 6 شهور وهو عاطل، أتمنى أن أجد المشورة هنا لتساعدني في اتخاذ قراري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عهود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ولا شك أن أمر الطلاق والاستعجال فيه فكرة لا نؤيدها، الاستعجال على الأقل، والأمر يحتاج إلى ترتيبات، والقرار ينبغي أن يتخذ بطريقة صحيحة، بعد أن ينظر الإنسان في البدائل والمستقبل والعواقب والأسباب، ونحن نرى أن الأسباب لم تذكر، فالإنسان يمكن أن يكره لأن فيه كذا وكذا، هذا أمر، أما كراهية لا أسباب لها، فقط تقولين: (أكرهه، سمعت صوته فكرهته)، هذه ينبغي أن نتعوذ فيها من الشيطان، فالشيطان أصلا لا يريد لنا الحلال والزواج، ويحزن على الزواج، ولا يرضى به باعتبار أنه طاعة وسبيل إلى العفة والطهر، والبعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

كما أن أهلك من الرجال أعرف بالرجال، فإذا رضيه الوالد والأسرة، وجاء بناء على تزكية أحد الأقرباء، فإن هذه الأمور كلها مرجحات تدعوك على الأقل إلى الوقوف والتأمل في هذه المسألة، ونحن لا زلنا نصر بأن الكراهية التي ليس لها أسباب هي من الشيطان، وهي متوقعة، وهي موجودة كلما اقترب الزواج، لأن الإنسان يشعر بالمسؤولية، كل طرف يحس بتوتر وثقل عليه، لكن هذا طبيعي، هذا كله يتلاشى وينتهي في أول ليلة تقابل فيه الزوجة زوجها.

ولم يتضح لنا هل نظرت إليه النظرة الشرعية أم لا؟ لأن هذه أيضا لها أثر كبير، فإذا كان هذا الكره بعد النظرة الشرعية وله أسباب واضحة، فإننا عند ذلك ندعوك فعلا إلى أن تفكري، لكن نرى أن الرأي هو رأي الفتاة، وقد جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم– فقالت: (زوجني أبي من ابن أخيه وأنا كارهة) فرد النبي نكاحها وجعل أمرها إليها، ثم قالت: (قد أجزت ما صنع أبي، لكن أردت أن يعلم الناس أن لا ليس للآباء في الأمر شيء) فدور الآباء والأسرة هو دور توجيهي.

وإذا كان هناك عيب شرعي فلهم أن يتدخلوا، أما إذا لم تكن هناك عيوب شرعية، فالدور توجيهي والفتاة العاقلة تستجيب لرأي أسرتها، لأن المرأة الأنصارية المذكورة في الحديث قالت: (قد أجزت ما صنع أبي، ولكن أردت أن يعلم الناس أن ليس للآباء في الأمر شيء)، فأنت أيضا تنظرين في هذه الأمور، وهذا الذي جاء عن قريب لك مدحه بكرمه وطيبته، فإذا تأكد لكم مع ذلك أنه صاحب دين وأخلاق، فلا تفرطي فيه؛ لأن الرجل الذي يريد الزواج فعلا عملة نادرة، والطيب أندر، أن يكون طيبا وكريما وفيه الصفات المذكورة فهذا أندر من النادر، فلا تضيعي على نفسك هذه الفرصة على الأقل بهذه السهولة.

وأرجو أن تتحاوري مع أسرتك، وتحاولي أن تتعرفي على الرجل أكثر، وعلى إيجابياته، وفعلا كما قالوا تركه للوظيفة وعدم وجودها ليست مشكلة، لأن العبرة أن يكون الرجل مسؤولا، وأن يكون عنده قدرة ورغبة في تحمل المسؤوليات، هذا هو المهم، لكن الأعمال والوظائف والأموال تذهب وتجيء، ليس هذا هو المهم، المهم هو القدرة على تحمل المسؤولية، وهذا جانب ينبغي أن تتأكد منه الأسرة، لكن كونه ترك الوظيفة فليس لك عذر في أن تتركيه، وترفضي إكمال المشوار لمجرد أنه ترك الوظيفة.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وندعوك إلى التوجه إلى الله، واعلمي أن هذا الأمر يحتاج إلى استخارة، والمؤمنة إذا احتارت في أمر فإنها تصلي ركعتين (استخارة)، وتدعو الله تبارك وتعالى، فتطلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه وتعالى، واستمعي إلى رأي العقلاء والفاضلات من محارمك، فإنهم أعرف الناس بك وربما بالشاب أيضا، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات