السؤال
السلام عليكم.
وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الذي يخفف آلامنا.
أنا متزوجة منذ عامين، وبعد زواجي جاءتني وساوس بأن زوجي مريض عقليا أو نفسيا، وبقيت مدة وهذه الأفكار تأتيني، وبعدها تعالجت عند طبيب نفسي، وصرف لي الانافرانيل، وارتحت -بحمد الله- ولكن بقي عندي إصرار بأن زوجي مريض عقليا أو نفسيا.
المهم ذهبت إلى الطبيب النفسي، وأخبرته ببعض تصرفات زوجي، وبشعوره بأنه مراقب، وقال لي بأنها اضطرابات ذهنية بسبب الضغوط النفسية، ولقد تعالج وتحسن - ولله الحمد -.
المشكلة تكمن بأني حامل بالشهر الثالث، وتأتيني أفكار على الجنين بأنة مريض أو سيكون فيه -لا قدر الله- تخلف أو مرض عقلي، وأصبحت أربط الأمور ببعضها، بأنني عندما أصابني وسواس على زوجي، وأنه كان فعلا مريض، وأقول لأني أوسوس على الجنين أيضا، وأنه سيكون مريضا - لا قدر الله - بمعنى أن وساوسي صحيحة.
وأحيانا أقول: بأن هذا من الشيطان، ولا أعرف ما هذا الشعور الذي حرمني من فرحة الحمل؟ وهذا أول حمل لي بعد عامين من الزواج.
أتمنى أن تكون فقط وساوس وليست حقيقة، كما حصل مع زوجي، فأرجو أن تريحوني وتخبروني ما هذه الحالة؟ هل هذه أحاسيس صحيحة أم وساوس لا علاقة لها بشيء ثاني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله لك العافية والشفاء، ونسأله الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.
الفكر الوسواسي قد ينشأ من تجارب سابقة، كخبرات نفسية يكون الإنسان قد مر بها في طفولته أو في مرحلة البلوغ، ولم يعرها اهتماما في ذاك الوقت، ولكنها ظلت في وجدانه، ومن ثم أخذت هذه الوساوس الفرصة من خلال أي حدث حياتي يمر به الإنسان، لتظهر في شكل وساوس، هذه أحد النظريات التي ربما تكون صحيحة لدرجة كبيرة، ولكنها قطعا ليست النظرية الوحيدة للوساوس.
بالنسبة لفكرة أن زوجك لديه حالة نفسية، وهذا إن لم يكن وسواسا، بل هو حقيقة؛ لأن زوجك الكريم أنت ذكرت أنه كان يشعر بأنه مراقب من قبل الآخرين، وهذه علة نفسية معروفة قد تصل لدرجة المرض، وقد تكون مجرد ظاهرة، وبالفعل ذهب زوجك، وتم علاجه من الحالة التي يعاني منها.
إذن كان أمامك حقائق صلبة قوية حول حالة زوجك، وهذا لم يكن وسواسا، بل كان حقيقة، وقد يكون الأمر أثر عليك، وكنت قلقة، وسبب لك مشاغلا، وفي ذات الوقت أنت لا تريدين إحراج زوجك بقولك أن تفكيره مرضي، وفي نفس الوقت تريدين علاجه، فأنت في وضع قلق، وغير متأكدة من أشياء كثيرة، إذن هذه الحقيقة سببت لك قلقا وسواسيا معينا، ولكن الأصل لم يكن وسواسيا.
أما فيما تتخوفينه الآن، والذي نسميه بالقلق التوقعي، فهذا وسواس لا شك في ذلك، ووسواس قلقي؛ لأنه لا يقوم على أي حقائق صلبة، ولا يقوم على احتمالات واقعية، إنما فكرتك الأولى عن الزوج، وأنها كانت صحيحة، وتعاملك معها أنها وساوس، والوسواس هو فكرة افتراضية متسلطة، لا تكون صحيحة، وهذا جعلك تقتنعين أن وضع زوجك كان أمرا وسواسيا بالنسبة لك، والآن حين تتحدثين عن الطفل لا توجد حقائق، إنما هو مجرد التماهي ما بين تفكيرك حول زوجك وما بين الحمل.
إذن حالتك حالة قلق وساوسي توقعي أكثر مما هي حقائق، فلا تربطي بين الاثنين أبدا، وتوكلي على الله، وأسأل الله تعالى أن يهبك الذرية الصالحة، وعليك بالمتابعة مع طبيبة النساء والولادة؛ من أجل متابعة مراحل الحمل وتطور ونمو الجنين، فهذا هو نهاية الأمر، فلا ربط بين الاثنين، واسألي الله تعالى أن يرزقك طفلا صالحا وكاملا في نموه وأعضائه جميعها، ويجب أن تغلقي تماما على هذه المشاعر القلقية الوسواسية الناتجة من تجربتك مع زوجك.
والذي يظهر لي أن شخصيتك حساسة، ولديك القابلية لمثل هذه المخاوف التوقعية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.