السؤال
السلام عليكم
أخي الأوسط عمره 18 سنة، تقدمت لشغل وظيفة فريق بحث يتكون من أخ وأخته، هذا العمل يتطلب خروجي وأخي مرة في الشهر إلى المنازل، رفض أخي الوظيفة مع أنها مغرية لي وله، ونحن بحاجة لها، بسبب أنه لا يريد أن نعمل سويا، مع العلم أن دوامي سيكون في مبنى نسائي مستقل، لكن عنده مشكلة مع المرأة سواء أخته أو أمه، وهذا حاله منذ أن كبر، فلا يرضى أن ننزل بأنفسنا للصيدلية أو إلى السوبرماركت أو المكتبة أو الحدائق، إلا إذا ضغط عليه أخي الأكبر ليذهب بنا لشراء ما نحتاج، أو إذا كان يريد منا مالا، وأبي يزيده سوء، ويدعم طريقته الخاطئة في التعامل معنا.
كيف أقنعه بالوظيفة؟ فأنا بحاجه لها، أريدها ولو لفترة مؤقتة لأعالج مشاكلي المادية الحالية، ولم أفلح في إقناعه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونتمنى أن تنجحي في إقناع هذا الأخ، واستعيني بالأخ الأكبر، وإذا كان الأمر خاليا من المخالفات الشرعية، فليس هناك ما يمنعك من العمل إذا كنت ستعملين في مبنى نسائي مستقل، مع أننا حقيقة نشكر لهذا الأخ هذا الحرص والقيام بالواجب، ونحن نريد دائما إذا كان في البيت رجل هو الذي يذهب إلى البقالة والصيدلية، يقرب البعيد لإخوانه ولأمه ولأسرته، أما إذا لم يكن موجودا، فالشرع لا يمنع الفتاة من أن تذهب شريطة أن تخرج متسترة، متحجبة، غاضة لبصرها، حريصة على أن تبتعد عن مواطن الزحام والرجال، فهناك ضوابط يضعها الشرع لخروج المرأة.
وهذا الأخ ينبغي أن يعرف هذه الضوابط، ويعاونكم فيما فيه الخير والمصلحة، وإذا كان الوالد في صفه فينبغي أن تستفيدي من الأخ الأكبر والوالدة، وتجتهدي في الإحسان إليه، وإذا كان في حاجة للمال فلا مانع أيضا من أن تعطيه، المهم في كل ذلك هو أن تكون المعاملة والعمل بشكل شرعي، يتناسب مع أنوثة المرأة، ولا يعرضها للأخطاء، وهذا منتف إذا كان العمل في مبنى نسائي مستقل.
أما هو كرجل فلابد أن يدرك أن الحياة لا يمكن أن تخلو من المرأة، وأن الإنسان سيتعامل مع المرأة رضي أم أبى، لأن الوظائف العامة متاحة للجميع، حتى ولو كنا رجالا فإنه قد تأتي امرأة لحاجة لها، ومن حقها أن نلبي حاجتها ونقوم بالواجب تجاهها، والمرأة المسلمة معززة مكرمة، أما وأختا وجارة وعمة وخالة، فالإسلام يكرم المرأة، وليس كما يفهم كثير من الناس، والمرأة ينبغي أن تحافظ على ذلك التكريم بالمحافظة على حجابها وحيائها وسترها، ومعلوم أن الفتاة المحترمة في لبسها، حتى السفهاء يحترمونها ويفسحون لها الطريق، وهذا قبس وسر من أسرار قوله تعالى: {ذلك أدنى أن يعرفن} بأنهن العفيفات، بأنهن الطاهرات، بأنهن الخيرات، {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، فإذا كنت ملتزمة بالحجاب الشرعي الساتر، والعمل بالطريقة المذكورة فليس هناك مانع شرعي، وإذا لم يكن هناك مانع شرعي فلا مكان للعادات وللتقاليد.
ونوصيك وأنت تخرجين بأن تنتبهي دائما لحجابك ولسترك الكامل، واعلمي أن الرجال يحترمون جدا الفتاة المحجبة، الغاضة لبصرها المؤدبة في كلامها، التي لا تتكلم إلا بمقدار، وتتجنب الضحكات والأصوات المرتفعة والمشية المريبة، وأنت -إن شاء الله- من هذا النوع، وإلا لما تواصلت مع هذا الموقع، فنسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، وأن يعينك وأخيك الأكبر على إقناع هذا الأخ بأي وسيلة، حتى تستفيدي من هذه الوظيفة، ونذكر بأن وظيفة المرأة الكبرى والأصلية، هي أن تكون زوجة وأما ومربية في داخل البيوت، وشرف للمرأة المسلمة أن تقوم بهذا الواجب، وهي أكبر خدمات تقدمها لمجتمعها، ولكن مع ذلك لها أن تعمل وفق الضوابط الشرعية.
نسأل الله أن يعينكم على إقناع هذا الأخ، وأن يلهمه السداد والرشاد، وأن يرزقكم الثبات والخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.