كيف أتعامل مع خطيبي العصبي؟ وهل ترون أن أتجاهله؟

0 559

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا بنت مخطوبة, عمري 21 سنة, كانت خطبتي قبل 6 أشهر تقريبا.

سؤالي: كيف أتعامل مع خطيبي في أوقات غضبه أو عصبيته؟ وكيف يمكن أن أمتص غضبه؟ وكيف أتصرف معه؟ مع العلم أنه عصبي, هل أتركه حتى لو غاب عني بما أنه ما يزال خطيبي؟ وهل من الخطأ أن أبين له حبي في هذه الفترة؟ وبما أنه إنسان كتوم, وأنا أيضا إنسانة كتومة، فبم تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وأن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يجعل عملك خالصا لوجه الكريم.

وهنيئا لك بهذا الخاطب الذي نتمنى أن يكون مطيعا لله تعالى، ونذكرك بأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ونحن نعتقد أن هذه المسألة واضحة، كما أننا لا نفضل للخطيبين أن يتوسعوا في الكلام الرومانسي، والتعبير عن المشاعر الفياضة؛ لأن هذا الخاطب ما هو إلا مجرد خاطب، والفتاة لا تعطي أسرارها ولا تمنح قلبها إلا بعد أن تصبح هذه العلاقة في تقدم أكثر وأكثر.

ولا شك أنه اختارك من دون النساء، وأنت قبلت به، وأن مشاعر الحب متوفرة، ولا مانع من التعبير عن سعادتك ورغبتك في إكمال المشوار، وحرصك على التعاون معه على بناء أسرة سليمة، أما ما زاد عن ذلك من مشاعر عاطفية؛ فإننا لا نريد للفتاة أو الشاب في أن يشغل نفسه بمثل هذه الأمور؛ لأنها خصم على أشياء أخرى، ونريد أن لا تطول الخطبة بل بعدها مباشرة ننتقل للعقد والملكة، ثم الزفاف، وخير البر عاجله.

كنا نتمنى أن نعرف ما هي الأمور التي يغضب منها، ولو عرضت لنا نموذجا لكان ذلك واضحا، لنرى من هو المحق، ولماذا يغضب من هذه الأمور، وهل مناقشة هذه الأمور صحيحة أم لا؟ نتمنى أن تكتبي إلينا، ومن حقك طلب حجب الاستشارة، ولكن تكتبي إلينا بوضوح حتى تتضح لنا شخصية هذا الشاب، ويتضح لنا أسلوبك في التعامل معه.

وعلى كل حال، فلا نريد للفتاة الانقطاع ولا نريد الإكثار من التواصل، فكل هذه الأمور لا بد أن تكون بحساب، والانقطاع الزائد قد يجلب الجفاء، ولكن مجرد الاتصال والسؤال عن الحال والعمل والصلاة فهذه مطلوبة، ولا إشكال فيها.

وكثرة الاتصال لا نرغب فيها؛ لأنها تزعج الأسرة والفتاة، وتشغلها عن عملها ودراستها، كما أن كثرة الكلام قد يجعلهم يدخلون في أشياء ليس من مصلحتهم السؤال عنها، ولا نجد لها جوابا أو استجابة، وهذا له آثار نفسية على الطرفين، ولذلك أتمنى أن تدار هذه الفترة بحكمة وحنكة، وينبغي أن يكون للأهل حضور وشعور بما يحصل، فإنه لا يحق للخاطب الخلوة ولا الخروج بمخطوبته، ولا أن يتمتع معها في الكلام العاطفي في هذه الفترة.

وإذا أراد أن يعبر عن مشاعره فليكن ذلك بعموميات مثل: " أتمنى أن نكمل المشوار" وأن يأتي اليوم الذي نسعد فيه بقربنا من بعضنا ( مثل هذه العبارات لا مانع منها) "أنا سعيدة لتعرفي عليك، والله جاء بك إلينا" ، "ونحن نحمد الله على هذه النعمة فأنت متميز"، ويقول: أنت متميزة، هذه الحدود مقبولة؛ لأن التعبير عن المشاعر مما يبحث عنه الشباب وتبحث عنه الفتاة بكل أسف، في زمان طوفان المشاعر المحرمة.

والخطبة غطاء شرعي لعلاقة شرعية، وإذا أردتم التوسع فعليكم الانتقال للخطوة التي بعدها.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات