عند التوتر أشعر ببرودة ورعشة في اليد

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة الاضطراب والتوتر عند التعامل مع الناس، ليس كل الناس، وإنما بعضهم، لو بيننا مشكلة ما أو حتى كنت طرفا وسيطا في حل مشكلة ما ولست صاحبها، بالرغم من علمي بعدم حدوث أي ضرر، وأن أقصى شيء يمكن أن يحدث هو أن أسمع كلمة غير جيدة، ويمكن أن يحدث لي هذا التوتر في مواقف أخرى، مثال: حدث معي عندما أردت الاتصال على برنامج تلفزيوني للمشاركة برأيي، هذا التوتر منعني من الاتصال.

يتمثل هذا الاضطراب والتوتر في برودة يدي، وإذا كانت المشكلة أكبر فتكون برودة يدي ورعشة في يدي، لدرجة أني أخاف أن أمسك بكوب الشاي فتظهر رعشة يدي أمام الشخص الذي معي، وإذا زادت أكثر فتكون ما سبق بالإضافة إلى سرعة التنفس وبالتالي تقطع الكلام، ويكون كل هذا عند التعامل مع بعض الأشخاص الذين بيني وبينهم أمر ما، وحسب حجم المشكلة أو هذا الأمر يكون حجم الاضطرابات كما ذكرت.

كما تحدث لي هذه الأعراض عند التحدث أمام الجمهور، وكل هذا يسبب لي ضيقا كبيرا ومشاكل وشعورا بالحزن والألم والنقص وعدم التمكن من توصيل رسالتي، وللعلم فإن أخي يعاني من نفس المشكلة.

شكرا لكم، وأرجو الله أن يكون عندكم الحل، وجزاكم الله خيرا كثيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي يظهر لي أن الطاقات القلقية الانفعالية لديك ربما تكون زائدة بعض الشيء، والقلق ليس كله سيئا، القلق هو: طاقة دافعة من أجل الإنجاز ومن أجل النجاح ومن أجل التحفز الإيجابي، لكن حين يزيد قد يفقد الإنسان طريقه فيما يخص التحكم في انفعالاته.

أيها الفاضل الكريم: ما ذكرته حول انفعالات سلبية تحدث لك، أعتقد أنها أيضا لا تخلو من شيء مما نسميه بالخوف الاجتماعي البسيط، فعليك أن تأخذ الأمور ببساطة أكثر، واعرف أن الصبر في كل شيء دائما هو من أفضل الحلول التي يواجه الإنسان بها انفعالاته السلبية، كما أن الغضب قد وجهنا الرسول -صلى الله عليه وسلم– وعلمنا ألا نغضب، ألا نغضب، ألا نغضب، وأن نغير مكاننا، أو موقعنا، وأن نتفل ثلاثا جهة الشق الأيسر، وأن نستغفر، وأن نطفئ نار الغضب بالوضوء... هذه كلها تمارين سلوكية مهمة جدا على الإنسان أن يطبقها.

وعليك أيضا بالتفريغ النفسي، ونقصد بالتفريغ النفسي: أن تعبر عما في ذاتك أولا بأول، لا تحتقن، الإنسان إذا عبر عما بداخله في حدود الذوق والأدب وكان كريما مع الآخرين وقبلهم كما هم لا كما يريد، هذا يؤدي إلى أن يجعل الانفعالات السلبية كلها انفعالات إيجابية.

الصحبة الطيبة، أن تكون من رواد المساجد، أن تمارس الرياضة الجماعية، أن تكون بارا بوالديك، أن تكون واصلا لرحمك، أن تزور المرضى... هذا كله يقلل من هذه الانفعالات القلقية السلبية، فكن حريصا على ذلك.

ولدي أيضا نصيحة لك، وهي: أن تمارس تمارين الاسترخاء، هي مفيدة، جيدة، ومعالجة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع على التفاصيل الموجودة بها وتطبقها، فهي مفيدة جدا كما أفاد الكثير من الإخوة الذين مارسوها.

وختاما حتى ترتاح نفسك ويزول عنك كل ما بك من توتر وقلق وانفعالات عند المواجهة أنصحك: بأن تتناول دواء يسمى (زولفت) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين) وهو متوفر في مصر تحت مسمى تجاري (مودابكس) دواء سليم فاعل، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة جدا، وهي أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجراما– تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، وتناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات