السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، وأنا والحمد لله ملتزمة ومتدينة، وما أتمناه هو زوج صالح يعينني على أمور ديني ودنياي.
خطبني في هذه الفترة ابن خالتي، هو شاب ليس متدينا، ولكنه مواظب على صلواته، إلا أنه لا يصلي في المسجد.
عندما تحدثت معه في هذه المسألة وعدني بأن يتغير، ويصلي في المسجد، لا أنكر أنني أحسست أنه قابل للتغيير، إلا أنني أحسست أنه ليس ناضجا، وأنه وكأنه ولد صغير، والداي يريدان ويلحان أن أرتبط به، وأنهما يرونه زوجا مناسبا لي.
استخرت كثيرا، واستشرت، والكل يرونه مناسبا لي، وأنا كل ما يقلقني عدم نضجه، وميله للمرح، فما رأيكم؟ أفيدوني وأرجوكم لا تتأخروا في الإجابة؛ لأني محتاجة أن أسمع رأيكم قبل أن أقرر.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ولا يخفى عليك أن ابن الخال بالمنزلة الرفيعة، وأن رغبة العائلة ورغبة الأسرة وسعادتهم بهذا الارتباط دليل على أنهم يريدون لك وبك الخير، فالآباء والأمهات لا يريدون لابنهم أو لابنتهم إلا الخير.
إذا حصل التوافق – ولله الحمد – ووجدت في نفسك الميل، وكما قلت كان هو يصلي، ولكن يتأخر عن المسجد، وشعرت أنه قابل للتغيير، فإن هذه مؤهلات جميلة، أرجو ألا تفرطي فيها، واعلمي أنك لن تجدي شابا بلا عيوب وبلا نقائص، ومن سعادة الفتاة أن تجد شابا ترضاه الأسرة، يرضاه الوالد وترضاه الوالدة؛ لأن في هذا عونا لها على أداء كافة الجوابات تجاه الزوج وتجاه أهلها، بخلاف لو كان هناك رفض من الآباء والأمهات.
أما حديثك عن أنه لا يزال ليس بناضج فيكفي أن تكوني ناضجة أنت، وبذلك تعاونينه - إن شاء الله تعالى – على أن يبلغ أعلى الدرجات من النضج والوعي.
الرجل المهم فيه هو تواصله الاجتماعي، وقدرته على تحمل المسؤولية، وقدرته على التفاعل مع الآخرين، والحضور الاجتماعي بالنسبة له في الحياة، وحتى هذه الأشياء نحن نعتقد أن الزوجة الكبيرة العظيمة تستطيع أن تتقدم بزوجها وتقدمه، فكما قيل (وراء كل عظيم امرأة) فلا تستعجلي في رفض هذا الشاب، واحرصي على القبول به، واعلمي أن في قبولك به حفظا لتماسك الأسرة، وصيانة للأرحام من أن يحصل لها القطيعة، وسيكون في ذلك أيضا خير لكونه رغبة من الوالدين، وسعيد من نال رضا والديه.
نسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، وأن يستخدمنا جميعا في طاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير، ونسأله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.