السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أتأكد أن الإسلام هو الدين الصحيح؟ وأنه لا يوجد دين آخر هو الصحيح ربما لا أعلم عنه شيئا, مثل غير المسلمين الذين لا يعلمون عن الإسلام شيئا؟
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أتأكد أن الإسلام هو الدين الصحيح؟ وأنه لا يوجد دين آخر هو الصحيح ربما لا أعلم عنه شيئا, مثل غير المسلمين الذين لا يعلمون عن الإسلام شيئا؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى كل خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحا وهدى واستقامة، وأن يتوفنا وإياك إليه مسلمين، وأن يلحقنا وإياك بالصالحين، وألا يضلنا بعد إذ هدانا، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل– فإنه مما لا شك فيه أن هذه القضية التي تتحدث فيها من القضايا التي تم حسمها منذ بعث الله نبيه محمدا المصطفى -صلى الله عليه وسلم– فإن نصوص القرآن الكريم تقطع بأن هذا الدين هو الدين الحق، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم– هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأن الله تبارك وتعالى أرسله رحمة للعالمين.
نصوص القرآن هي أكبر دليل على أن هذا الدين هو الدين الصحيح، وأنه الدين الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى للعالمين، ولا أدري هل أنت تؤمن بنصوص القرآن أم لا؟ فلقد قال الله تبارك وتعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} وقال جل جلاله: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} وقال جل وعلا: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} هذه جزء من النصوص القرآنية التي بينها الله تبارك وتعالى في شأن هذا الدين العظيم.
هناك أمر آخر (ولدي الكريم الفاضل محمد) وهو ما تراه أنت إلى يومك هذا من دخول أعداد هائلة من غير المسلمين في الإسلام يوميا، وليس هناك أي دافع لدخولهم في الإسلام إلا لأنهم علموا أنه الحق، بعض الناس قد يدخلون في الديانات غير الإسلام بدافع الفقر أو بدافع الجهل أو بدافع الإغراء، أما المسلمون الآن في أوروبا ماذا يحتاجون من الفقراء المسلمين في العالم العربي والإسلامي؟!
انظر أنت واسمع، وادخل المواقع، واقرأ عن عدد المسلمين الذين يدخلون الإسلام يوميا، انظر إلى الإسلام الذي ينتشر في إيطاليا وينتشر في أوروبا وفي الدول الإسكندنافية وفي فرنسا وأمريكا وبريطانيا بالذات تجد عجبا، يوميا عشرات الناس المثقفين من أصحاب الخبرات والمهارات، ومن أصحاب العقول الراجحة والمستوى الثقافي المتميز يدخلون في الإسلام، لأنهم ينبهرون بحقائقه العلمية، ويذهلون بهذه المصداقية التي يتمتع بها هذا الدين.
بل إن (ريجن) رئيس أمريكا السابق –كما تعلم– طلب منه أن يمنع دخول الإسلام في أمريكا فقال لمن طلب منه هذا في الكونجرس: (لو استطعتم أن تمنعوا الشمس أن تشرق على أمريكا أستطيع أن أمنع الإسلام أن يدخل أمريكا، لأنه دين يتفق مع الفطرة ولا يتعارض مع المنطق) وغير ذلك من شهادات المنصفين، لو أنك أردت أيضا أن تتأكد من ذلك فاقرأ شهادات الغربيين للإسلام، واقرأ أنت بنفسك ماذا قال غير المسلمين في الإسلام من المستشرقين وغيرهم.
ابني الكريم: أنت من الذين يطلبون دليلا على وجود الشمس في واضحة النهار، وهذا أمر غير متعذر، ورغم ذلك أقول لك انظر حولك، انظر لنسبة الداخلين في الإسلام يوميا، وقل بربك هل سمعت عن أحد يترك الإسلام لمجرد أنه وجد فيه خطئا أو زيغا أو عيبا؟ حتى لو أنه أراد أن يترك الإسلام إنما يتركه لشبهة من الشبه، أما الحقائق الإسلامية النقية الصحيحة الناصعة البيضاء فهي لا تدع سبيلا لأحد أبدا أن يترك هذا الدين بعد أن يمن الله تبارك وتعالى عليه بفهمه.
إن نسبة دخول الناس في الإسلام يوميا إلى يومك هذا من أعظم الأدلة على صدقه، كذلك أيضا شهادات المنصفين من المستشرقين، وأتمنى أن تطلع عليها عبر النت لتعرف بنفسك ماذا قال الناس في هذا الدين العظيم, عندك أيضا هذا المؤلف الأجنبي غير المسلم الذي كتب كتابا وسماه (عظماء المائة) وجعل على رأسهم وأولهم محمد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - .
كذلك أيضا (ابني الكريم) الحقائق العلمية التي توجد في القرآن الكريم إلى يومك هذا لم تأت حقيقة واحدة تخالف المنطق أو الواقع، بل إن كل ما تصل إليه الإنسانية بعد تجارب تستغرق عشرات السنين نجد أن القرآن الكريم قد نص عليه، وكل ما ثبت في القرآن من حقائق تم إخضاعها للتجربة والأبحاث من أعداء الإسلام، فكانت النتيجة أن هؤلاء العلماء العظماء لا يجدون أمامهم بدا من الدخول في الإسلام لصدق هذه الحقائق ولقوتها، ولإعجازها أيضا.
مما لا شك فيه أن هذا الدين هو الدين الحق، وأن ما سواه ليس بحق بحال من الأحوال، لأنها رسالات أدت دورها في وقت من الزمان وانتهى دورها ببعثة النبي المصطفى محمد -عليه الصلاة والسلام-.
غير المسلمين الذين لا يعلمون عن الإسلام شيئا نحن نقول: هؤلاء أهل الفترة، يعني نقول: إن أمرهم إلى الله تبارك وتعالى، وحسابهم على الله تبارك وتعالى، ولقد اختلف العلماء في مصيرهم، فمن لم يسلم إذا سمع بالنبي -صلى الله عليه وسلم– وسمع بالدين الحق ووصله الدين بالطريقة الصحيحة فقد قامت عليه الحجة، أما الذي وصله الإسلام بصورة مشوهة أو مشوشة أو أنه لم يصله بطريقة صحيحة أو وصله بطريقة منفرة أو لم يصله أصلا فنقول: هؤلاء أمرهم إلى الله تبارك وتعالى، والله تبارك وتعالى يقول: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}.
إن كان لديهم القدرة على البحث عن الحق ولم يبحثوا فلهم شأن آخر، أما إذا لم يكن لديهم القدرة على ذلك ولم يصلهم الإسلام أصلا، أو وصلهم مشوها بطريقة لا يمكن قبولها، فهذا أمرهم إلى الله تبارك وتعالى، والله سبحانه وتعالى يعاملهم بعدله وهو جواد كريم سبحانه.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا وإياك صراطه المستقيم، وألا يضلنا بعد إذ هدانا، وأن يثبتنا في الدنيا والآخرة، وأنه يتوفانا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.