السؤال
السلام عليكم.
زوجتي منذ توفي أبوها ساءت حالتها النفسية، وازداد بها الحال إلى أن تم تقييم حالتها بأنها اضطراب وجداني، ولها الآن 7 سنوات وهي تأخذ العلاج، تزوجت بها قبل سنتين ولم أكن أعلم بحالتها، في حملها الأول كانت تأخذ دواء (الافكسور) مما أدى لتشوهات في الجنين ثم توقف النبض في الشهر الرابع وأجهضت، وفي المرة الثانية جاءتها حالة إجهاض وأسقطت في الشهر الأول.
بعد مراجعات مع الطبيب النفسي قام بإنزال الجرعات تلقائيا وقطع بعض الأدوية النفسية، واتفقت معه أنه في حال تم الحمل -إن شاء الله-أتواصل معه؛ بحيث يكون نوع الدواء الذي تأخذه خلال فترة الحمل (yprexa 5Mg) فهل هذه النسبة تؤثر على الجنين؟ وهل يوجد بديل غير مضر ينفع للانفصام الوجداني؟
أنا أجهل الكثير، وهي لا تستطيع أن تقطع الدواء بشكل نهائي؛ لأنها سبق وجربت في الحمل الأول وساءت حالتها الصحية كثيرا، وصارت لا تنام وتوترت بكلام غريب، وتسيء الظن في الآخرين، ماذا أفعل؟ هل أستبعد فكرة الحمل، وأتزوج بثانيه أنجب منها أطفالا؟ ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا تأس ولا تأسف على ما حدث بأنك تزوجت من هذه السيدة الفاضلة، وكنت لا تعلم أنها مريضة، والذي أراه أن تقدر ظرفها وتقف بجانبها، -وإن شاء الله- أنك سائر على هذا الطريق، ولن تترك وحدك أبدا، حيث إن التقدم الطبي سهل الكثير من الأشياء، والطب النفسي أوجد حلولا لكل الحالات؛ خاصة إذا حرص المريض وذويه على متابعة الطبيب وتعليماته، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب بصورة صحيحة.
من ناحية ثانية لا شك أن فترة الحمل تتطلب الكثير من المحاذير فيما يتعلق بتناول الأدوية، والحمل يقسم إلى ثلاث مراحل مهمة، مرحلة تخطيط الأجنة وهي تمتد إلى 4 أشهر، ويستحسن أن لا تتناول الحامل أي دواء إلا باستشارة الطبيب العارف الملم الثقة؛ لأنه توجد أدوية غير سليمة، وتوجد أدوية سليمة، وربما توجد أدوية تسبب بعض الخطورة.
الجنين الذي سقط لا أريدك أبدا أن تعتقد أن ذلك بسبب تناولها لعقار الإفكسر، نعم لا نستطيع أن نقول إن الإفكسر دواء سليم أثناء الحمل، لكن ليس هنالك تأكيدات قاطعة على أنه خطير، ويعرف أن 70 % من الأجنة التي تسقط في مراحل الحمل الأولى في الأصل هي أجنة غير طبيعية التكوين، وهذا من رحمة الله تعالى ولطفه، بأن تحدث هذه الإسقاطات لهذه الأجنة تلقائيا.
الآن زوجتك يجب أن يشرف عليها طبيب نفسي مقتدر، وذلك بجانب طبيبة النساء والتوليد، الآن توجد بعض العيادات المشتركة في بعض الأماكن، وأصبح تخصص علاج الحوامل أحد الفروع التي نهتم بها كثيرا في الطب النفسي؛ لأن الأدوية يجب أن يتم انتقائها بحرص شديد، والأم التي تريد أن ترضع لا بد أن نختار لها الدواء المناسب.
دواء زبركسا لا بأس به أثناء الحمل، لم تسجل ضده حالات، خاصة حين يعطى بجرعة صغيرة، لكن الشركة المصنعة لم تعطه البراءة الكاملة حتى الآن، وذلك خوفا من المسؤولية الجنائية، ولكن الطبيب ما دام سيشرف على زوجتك أثناء الحمل، وقطعا ستكون هناك متابعة لصيقة جدا من طبيبة النساء والتوليد، ويمكن متابعة التطور الارتقائي للجنين من خلال صورة الموجات الصوتية، وهي بسيطة جدا ودقيقة لدرجة كبيرة، وحتى إن أراد الطبيب أن يوقف الزبركسا، فهنالك بدائل مثل: عقار (لارجكتيل) وهو دواء قديم جدا، يستعمل لعلاج الأفكار الظنانية والأمراض البارونية، ونحن نفضله أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الأولى، وبعد أن تتعدى الأم هذه المراحل يمكن أن تحول إلى أي دواء آخر.
الموضوع فيه سعة كبيرة، وأنت -ولله الحمد- تنتهج المنهج الصحيح، ومتابعة الأطباء هي الشيء الذي ننصحك به، وأؤكد لك أن زوجتك لو اتبعت الإرشاد الطبي وكانت حريصة على تناول علاجها سوف تعيش حياة طبيعية، ومن جانبك كن مقدرا لظروفها، وأنا لا أرى أن هناك مانعا من القيام بمهامها الزوجية كاملة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لها العافية والشفاء.