السؤال
أبي يكره زوجتي، وإذا فعلت أي شيء يظلمها ويصرخ في وجهها، ولقد حاولت مرارا أن أحول بينهما ولكن دون جدوى، وفي آخر مرة طردها من البيت، وبعدها قلت لأبي أنك تظلمها فقام بطردي أيضا.
ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع والدي؟
أبي يكره زوجتي، وإذا فعلت أي شيء يظلمها ويصرخ في وجهها، ولقد حاولت مرارا أن أحول بينهما ولكن دون جدوى، وفي آخر مرة طردها من البيت، وبعدها قلت لأبي أنك تظلمها فقام بطردي أيضا.
ماذا أفعل؟ وكيف أتعامل مع والدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يعينك على الصبر على هذا الوالد، ولن تتضرر زوجتك كثيرا من كره والدك لها، ما دمت أنت تحبها وتقدرها وتتفهم هذا الذي حدث، فإن الزوجة تصبر كثيرا وتحتمل كثيرا عندما تجد الدعم المعنوي من زوجها، والتفاهم للمعاناة التي تجدها، وأرجو أن تقول لزوجتك بصوت عال بينك وبينها: (سأحملك على رأسي وأقدرك، وأرجو أن تصبري على والدي).
ونحن بحاجة في كل الأحوال إلى الصبر على من هم أكبر منا سنا، واحتمال ما يصدر عنهم من مواقف ومن شدة، ذلك لأنهم أولا هم كبار في السن، وأيضا نحن بحاجة إلى أن نصبر عليهم لأنه قد تكون لهم دوافع وأسباب أخرى.
وأرجو أن تجتهد مع زوجتك ومعنا في معرفة أسباب هذا النفور الحاصل، وأسباب هذه المواقف الحاصلة، هل هناك عداوات تاريخية بين أهلها ووالدك؟ هل هناك تصرفات من زوجتك تزعج الوالد؟ هل الوالد لا يحبك أنت ويظهر هذا من خلالها والتقصير في حق زوجتك؟ هل هذه الزوجة علاقتها غير طيبة مع الوالدة أو مع بنات هذا الرجل؟ نحن لابد أن نعرف ونحاول أن نجتهد في معرفة الأسباب، وحقيقة إذا عرف السبب بطل العجب وسهل علينا بفضل الله ومنه إصلاح الخلل والعطب.
وكم تمنينا لو أنك تشاورت معنا قبل أن تناقش الوالد وتحاوره، فإنا لا نريد أن يشعر الوالد أنك تتحكم فيه، وأنك تقف مع الزوجة، وأنك تؤيدها، وأنك ما عدت تحترم الوالد ولا عدت تعرف مقداره، وهذا شعور ربما ظهر للوالد فوضعك معها في صف واحد وفي خانة ومكانة واحدة.
نحن نتفهم المعاناة التي تكون عند الزوجة، ولكن ليس حلها بسؤال الوالد، وليس حلها بالدخول في صراع مباشر مع الوالد، وإنما كما قلنا بمعرفة الأسباب، وتفادي مواقف الاحتكاك، ونقل المشاعر الطيبة، كأن تقول لزوجتك: (والدي اصبري عليه، وهو طيب من الداخل، ضميره نظيف، يحب لك الخير، لكن هذا هو طبعه، وأرجو أن تحتملي)، وتقول لوالدك كذلك: (زوجتي تقدرك وتعتبرك مثل الوالد، ونحن جميعا أبناء لك، وفضلك علينا كبير وعظيم، ولولا أنت يا أبي -بعد الله تبارك وتعالى- لما وصلنا إلى هذا الذي وصلنا إليه، نحن نمتن ونشكر لك) وقبل ذلك وبعده لابد أن تزيد في برك جدا للوالد، فإذا قصرت أنت في بر الوالد – بعض الناس يقصر – فإن المتوقع عند ذلك هو أن يسيء للزوجة التي ربما يرى أنه سبب في هذا التقصير، وأنها باعدت بينك وبينه.
إذن، عليك أن تنظر للموضوع بهذه الزوايا، ونتمنى أن تسترضي الوالد، وأن تقدم رضاه على الأقل فيما يظهر أو أمامه، على رضا الزوجة، وإذا كنت مع زوجتك وحدك فدللها واسترضها، وافعل لها ما تريد، وطيب خاطرها، وأسعدها بينك وبينها، فإن ذلك سينسيها ما تجد من المعاناة.
وكم تمنينا لو عرضت لنا بعض المواقف التي يغضب فيها الوالد من زوجتك، فربما يغضب من لبسها، من تصرفاتها ... نحن نريد أن نعرف، نحن نريد نماذج، يعني آخر مرة لماذا زجرها؟ والمرة التي قبلها لماذا زجرها؟ ما هي توقعاتك، ما هي وجهة نظر الزوجة في هذا الذي يحدث؟ أكيد هي لها فهم ولها إحساس ببعض الأمور التي تزيد من توتر والدك. حشد هذه الأمور ورفضها سيعيننا جدا في معالجة هذا الموضوع وهذا الأمر، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.