السلام عليكم.

هل تأثم زوجة الابن إذا لم تخدم والد زوجها؟ علمًا أنها ليست في بيت الأهل، وتسكن في منزل مستقل، ولوالد الزوج زوجة، وبنات متزوجات، وغير متزوجات، يطلب منهن الذهاب إلى العمل والدراسة في بلد آخر، وهو يقبل بالبقاء في المنزل لوحده، وزوجته تقوم برعاية أبناء بناتها المتزوجات، وتترك زوجها في بيته لوحده.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.

الزوجة والزوج كلاهما مأمور شرعًا بأن يُعاشر كل واحد منهما صاحبه بالمعروف، أي بما يتعارف الناس عليه، وهذا المعروف منه ما هو واجب، ومنه ما هو مستحب، والله تعالى يأمر بالعدل والإحسان، العدل واجب، والإحسان نافلة مستحبة.

وكذلك العلاقة بين الزوج وزوجته فيها ما هو واجب، وفيها ما هو مستحب وإحسان، وهذا النوع من الأعمال -ما كان من باب الإحسان والمعروف، والزائد- وإن كان غير واجبٍ على الزوجة، لكن له آثاره النافعة والمفيدة، وله بركاته الخاصة على العلاقة بين الزوج وزوجته، وعلى استقرار الأسرة، وصلاح الأبناء والذريّة.

ومن ثمّ فنحن ننصح كل زوجة بأن تكون متسامحةً، وطيبة النفس في إعانتها لزوجها على القيام بواجباته الاجتماعية تجاه أسرته، ولا سيما تجاه والديه، والزوجة حين تفعل ذلك، ينبغي أن تحتسب أجرها عند الله سبحانه وتعالى، وتتيقّن أن هذا من الإحسان إلى الزوج، وإذا فعلت هي ذلك، فإنها لن تجد بعد ذلك ما يدعوها إلى السؤال هل يقع عليها الإثم أو لا يقع؛ لأنها تتطلّع حينها إلى الأجر والثواب، وإلى المنافع الأسرية، وليس نظرها قاصرًا على مجرد وقوع الإثم.

فهذه النصيحة من باب الإحسان الذي أمر الله تعالى به، ودعا إليه.

أمَّا من حيث الوجوب والإثم: فإنه لا يجب على المرأة أن تخدم والد زوجها، ولا والدته، فإن هذا غير واجب، ويجب على الأولاد الذكور والإناث أن يقوموا هم بخدمة والدهم، أو توفير مَن يقوم بخدمته، إذا احتاجا إلى خدمة.

نسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.