أعاني من وسواس الموت لي ولأحبابي لدرجة البكاء والهستيريا.

0 411

السؤال

السلام عليكم

منذ سنين وأنا أعاني من الوسواس الشديد والخوف الشديد من الموت، ليس فقط لي لكن لكل من أحب، لم يكن الموضوع شديدا في البداية، لكن مع الوقت أصبح شديدا ومتكررا لدرجة كبيرة أتعبتني نفسيا، فأنا أقلق وأخاف خوفا شديدا على كل من أحب، لدرجة قد أصاب بهستيريا من البكاء والانهيار إذا لم أستطع أن أطمئن على من أقلق عليه، ودائمة الشعور بأنه سيحدث لي شيء أو لمن أحب، وإذا سمعت بحالات وفاة أتعب كثيرا وأكتئب، وأخاف حتى لو لم أكن أعرف الشخص نفسه، وأتخيل ما يحدث بعد الموت، لقد ضاقت بي الدنيا من هذا الشعور، فأنا دائمة الاكتئاب والبكاء، لا أتذكر متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالسعادة حقا من داخلي، كثيرا ما أتعرض لنوبات من ضيق التنفس، وخفقان سريع في ضربات قلبي، فأشعر بأنه سيحدث لي شيء في تلك اللحظة، وأبدأ في البكاء الشديد والانهيار لدرجة أنني ذهبت إلى المستشفى مرة وأعطوني إبرة مهدئة.

وثاني شيء أنا عديمة الثقة بأي شخص يتقرب مني، وكثيرة الشك لأبعد الحدود لدرجة أن الحلف قد لا يقنعني، وذلك بسبب تجربة مررت بها في الماضي، ما أشعر به الآن لا أستطيع تحمله أبدا، لم أعد أستطيع التعامل مع المشاكل النفسية التي أشعر بها، هناك الكثير من الأشياء لكني اختصرت لأسأل عن أهم مشكلتين، قد أكون أفضل حالا من غيري -بحمد الله-، لكن بداخلي تعب شديد لم أعد أستطيع التعامل معه، وهل يفضل أن أذهب لطبيب نفسي، وإلى أن أستطيع الذهاب؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

من الواضح أنك تعانين من حالة نفسية معروفة نسميها "رهاب المرض"، عندما ينشغل ذهن المصاب على صحته، معتقدا بأن لديه مرضا ما كالسرطان أو غيره، وأن الأطباء إما أنهم يعلمون بهذا إلا أنهم لا يخبرونه بهذا صراحة، أو أنهم لا يعرفون لأنهم لم يكتشفوا بعد هذا المرض، ويعتقد الشخص أنه يحتاج للمزيد من الوقت، والمزيد من الاختبارات والفحوص، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين، حتى يصل للتشخيص الذي كان يخافه كل هذا الوقت، وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الحالة بما وصفت من أعراض، والتي تصل بعد حين للخوف من مغادرة المنزل خشية حدوث شيء ما، وقد يبدأ الشخص يخاف من كل ما له علاقة بالمرض، وحتى الأمور التي يمكن أن تذكر بالموت وحتى تلاوة القرآن.

وبصراحة: في كثير من الحالات مهما قمنا بالمزيد من الفحوصات والاختبارات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يذهب عن ذهن هذا الشخص فكرة المرض، فإذا به ومن جديد يبدأ سلسلة جديدة من الأطباء ومن الاختبارات، سواء في نفس البلد، أو حتى السفر لبلاد أخرى من أجل الوصول إلى جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص.

أنصحك بمراجعة طبيب نفسي في الكويت، ومنهم د.عبد الله غلوم أو غيره، وسيقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة والتي لم تخبرينا عنها كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية، ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب، هل عندك بالإضافة لانشغال البال بالأمراض، هل عندك شيء من الأعراض النفسية الأخرى كالاكتئاب وغيره؟ لابد للطبيب النفسي من تحري هذا والقيام بتقديم العلاج المطلوب.

لا أنصحك بالمزيد من الفحوص والاختبارات التحليلية، فهذه ومهما كانت النتائج طبيعية أو غير طبيعية، لن تزيدك إلا شكا وتفكيرا وانشغالا بالأعراض والأمراض، وإنما أنصحك بمراجعة اختصاصي في الطب النفسي في أقرب فرصة ممكنة، لتنهي هذا العذاب الذي أنت فيه، وحاولي أن لا تتجنبي ما يخيفك، لأن هذا التجنب يزيد المشكلة، وإنما أقدمي على هذه الأعمال، وستخف الأعراض بالتدريج بإذن الله.

عافاك الله، وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات