أعاني من ضعف الثقة في النفس، فما توجيهكم؟

0 315

السؤال

السلام عليكم..

أرجو مساعدتي في حل معاناتي، أنا الكبرى عمري30 سنة، وكل من يراني يحسبني صغيرة، والكل يراني كأني (هبلة أو عبيطة) وأنا عكس هذا تماما، ولا أعرف السبب؟!

أنا إنسانة لا أحب الحديث في الكثير من الأمور التي يتكلم أهلي عنها، مثل أن يتحدثوا عن فلانة من الناس، من تزوجت وفلانة تطلقت، أو حفظهم لأسماء جميع العوائل التي نعرفها، وكم عدد أبنائهم؟ ومن تزوج منهم؟! وغيرها.

الكل لا يتقبل مني أي شيء لو عملت أمرا ما! ونفس العمل تقوم به إحدى أخواتي فيقبل منها ولن يقبل مني، لن أقول الكل يكرهني بل يشعرون بالملل مني دائما!

الأهم هو صوتي، فهو ليس سيئا بالمرة، ولكنه نوعا ما غريب في محيطي، وبه نوع من الملل، فنبرتي غير حماسية، ومترددة، ومرة عندما كنت أتكلم مع أختي سمعني أخي وقال: إن صوتي قبيح، مع العلم أني جميلة.

خامسا وأخيرا وجهي، إذا حاولت أن أصبح جدية في نقاش ما فهو يبدو غبيا، ومتكلفا جدا، وخلاله أشعر بتعب وشعور بالدوخة، وأحيانا يظهر علي بعض الخوف، وأشعر أن حركات جسمي غير طبيعية وثقيلة.

من قبل كنت أتناول البروزاك، لأني أصبت باكتئاب شديد، لكن تخلفت عن مواعيدي في المستشفى، وتوقف معها صرف الدواء، وأنا لا أستطيع شراءه، فهو مكلف ماديا، وأحاول أن أعود وأفتح موعدا لي من جديد، ولكن الموظف يقول: إن العيادة مغلقة لمدة 3 أشهر، ولا يوجد مواعيد الآن!

لو كان هناك بديل للبروزاك، ويكون أرخص، ولا يسبب السمنة، ولو بشكل طفيف، لأني سريعة في زيادة الوزن بشكل خطير على صحتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

ربما كان الأمر الذي يشمل كل الأسئلة التي طرحتها يدور حول موضوع الثقة بالنفس، وليس هناك إنسان عنده ثقته كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر.

الشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد، وضعف الثقة بالنفس نوعا ما، عندما يكون أمام تحد جديد، كلقاء الناس الجدد عليه.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، ومنها ما يلي:
حاولي أن تتعرفي إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو بوجود من يكثر انتقادك، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحيانا مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.

تذكري بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي أن تتعلمي بعض الدروس من أخطائك، وتجنبي الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحيانا لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.

مما يعزز الثقة بالنفس كثيرا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، وهل أنت تتقنين بعض الأعمال، أو هل تتحلين بالروح المرحة، أو تتقنين هواية من الهوايات؟

اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك، كما قال تعالى:(لئن شكرتم لأزيدنكم) فحاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وأن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابي عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكري الله عليه، وانظري في المرآة، وابتسمي لنفسك، وقولي الحمد لله على ما وهب!

حاولي أن تعبري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، في بعض لحظات الضعف، لا بأس أن تتصنعي أو تتظاهري بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرفي وكأنك أكثر فتاة لديها ثقة بنفسها، ولماذا لا؟!

تذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا، ولاشك أن الاكتئاب الذي تعانين منه يمكن أن يفسر الكثير من ضعف الثقة بالنفس، فللاكتئاب أعراض متعددة، بالإضافة لضعف الثقة بالنفس، ومنها مثلا مشاعر الحزن والمشاعر السلبية، وخاصة في فترة الصباح، ومن ثم الشعور ببعض التحسن مع المساء.

هذا العرض من تقلب المزاج بين الصباح والمساء هو عرض معروف من أعراض الاكتئاب السريري، وهناك أيضا النظرة السوداوية مع شيء من التشاؤم من المستقبل، واضطراب النوم، وخاصة قلة النوم والاستيقاظ المبكر، وضعف الشهية للطعام ونقصان الوزن، وفقدان المتعة بما كنت تستمعين بالقيام به، فهذه كلها أعراض للاكتئاب السريري، والذي يحتاج عادة للعلاج.

أرجو أن لا تترددي مجددا في مراجعة الطبيب النفسي، ليقوم بتأكيد التشخيص الدقيق، وتقديم العلاج المناسب، سواء كان البروزاك أو غيره، فكما تعلمين من التجربة السابقة فإن علاج الاكتئاب أصبح أمرا ميسورا في معظم الحالات، وهناك العديد من مضادات الاكتئاب.

قد يتأخر المريض أو يتردد بمراجعة الطبيب إما بسبب شدة الاكتئاب وبحيث لا يجد من نفسه الرغبة في العلاج والشفاء، وهنا يجب أن تتدخل الأسرة وتوفر له مراجعة الطبيب في أقرب فرصة، وإما بسبب أن له علاقة بالوصمة الاجتماعية، والخجل الاجتماعي من موضوع المرض النفسي، وإن كان هذا الأمر قد تحسن كثيرا في السنوات القليلة الماضية.

ممارسة الرياضة أمر طيب ومفيد، فالرياضة تعتبر من مضادات الاكتئاب، إلا أن ممارستها لا تكون بديلا عن الأدوية، وخاصة في الحالات الشديدة من الاكتئاب، وإذا تعذرت مراجعتك للطبيب النفسي فيمكنك مراجعة الصيدلي الذي يمكن أن يعطيك دواء مشابها للبروزاك، ولكن بسعر أقل إذا صعب عليك تسديد القيمة.

لا تنسي أن المشافي والمراكز الصحية الحكومية يمكن أن تزود المريض بالدواء بسعر رمزي، فأرجو أن لا تتأخري عن مراجعة واحدة من هذه المشافي.

وفقك الله وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات