علاقتي سيئة بأخواتي بسبب غيرتهن ومعاملتهن القاسية لي

0 284

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عمري 22 عاما، أنا مقربة جدا لأمي وأسعى لبرها وأبي كذلك، لكن المشكلة أن إخوتي الكبار ذكورا وإناثا يكرهونني لهذا السبب، أما الأصغر فلا مشكلة لدي معهم، إذا تمت تلبية طلبي من قبل والدي أو مدحي أمامهم يبغضونني بشكل كبير، وكأنني قتلت لهم قتيلا، يصل الأمر لنعتي بألقاب سيئة ولو استطاعوا ضربي لفعلوا، طبعا ليس الجميع الأسلوب نفسه فهم مختلفون بالأساليب، وحتى لو كنت خارج الموضوع ورفض والداي أمرا لأحدهم لسبب ما، يتوجه السب والأذية لي، ويربطون رفض الأمر بأني أنا من أفسد عليهم.

هم ليسوا صغارا، أكبرهم عمرها في الثلاثين، ظننت بعد زواجها أن تتغير نظرتها عني، لكن للأسف اتضح لي أنها تحاول في إخوتي الصغار المراهقين ليبغضونني، وتستغل كلامي ونصائحي لهم أحيانا لعدم فعل أمر ما كدلائل على صدق كلامها وظنونها، وللأسف أنهم يصدقونها.

حاولت مرارا أن أتكلم معهم وأبين لهم أني لست كذلك، لكن يرون تأثيري الشديد على أمي، وأنها تأخذ بمشورتي دائما، فأصبحوا يساومونني إما أن أقنع أمي أن تنفذ كل ما يريدون، أو يصدقوا كلام إخوتي بأني أغار منهم، لذلك أنا من يقنع والدي لتنفيذ طلباتهم وهكذا.

قبلت هذا العرض وبعد التنفيذ وأخذ كل مصلحته، واستخدامي في إقناع والدي، أصبحت معاملتهم أقسى من قبل، ويضحكون علي بأني فعلت ذلك رغما عني، وعبارات استهزاء.

لا أنكر تأثيري على أمي، لكن في حياتي لم أسع في الوقوف ضد سعادة إخوتي، لكنني لا أرضى بالخطأ وأقف عنده، وأبدي رأيي بكل صراحة أمام الجميع، أما هم فأمورهم دائما في الخفاء، أنا ألتزم الصمت دائما لكي لا يتعمق الخلاف الذي طال أكثر من 5 سنين، حتى الأحاديث قطعتها ولا يسمعون غير السلام، رغم أنهم يرون دفاعي عنهم عندما يخطؤون مع الأقارب، وأدخل في خلافات أنا في غنى عنها لأجل الدفاع عنهم، وأنا متأكدة أنهم مخطئون 100%، فأنا لم أسلم منهم ولا الأقارب فالكل متأذ منهم، لا أعلم ما السبب، هل هو الغيرة أم ماذا؟

أكثر هذه الخلافات من أخواتي الإناث، أما إخواني كانوا متأثرين بكلامهم لفترة ثم أيقنوا أني بريئة، ورجعوا كما كانوا، وهذا ما زاد غيظ أخواتي وزاد أذيتهن لي.

منذ صغري لا يفرحون بشهاداتي الدراسية، علما أني الوحيدة المتفوقة في البيت، يفرحون عندما ألبس أسوأ الثياب وإذا انتقدني أحد، ويحاولون إسكاتي دائما عندما أتحدث عند الضيوف، فأنا أسكت احتراما لهن لأنهن أكبر مني.

أحيانا أتحدث لأمي عن أعمال فعلتها في الجامعة أو إنجازات، أو معلومات عرفتها وأذكر لها التفاصيل، أو دورات حضراتها وكلام الدكتور وغيرها، وأتفاجأ أن أختي الأكبر مني بسنتين تحكي الأمور هذه كلها أمام الأقارب وتنسبها لنفسها، وتحكيها بكل ثقة ولا تبالي، وصل الأمر إلى أنها تراقب ماذا آكل وتأكل مثلي بالضبط، وعباراتي تكررها، وكل شيء حتى تسريحة شعري، علما أني أقل منهن جمالا، أما أنا أذا لبست أو اشتريت لبسا مشابها للبسها ولو بشيء بسيط، كل من تقابله تحكي له بأني أغار منها وأقلدها باللبس، ولا تبالي إن كان قريبا أو بعيدا.

الكلام يطول لكن أرجو أن أجد حلا، لأني جربت كافة الوسائل، لكنهم يرون صبري عليهم ضعفا في شخصيتي فيتمادون .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: نحمد لك برك لوالديك، -وإن شاء الله- بطاعتهما تنالين خير الدنيا والآخرة، مشكلتك في أساسها اجتماعية تتعلق بالعلاقات الأسرية، ونحن نثق في ما سردته، لكن ربما يحتاج الأمر لمعرفة آراء كل الأطراف حتى تحل المشكلة بالشكل المرضي للجميع.

ننصحك بأن تستفيدي من موقعك الآن في الأسرة، في توحيد صف كل أعضاء الأسرة بتبادل التراحم والاحترام، والتقدير لبعضكم البعض، والتخلص من حب الذات والغيرة تجاه بعضكم البعض، وتذكري دائما أن الله تعالى أنعم على كل منكم نعما كثيرة قد لا يحس ولا يشعر بها البعض، فحاولي تذكير إخوتك وأخواتك بما عندهم من هذه النعم من باب المدح والثناء، وليس من باب الحسد والبغض، لكي يشعر كل فرد من أفراد الأسرة أنه يمتلك أشياء، وصفات وقدرات ونعم ربما لا يملكها غيرة من الناس.

وأنتم في هذه الأسرة الصغيرة يمكن أن تكملوا بعضكم البعض، وتعيشوا كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا، ويتألم إذا تألم جزء منه، ويفرح إذا فرح جزء منه، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وفيهما عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه)، فهذا لحال عامة المؤمنين، فما بالك بالأسرة الواحدة؟ فهي أحق أن تصف بذلك.

فنقول لك: لا تيأسي من المحاولات، واعتبري هذا امتحانا، -وإن شاء الله- تنجحين فيه إذا كانت النية هي الإصلاح ولم الشمل، فالوالد والوالدة هم الشجرة الملتحمة، وأنت وبقية الأخوة والأخوات ثمار هذه الشجرة، لكل منكم مذاق خاص، فلينعم كل منكم بمذاقه، وكوني أنت كالجوهرة التي تنير ما حولها، ولا تنساقي لما يقولون ويفعلون، فإن ذلك قد يفسد العلاقة بينكم.

نسأل الله تعالى أن يوحد صفكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات