السؤال
السلام عليكم.
ابنتي تعاني من قصر القامة، طولها 148سم، وهي في سن الـ 17، للأسف نهايات العظم قد أغلقت، فما رأيكم في عملية أليزاروف لتطويل القامة؟ لأن البنت تعاني نفسيا، وهي تصر على العملية، ما العواقب المستقبلية التي من الممكن أن تحدث لو عملت العملية؟ مثل هشاشة عظام أو سرعة الكسر, انصحوني جزاكم الله الخير، فأنا في حيرة وخوف عليها من العملية.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ yara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عملية (اليزاروف) يتم إجراؤها تحت التخدير العام، ويتم وضع الجهاز على الطرف المراد تطويله، بحيث يتم إدخال أسلاك معدنية خاصة في العظم، تجرى عملية لكسر العظمة المراد تطويلها جراحيا، ثم تثبيت جهاز (إليزاروف) فيها، وتتم الإطالة عن طريق الإبعاد المحسوب ما بين حلقات الجهاز باستخدام البراغي مما يتسبب في تباعد جزئي العظمة المكسورة بمقدار ملليمتر واحد تقريبا كل يوم، ومع عمل هذا الإجراء بشكل يومي تحدث ـ مع مرور الوقت ـ إطالة ملحوظة في الطرف المراد تطويله للوصول إلى الطول المطلوب بحيث لا يتجاوز 20 في المئة من طول العظم الأصلي.
بعد انتهاء مرحلة التطويل، يترك الجهاز فترة إضافية انتظارا لتماسك العظم حديث التكون، ويمكن للمريض السير على قدميه بشكل طبيعي في وجود جهاز (إليزاروف)، ويمكن في البداية ـ ولحين زوال الألم ـ أن يستعمل عكازات أثناء المشي.
ما إن يكتمل الشفاء ويتماسك العظم حتى تجرى عملية ثانية لإزالة الجهاز، بعد أن يكون قد أدى الغرض منه في إطالة الطرف، وقد يتطلب الأمر ـ في بعض الحالات ـ إجراء جراحة إضافية لإطالة (وتر أخيلس) حتى يتواءم مع الطول الجديد للساق.
من أهم مزايا هذه الطريقة أن الجهاز يقوم بتدعيم الساق بشكل كامل أثناء انتظار شفاء العظم، مما يتيح للمريض ممارسة نشاطه العادي أثناء علاجه بهذا الجهاز، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى بعد ثلاثة أو أربعة أيام، وهذه تحتاج لجراح عظام يمارس مثل هذه العمليات.
الجدير بالذكر أنها عملية مؤلمة وطويلة، أي أن بقاء الجهاز قد يأخذ فترة طويلة حتى يتم الوصول إلى الطول المناسب، وهناك بعض المضاعفات مثل التهاب مكان دخول الأسياخ أو التهاب العظم، وكذلك هناك مضاعفات في العضلات نفسها حيث أنها قد لا تستجيب للإطالة، وهناك مضاعفات وعائية عصبية إلا أن هذه عادة ما يراقبها الطبيب بشكل جيد، ومنها أيضا تأخر التئام العظم.
لذا فإنه يجب تفهم كل هذه الأمور قبل الإقدام على مثل هذه العملية، ونرجو من الله لها التوفيق، وهناك عملية أخرى تجرى بأسلوب مبتكر يعتمد على تطويل عظام الفخذ باستخدام مسمار نخاعي تيلسكوبي داخلي، وبدون الحاجة إلى أجهزة خارجية، إلا أن هذه العملية ليست متوفرة إلا في السعودية في الوقت الحاضر.
هذه التقنية الجديدة في تطويل العظام هي عبارة عن تطويل داخلي للعظام بمسمار نخاعي، يتم التحكم فيه عن بعد بواسطة الريموت كنترول، وبدون الحاجة إلى أي مثبتات خارجية أو تحريك معين للساق، إضافة إلى عدم وجود آلام تذكر بعد إجراء العملية الجراحية، وتسمح هذه العمليات بتطويل العظام حوالي 8 سنتيمترات دون الحاجة لجهاز تثبيت خارجي.
هذا يسمح للمريض بممارسة حياته الطبيعية أثناء فترة العلاج، وتحريك مفاصله بسهولة ويسر، ويستطيع الضغط على قدمه بدون آلام جسدية أو نفسية أو مضاعفات تذكر أثناء فترة العلاج التي لا تتعدى شهرين، إلا أن المريض يحتاج للمتابعة الدقيقة بعد الزرع فترة التطويل للوصول إلى الطول المحدد.