السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا دكتور: أختي مقبلة على الزواج وعمرها 20 سنة، تغيرت جدا بعد تخرجها من الثانوية العامة، والآن أهملت دراستها الجامعية.
أصبحت تغضب بسرعة، ودائما تجادل أمي، وتبكي بكاء شديدا ولا تستطيع أن تفتح عيناها، ولا نعرف السبب، وعندما نسأل عن سبب بكائها؟ تقول: إنها تشعر بالضيق.
زاد وزنها، ولا تحب أن ينصحها أحد حتى إنها لا تقبل النصيحة مني، وانقطعت عن صديقاتها، وعرسها بعد ثلاثة أشهر، واليوم بكت جدا جدا، وتضحك وهي تبكي، ولا تستطيع النهوض من فراشها لدرجة أني أحسست أنها سوف تفقد الوعي.
لا تقول لنا سبب بكائها، عندما كانت صغيرة كانت تبكي، وكانت تقول: إنه ليس لديها أب مثل صديقاتها، علما بأن أبي وأمي منفصلان، لكن أمي دائما تعوضها عن حنان الأب، وتحاول ألا تشعرها بفقدانه.
أرجو الرد -يا دكتور- أنا جدا خائفة عليها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ manal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لكم الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسهل أمر هذه الشقيقة، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يعينها على الخير.
ونحب أن نؤكد لكم أن الأمر -بإذن الله تعالى– سهل، ونتمنى أن تجتهدوا في تشجيع هذه الأخت وفي دعوتها إلى مزيد من الارتباط بالله تبارك وتعالى، والمحافظة على صلاتها وطاعتها لله تبارك وتعالى، كما نرجو أن تدربوها وتعودها على المحافظة على أذكار الصباح والمساء وحسن اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتمسك بآداب هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ولعل هذه الأخت تحتاج إلى رقية شرعية، فلا مانع من أن تقرأ عليها الوالدة آيات الرقية الشرعية، أو تقومي أنت برقيتها، ولا مانع من الذهاب بها أيضا إلى راق متخصص، شريطة أن يكون ممن يتقي الله في هذا العمل، وشريطة أن تكون عليه آثار الصلاح والخير وظاهره التمسك بهذا الدين العظيم، وألا يكون من النوع الذي يخلو بالنساء ولا يمارس ممارسات خاطئة، حتى تعالج بالرقية الشرعية؛ فهي دعاء ولجوء إلى الله تبارك وتعالى.
وإذا قامت الوالدة بقراءة الرقية والدعاء لها فإن هذا فيه خير كثير ودعاء الوالد لولده مستجاب، وكنا نتمنى أيضا أن نعرف الأوقات التي تضحك فيها، والأوقات التي تبكي فيها، وماذا تقول عندما تناقش حول هذه المسائل؟ وهل هذا الأمر جديد؟ هل هذا الأمر صار له مدة طويلة؟ لماذا ابتعدت عن صديقاتها؟ هل لها أسباب في ذلك؟ أم كل ذلك بغير سبب؟
على كل حال ليس هناك داع للانزعاج، نتمنى ألا تظهروا لها هذا الانزعاج والخوف، فإن هذا يعمق عندها الحالة، ولكن كما قلنا الارتباط بالله والمواظبة على ذكره وشكره وتلاوة كتابه والرقية الشرعية وأذكار الصباح والمساء، هذه أدوية عظيمة أرجو أن تحافظوا عليها، ونسأل الله أن يقر أعينكم بصلاحها، وأن يكمل لها هذا الموضوع على خير.
وأرجو أن تجد منكم التشجيع على كل طاعة لله وعلى تكوين علاقات إيجابية، وعلى حسن القيام بواجباتها تجاه زوجها، ونؤكد لكم أيضا أن فقد الأب قد يؤثر، لكن نشكر للأم هذا الاهتمام، ونشكر لها هذا الحرص على تعويض ابنتها عما فقدت، ونسأل الله أن يعين أعمامها أيضا على حسن التواصل معها، والاهتمام بها.
ونريد أن نقول: كثير من اليتيمات نجحن، التي فقدت الأب أو فقدت الوالدين بالكلية نجحن، فإن هناك من ينجحن، فعليها أن تحمد الله تعالى على هذه الوالدة الحريصة على مصلحتها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.