كيف أتعامل مع زوجي وهو يشرب الدخان؟

1 496

السؤال

السلام عليكم

تزوجت منذ خمس سنوات من شاب، لكني علمت أنه يشرب (النرجيلة) وصارحته بعدم رضاي عن ذلك، وأني أتمنى أن يتركها، فوعدني خيرا، لكنه ازداد في تعاطيها، بل وبدأ يشرب الدخان إن عزم عليه أحد أصدقائه.

كلما أردت مناقشته في الموضوع نهرني، وقال: هذه حياتي لا تتدخلي، وكلما ذكرته بالله نهرني، وإن ذكرته بالأطفال نهرني! فلم أعد أطيق أن أرى الله يعصى أمامي، ثم أجلس معه كأن شيئا لم يكن، علما أنه طلب ذات مرة أن أسامحه، فهو شاب يحب التجربة لكنه يحاول مسك نفسه.

أخاف أن يقع في أكبر من ذلك، وأخاف على نفسي وعلى أولادي، وأصبحت أتمنى لو يتزوج بأخرى ليخرج من حياتي.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه الغيرة وهذا الحرص على طاعة الله، ثم على مصلحة هذا الزوج ومصلحة الأولاد، نسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تتعاملي مع الوضع بحكمة، ونحن نقدر المعاناة، نقدر الخطورة الصحية، ونقدر أيضا حرمانية العمل الذي يحصل من الزوج، ولكننا مع ذلك ندعوك إلى منتهى الحكمة والرفق في مسألة التغيير والتعامل معه، فإن هذا الرجل يبدو أنه لا يقبل النصيحة بهذه الطريقة المباشرة، وقد يدفعه ذلك للمزيد من النفور والتحدي، ونتمنى أن تتفهمي شخصيته، فهو شخصية سهلة الانقياد، والدليل على ذلك أنه يجامل، لذلك ينبغي أن تعرفي مفاتيح شخصيته.

نحن بدورنا كنا نتمنى أن نتعرف على إيجابيات هذا الزوج الذي عاش معك خمس سنوات وأصبح له عيال، كنا نتمنى أن تعرضي لنا ما عنده من إيجابيات في الجوانب الأخرى، مثل مواظبته على الصلاة، مثل بره لوالديه، مثل اهتمامه بذريته، مثل قيامه بالواجب تجاهكم كأسرة، مثل تلاوته لكتاب الله، الجوانب الأخرى، حتى تتضح أمامنا الرؤية، وحتى نعرف إلى أين يمكن أن نتجه بنصحنا.

ثم عليك أن تفكري في العواقب في حال رفضك له، هل سيزداد بعدا أم هل سيتعظ وينتفع ويعود إلى صوابه، ثم ما هي مصلحة هؤلاء الأطفال؟ يعني هذه أمور ينبغي أن ننظر إليها بعمق متناهي، وأرجو أن نستفيد نحن وأنتم من فرصة الصيام، فهو بلا شك سيصوم ويترك طعامه وشرابه، ونعتقد أن الذي يترك طعامه وشرابه لله من السهل عليه أن يترك (النرجيلة والسيجارة) وغيرها من العادات السيئة والممارسات الخاطئة، وهو فعلا يتركها ساعات طويلة، فكوني عونا له بالرفق وحسن المعاملة.

إذا أردت أن تنصحيه فذكريه بإيجابياته ومحاسنه، وذكريه بمنة الله عليكم، وذكريه بخطورة ما يحصل، ثم بعد ذلك أشعريه بالرفق أنك تخافين على صحته، وأنك تخافين قبل ذلك عليه من معصية الله -تبارك وتعالى-، وبيني له أن انسجام الأسرة وصحة العيال تتضرر جدا، فهم مدخنون سلبيون، والخطورة عليهم كبيرة، بالإضافة إلى نقل الفتاوى وما ورد من أحكام حول هذه المسألة.

لذلك نحن نفضل لو تأتي بـ (CD) يتكلم عن الدخان، أو كتيب، أو أشياء توضع في طريقه، فإن بعض الرجال لا يقبل النصح والإرشاد من زوجته، فالشيطان يقول له (أنت رجل، لماذا تسمع كلامها، إذا أرادت تفعل أو لا تفعل دعها تفعل ما تريد) إلى آخره، و قد يكون هناك أيضا شياطين الإنس من يعاون على مثل هذا الشر ويحرض عياذا بالله.

فوتي الفرصة على شياطين الإنس والجن بتغيير خطة المواجهة والدعوة له، واقتربي منه أكثر، وذكريه كما قلنا بطاعة الله، ثم ذكريه واذكري له ما عنده من إيجابيات، محاسن، وقولي له (هذا الفم الذي يذكر الله ما ينبغي أن يعصيه، هذا اللسان الذي يطيع الله تبارك وتعالى لا ينبغي أن يدنس برائحة السجائر) يعني قولي (مثلك من الفضلاء والعقلاء يعرف خطورة ما يحصل من هذا الدخان الذي يضر دين الإنسان، ويضر بعقل الإنسان، ويضر صحة الإنسان، ويضر نسل الإنسان، ويضر مال الإنسان) فالدخان يهدم ويحارب الكليات التي جاءت الشرائع لصيانتها، الدخان يحارب هذه الكليات وهذه الثوابت.

نحن نعتقد أن الأسلوب الهادئ وتغيير الخطة واختيار الأوقات المناسبة وانتقاء الكلمات المناسبة هي عوامل أساسية في نجاح النصح، ولا نؤيد فكرة الخروج من حياته، أو إظهار الكراهية له، لأن هذا سيحمله إلى المزيد من النفور، وأيضا ينبغي أن تستحضري نية الهداية؛ فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، فكيف إذا كان الرجل الزوج وأبا العيال؟

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات