كنت الأول على صفي لكني تراجعت بسبب العادة السيئة!

0 401

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 15 سنة، مجتهد في دراستي لكني أتراجع شيئا فشيئا بسبب العادة السرية، وبسبب مشاهدة الأفلام الإباحية, أنا أريد التخلص من هذه العادة السيئة، لأنها أضرتني كثيرا، فلقد كنت دوما الأول على صفي، أما هذه السنة فأصبحت الرابع.

في صغري كنت أصلي لكن الآن لا أصلي إلا أحيانا، مع أن كل عائلتي تصلي.

أريد منكم المساعدة كي أبتعد عن العادة السرية، وأتوب إلى الله، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلك من صالح المؤمنين ومن الشباب الملتزمين المتدينين الذين يظلون في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك – ولدي سمير – فنحن بداية معجبون بشخصيتك الطيبة وحرصك على معرفة الحق والتخلص من الباطل رغم صغر سنك، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنك على خير، وأنك تبشر بمستقبل عظيم لشاب مسلم ينصر أمته ويرفع راية إسلامه ويكون من الصالحين، فأهلا وسهلا ومرحبا بك (يا ولدي) مرة أخرى في موقعك إسلام ويب.

أما عن القضية التي أثرتها من أنك كنت من المتفوقين والمتميزين، وكنت تكون الأول دائما على صفك، ولكنك بدأت تشعر بنوع من التقهقر والتراجع، وذلك بسبب ممارسة العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية، فأنا أقول لك: إن الذي حدث معك من التخلف والتأخر إنما هو نتيجة طبيعية لهذه المعصية التي ومما لا شك فيه تفسد العلاقة بينك وبين الله جل وعلا، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أيضا: تضعف قواك العقلية، وتضعف تركيزك على الأشياء النافعة، لأنك أصبحت الآن تركز على تلك الأشياء المدمرة، فبدأت ذاكرتك تعمل في الطريق المعاكس، بدلا من أن تعطيك تفوقا وتقدما ونبوغا أصبحت تعطيك تصورا عن هذه الأشياء المحرمة على أنها أشياء رائعة وجميلة، وبالتالي أصبحت الأولويات عندك ليس هو التميز العلمي، وإنما هي هذه الأشياء المحرمة.

إذن أنت بهذه الأشياء غير المشروعة والتي تعرف حرمتها تدمر مستقبلك الديني والدنيوي، تدمر مستقبلك الديني بأن لا تكون عبدا صالحا مستقيما على منهج الله، تفتخر بك الأمة وتسعد بك الإنسانية، والدنيوي بأن تكون إنسانا فاشلا بعد أن كنت إنسانا متميزا، كنت تبشر بالخير، وكان من الممكن أن تكون عالما عملاقا تقدم للإنسانية خيرا كثيرا.

لكن أحب أن أقول لك – ولدي: إن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} فلا يمكن لأحد أن يساعدك على ترك هذه المعاصي إذا لم يكن لديك الاستعداد، وكونك تتصل وتسأل أو تطلب المساعدة معنى ذلك أنك بدأت تصل إلى منتصف طريق الحق، بقي النصف الثاني من الطريق، وهو العزم على ترك هذه المعاصي من أعماق قلبك، وعدم التردد في هذه المسائل.

خذ قرارا شجاعا جريئا بالتوقف عن هذه المعاصي، كما أخذت قرارا بالوقوع فيها رغم أنك لم تكن تفعلها، فأنت مطالب الآن أن تأخذ قرارا آخر بإنقاذ نفسك، واسمح لي أن أقول لك: لن ينقذك من هذه المعاصي إلا نفسك، فلا بد لك - بارك الله فيك – (ولدي) من الجلوس مع نفسك بعيدا عن أي أحد، وقل لنفسك: (إلى متى يا نفس هذا التدني؟ وإلى متى يا نفس هذه المعاصي وهذا البعد عن الله تعالى؟) ثم قل: (من الآن أقرر بأني لن أفعل هذه المعاصي) هذا أولا.

لا بد لك من قرار قوي وشجاع وجريء من أعماق قلبك بأنك لا تقع في هذه المعاصي مرة أخرى، مهما كانت الظروف والأسباب والدواعي.

ثانيا: ابحث عن الأسباب التي تؤدي إلى ضعفك ووقوعك في هذه المعاصي، فإذا كانت الخلوة بعيدا عن أعين الناس هي السبب في وقوعك في هذه المعاصي فاجتهد - بارك الله فيك – أن تقلل فترات الخلوة إلى أبعد حد، إلى الدرجة التي لا تستطيع معها أن تفعل هذه المعاصي.

كذلك أيضا إذا (مثلا) كان إغلاق باب غرفتك عليك هو الذي يؤدي ذلك فاجتهد بأن لا تغلق باب الغرفة عليك، وإذا كان وجود جهاز الكمبيوتر معك في الغرفة هو الذي يؤدي إلى هذه الإثارة وبالتالي الوقوع في الحرام فحاول أن تخرج هذا الجهاز من الغرفة إلى مكان عام.

ابحث لك كذلك عن صحبة صالحة تستغل معها أوقات فراغك في الأشياء النافعة، وخذ قرارا بأن تحافظ على الصلاة، لأنك كنت تصلي - كما ذكرت – في صغرك، وأنت الآن توقفت عن الصلاة، ولا بد أن تأخذ قرارا بأن تعود إلى الصلاة مرة أخرى، وابحث أيضا عن العوامل التي تؤدي إلى تضييع الصلاة بالنسبة لك وحاول القضاء عليها، فلن ينقذ سمير مما هو فيه إلا سمير.

عليك إضافة لذلك مع أخذ القرارات وتنفيذها من الدعاء والإلحاح على الله والتضرع إلى الله أن يعينك الله وأن يثبتك على هذه القرارات، وأن يعينك على التخلص من تلك المعاصي كلها، لأن ترك الصلاة كما تعلم (يا ولدي) أمر لا يقل شأنا عن هذه المعاصي، بل هو أعظم منها، لأنه ثبت أن تارك الصلاة كافر – عياذا بالله تعالى – فخذ قرارات قوية وشجاعة وجريئة.

أنا أعلم (يا ولدي سمير) أنها ستكون صعبة في أول الأمر، ولكنها ليست مستحيلة، حاول أن ترتب لنفسك برنامجا قرآنيا كل يوم، أن تقرأ ولو صفحة من القرآن الكريم بعد كل صلاة، وانتظم، واسأل والديك الدعاء لك، واجتهد في الدعاء، وأكثر من الاستغفار، وحاول أن تقدم أولوياتك الأساسية على هذه الشهوات، بمعنى أن تقول: (لا بد أن أرجع إلى التصدر والتميز مرة أخرى) واعلم أن من سلك سبيل النجاة أعطاه الله القوة على ذلك، كما قال: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}.

قم (يا ولدي) وقف على قدميك، وطلق هذه المعاصي كلها جميعا، وعد إلى الله تبارك وتعالى، واعلم أنك قادر على ذلك، ولكن لن يكون ذلك إلا بهمة وإرادة وعزيمة صادقة، فخذ القرار واستعن بالله، وسل الله أن يعينك وأن يثبتك، وأبشر بفرج من الله قريب.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات