السؤال
السلام عليكم..
كذبت على شخص غال عندي، فغضب، ورفض اعتذاري، ويريد أن ننهي علاقتنا ونفترق، ولكني لا أستطيع أن أبتعد عنه، وأحس بأنه يريدني، وأحيانا أحس بأنه لا يريدني، فكيف أرجع ثقته بي؟ لأنه قال: بأنه لا يثق بي في أي شيء.
السلام عليكم..
كذبت على شخص غال عندي، فغضب، ورفض اعتذاري، ويريد أن ننهي علاقتنا ونفترق، ولكني لا أستطيع أن أبتعد عنه، وأحس بأنه يريدني، وأحيانا أحس بأنه لا يريدني، فكيف أرجع ثقته بي؟ لأنه قال: بأنه لا يثق بي في أي شيء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك - ابننا الكريم - في الموقع، ونسأل الله أن يبارك لنا في رمضان، وأن يعيده علينا وعليكم أعواما عديدة، وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا وإياك ممن طال عمره وحسن عمله، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحب أن نذكرك – ابننا الكريم – بأن الكذب خصلة لا تليق بالمسلم، والنبي - عليه الصلاة والسلام – كما قالت أمنا عائشة: كان إذا علم أن إنسان كذب كذبة لا يقبل عليه، مثل ما نقول: لا يحتفي به، ولا يعطيه وجها – كما يقول أهلنا في الخليج – حتى يعلم أنه أحدث توبة.
فالكذب جريمة كبرى، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا، ولذلك ينبغي أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى من هذه الخطيئة، واعلم أن الكذب مهلكة، وأن الصدق منجاة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكون عند الله صديقا )، والصداقة والأخوة الناجحة والمقبولة هي التي تبنى على الصدق الكامل، وعلى الأمانة، وعلى الوفاء، وعلى هذه المعاني الجميلة.
وإذا كنت قد أخطأت في حق هذا الأخ؛ فعليك أن تجتهد في أن تثبت له أنك تائب لله أولا، ثم بأنك نادم عن هذا الذي حصل منك، وتثبت له من خلال تكرار التواصل والاهتمام به، والوقوف إلى جواره، وتكرار الاعتذار، وتكررا المحاولات حتى تستطيع أن تسترضيه، ونحن نقدر ما حصل من هذا الأخ، لأن الإنسان إذا جاءه الكذب من أقرب الناس إليه؛ فإن الصدمة تكون كبيرة، فالصدمة تكون كبيرة عندما يأتي الكذب من أحب الناس إليه، ممن ينتظر منهم الوفاء والصدق.
وعلى كل حال فإننا نشكر لك هذه الرغبة في العودة إلى العلاقة، وندعوك إلى المحافظة على صداقتك مع الآخرين؛ ولن تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا كنت صادقا بكل ما تحمله الكلمة، ونعتقد أن رمضان أيضا فرصة من أجل تجديد هذه المعاني في النفوس، فإن الإنسان إنما يعتبر إنسانا بقيمه، وبرسوخه، وبثباته على هذه المعاني الجميلة، لأن الصدق يشكل أول هذه المعاني، كما أنه رأس هذه المعاني.
فاحرص على أن تكون صادقا في سائر أحوالك وإن كنت مازحا، فإن الكذب يكتب كذبا حتى الكذيبة تكتب كذيبة، فاحرص على أن تجتهد في ترميم العلاقات بينك وبين هذا الأخ، واحرص على أن تكون مع الآخرين أيضا صادقا في سائر أحوالك.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.