أشكو من القلق والخوف وسوء الظن بالآخرين، فما الحل؟

0 536

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الدكتور: بارك الله فيك.

عندي مشكلة بسيطة: القلق والخوف, والأعراض كالتالي:

1- عند الغضب: غثيان عند الغضب، ارتجاف، الغضب الشديد وسرعة الغضب وعدم السيطرة على النفس، التنفس الشديد وعدم الشبع من الهواء، ثم التهاب شديد في الصدر.

2- عند الخوف: ارتجاف، مغص وإسهال ووجع البطن يذهب بعد الإسهال، صعوبة الوقوف.

3- أعراض عامة ومستمرة: الخوف من المرتفعات، الخوف والتوتر الشديد من البقاء في غرفة مغلقة كالحبس، أو فقدان مفاتيح الغرفة (ربما أحطم الباب وأخرج)، الخوف من ركوب السيارة وخاصة في المناطق الجبلية والزلقة، توتر، لا أطيق الجلوس والانتظار لفترات طويلة وأضطر للتحرك الكثير حتى ولو كنت داخل غرفة تجدني أذهب وأجيء، مثلا: الانتظار في الطوابير أو انتظار دوري في الأماكن العامة كالمستشفيات وأماكن المعاملات فأتضايق وأغضب، السرحان الكثير والتفكير الكثير؛ خاصة في أثناء المشي لفترات طويلة حيث اكتسبتها كعادة أقطع بها المسافات الطويلة، لكنني لم أستطع التخلص منها وأصبحت تلازمني كثيرا وفي أغلب أوقات اليوم حتى عند الجلوس، النرفزة وسرعة الغضب.

أحب العزلة بسبب المشاكل مع الناس؛ حيث إنني أكبر المشكلة حتى ولو كانت صغيرة، وأظل أفكر فيها لأيام ولو كانت صغيرة، وأحول المشكلة إلى تحد، الشعور بتعب وإجهاد، لا أثق في أي شخص إلا بعد الدراسة والتحميص الشديد (سوء الظن مقدم عندي دائما حتى يثبت العكس).

مشاعر ضيق وألم في منطقة الصدر، زالت الآن مع العلاج بالقرآن، الإمساك المزمن، الشعور بالسخونة في الجسم من قبل عدة سنوات، تزداد في الكفين والقدمين خاصة أثناء الليل، جفاف في الفم مع صعوبة في بلع الطعام أو الشراب، فقدان القدرة على التركيز.

تأخر القذف وأشعر أن البول لا يخرج بسرعة؛ ربما لأن عضلات جسمي والمثانة متوترة، الشعور بعدم التركيز وعدم القدرة على الحفظ كما كنت من قبل، كثير النسيان وضعيف الحفظ والتركيز، صعوبة في أول النوم وعدم القدرة عليه إلا في ساعات متأخرة، ثم النوم الكثير في النهار فأنام في النهار لأوقات كثيرة، لا أشعر بالسعادة من قلبي ولا أشعر بالراحة أو طعم الحياة الجميلة كما كنت أثناء الطفولة، صداع عند الاستيقاظ من النوم خاصة في النهار، انعدام الشهية لوجبة الإفطار، الكسل والملل وعدم حب العمل بسبب الارتباط بمكان العمل.

حب النظام الشديد في عمل الأشياء، قلق وخوف وتوتر شديد في مواقف معينة وواضحة، بمعنى أصح مواقف ظرفية، مثلا: عندما تكون هناك مشاجرة أو تجاذب كلام شديد، أو ارتفاع الأصوات، أو اقتراب خطر ما كإطلاق النار؛ حيث إني أفكر في هذا الخطر بلا توقف، وبقلق شديد، وتحدث رعشة في يدي، وأعراض الخوف السابقة، مما يسبب لي إحراجا، وفقدانا للثقة بالنفس والإحساس بالضعف، وضيقا وقلقا شديدا وخوفا.

ملاحظة: ليس لدي مشكلة في التحدث إلى الناس ولا أخافهم لكنني لا أثق فيهم بسهولة، وأصدقائي قليلون بسبب أنني أريد من الشخص الذي يصادقني النظام والأدب وإلا فلا أتخذه صديقا، أحب الوحدة ولا أحب الخروج كثيرا أو الصداقة إلا مع أشخاص معينين.

ملاحظة أخرى: أعاني من سحر مأكول (حسب تشخيص الرقاة) والإحساس بشي مثل القبضة أو الكرة عند فم المعدة عند التقيؤ، ولأن حجمها كبير فإنها لا تخرج.

وكذلك أعراض كثيرة عند قراءة القرآن لا داعي لذكرها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على رسالتك هذه، وهي واضحة ومرتبة ومنظمة جدا، وباطلاعي على تفاصيلها أستطيع أن أقول لك: إن أعراضك هي: أعراض قلقية مع شيء من الوساوس، ويظهر أن شخصيتك أيضا سريعة الانفعال، وهذا كله ترتب عليه قطعا شعورك بشيء من الكدر أو عدم الارتياح.

هذه الحالات -أيها الفاضل الكريم– في مجملها لا نعتبرها أمراضا نفسية حقيقية، إنما هي ظواهر لكنها تستحق الانتباه وتستحق المعالجة.

أولا: -أيها الفاضل الكريم– أريدك أن تقوم بعمل فحوصات طبية عامة، هذه القاعدة قاعدة طبية ذهبية رصينة مهمة؛ لنتأكد من أن كل شيء سليم فيما يخص أجهزتك الجسدية المختلفة.

النقطة الثانية: أرجو أن تكون معبرا عن ذاتك وتتجنب الكتمان؛ لأن الكتمان يؤدي إلى الاحتقان الداخلي، والاحتقان الداخلي يؤدي إلى الغضب وسرعة الانفعال.

ثالثا: أرجو أن تطبق وتطلع على ما ورد في السنة المطهرة من علاج الغضب (276143 - 268830 - 226699 - 268701)، وأنا أقول لك من جانبي: لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب، كما أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم–وتعلم الصبر، الصبر قيمة عظيمة جدا، وحين تأتيك مشاعر الغضب الأولى يجب أن تكثر من الاستغفار، وأن تغير مكانك، وأن تغير وضعك، وأن تتفل ثلاثا على شقك الأيسر، وأرجو أن تجرب ولو مرة واحدة أن تطفئ نار الغضب من خلال الوضوء وتصلي ركعتين.

نحن نحتم على هذا العلاج السلوكي النبوي العظيم، وفائدته معروفة وملموسة، ومن طبقه مرة أو مرتين وجد أن مجرد تذكره دون تطبيقه يعود على الإنسان بفائدة علاجية عظيمة جدا لإجهاض الغضب.

رابعا: أريدك أن تتصور نفسك في مكان الشخص الذي انفعلت أمامه أو غضبت عليه، ضع نفسك في مكانه -أيها الفاضل الكريم– ضع هذا التصور النفسي المعرفي، وقطعا سوف يعود عليك بفائدة كبيرة مما يترتب عليه تحكمك في مشاعرك.

خامسا: من المهم جدا ومن الضروري جدا أن تمارس الرياضة، الرياضة نعتبرها قيمة علاجية عظيمة لمثل هذه الحالات، ويجب أن تكون البرامج الرياضية برامج علمية مرتبة ومنظمة وذات استمرارية.

أريدك أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء، وذلك من خلال رجوعك إلى استشارة بإسلام ويب تحت رقم (2136015).

العلاج الدوائي أعتقد أنه مطلوب في حالتك، وهنالك أدوية كثيرة جدا مفيدة ومفيدة جدا، أنت لم تذكر عمرك، إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما فتناول الدواء، أما إذا كان أقل من ذلك فلا تتناول الدواء، ويفضل أن تراجع طبيبا.

الدواء الذي أصفه لك يعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) ويسمى تجاريا (دوجماتيل Dogmatil)، والجرعة المطلوبة هي: كبسولة واحدة، تتناولها ليلا، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء، واستمر عليها لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.

وهنالك دواء آخر يعرف باسم (ريميرون Remeron) واسمه العلمي (ميرتازابين Mirtazapine) وهو في المقام الأول أحد مضادات الاكتئاب لكنه يحس المزاج، يزيل القلق، ويحسن النوم، وغير إدماني، وغير تعودي، الجرعة المطلوبة هي خمسة عشر مليجراما -أي نصف حبة فقط– تتناولها ليلا ساعتين قبل النوم، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الإرشاد النفسي الأكيد والذي نحتم عليه دائما –وهذا ينطبق علينا جميعا– أن نكون فعالين، أن ندير وقتنا بصورة صحيحة، أن تكون لنا آمال في هذه الحياة وأهداف نسعى لتحقيقها، الإنسان يجب ألا يعيش حياة تعمها الفوضى وعدم الترتيب، هذا ليس بالجيد، تقوى الله والصحبة الطيبة نراها أمرا ضروريا، الحياة الصحية من حيث النوم المبكر، ممارسة الرياضة –كما ذكرنا– والتوازن الغذائي... هذه كلها تعود -إن شاء الله تعالى– عليك بالصحة والعافية.

فيما يخص موضوع السحر: السحر حق وهو موجود، لكن الله خير حافظا والله سيبطله، فحصن نفسك، وحافظ على أذكارك وتقواك لله تعالى، واستشف بكلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عند الرقاة الموثوقين والمتبعين للسنة، وابتعد عن الدجالين والمشعوذين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات