السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الموقع الرائع.
استشارتي هي:
أنا فتاة عمري 23 سنة، أعاني منذ حوالي 5 أشهر تقريبا من نبضات غريبة في القلب، أو تأتي على شكل خفقة قوية، واحدة أو عدة خفقات تستمر لمدة بسيطة، كانت تأتيني بأوقات متفرقة، أما الآن فهي تأتي بكثرة، وأحيانا عدة مرات في اليوم، وخوف وتوتر شديد جدا من أن تأتيني النوبة القلبية أو جلطة بسببها، وكتمة شديدة في الصدر، مع عدم راحة دائمة في الصدر، وتزيد هذه النبضات الغريبة عند أكل الطعام، ويصاحبها خمول شديد وعدم تركيز، وآلام مختلفة في الرأس من بسيطة إلى متوسطة.
قمت بعمل عدة تخطيطات للقلب، وكلها سليمة -ولله الحمد-، وتحليل للدم والغدة؛ تحليل الدم سليم، أما الغدة ففيها نسبت خمول بسيطة، منذ أن أتتني الحالة، وحالتي النفسية سيئة جدا مع خوف وتوتر.
سؤالي:
1- هل تؤثر هذه النبضات على القلب؟ وهل تؤدي إلى نوبات قلبية، هل التحاليل التي قمت بها كافية أو أقوم بعمل تخطيطات أخرى للقلب؟
2- عندما تأتيني هذه الحالة ماذا علي أن أفعل، هل أستلقي وأرتاح أو أكمل عملي طبيعيا؟
3- كيف أتخلص منها، وما هي الأسباب التي تزيدها علي؟
أرجو الرد سريعا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عدم انتظام نبضات القلب هي ظاهرة معروفة، قد تكون مرضية، وقد تكون فسيولوجية، وقد تكون نفسية في بعض الأحيان، والأمر يحسم من خلال مقابلة الطبيب المختص.
أنت ذهبت وقابلت الطبيب وتم تخطيط القلب، -والحمد لله- أنك سليمة، وهذه بشارة كبرى، لكن قطعا هنالك حاجة لفحوصات أكثر دقة وأكثر تقدما، هنالك فحص يسمى بفحص الـ (هولتر) وهذا معروف جدا لدى الأطباء، وهو: عبارة عن رسم القلب لمدة أربع وعشرين ساعة، أو لمدة ثمانية وأربعين ساعة.
بعد أن يتم هذا التخطيط التسجيلي، يقوم المختص بتحليله ليوضح نوعية هذه الضربات، وفي بعض الأحيان تكون أيضا هنالك حاجة لعمل (إيكو) للقلب، أي تصوير القلب بالموجات الصوتية.
أنا أعتقد أنك إذا قمت بهذه الفحوصات سوف تطمئنين كثيرا، أقول لك هذا: بالرغم من قناعتي أن الذي بك -إن شاء الله تعالى- ليس له علاقة بمرض القلب، لكن لكي تطمئني وتتحسن قناعاتك بأنك في حالة صحية ممتازة؛ إلا إذا قمت بإجراء هذه الفحوصات، فأرجو أن تحرصي على ذلك.
الأمر الآخر: بالنسبة لخمول الغدة الدرقية، لا بد أن يتابع ولا بد أن يعالج، هذا مهم جدا.
النقاط الأخرى التي أنصحك بها بصفة عامة هي: أن تقللي من شرب الشاي والقهوة، أو إذا توقفت عنه تماما هذا سوف يكون مفيدا، حاولي أيضا أن تتجنبي المواقف التي تؤدي إلى التوترات والانفعالات النفسية السلبية، كوني أكثر صبرا، كوني من الكاظمين الغيظ، عبري عما بداخلك أولا بأول، وتجنبي الكتمان.
نقطة مهمة جدا: أيضا يجب أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين ممتازة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها وتأخذي بالتفاصيل الواردة فيها، وتطبقيها بالتزام، -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين فيها خيرا كثيرا.
ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة أرى أنها ضرورية جدا، سوف تجدد طاقاتك الجسدية والنفسية، وإن شاء الله تعالى تؤدي إلى انتظام ضربات القلب، وهذا مجرب ومعروف.
نقطة أخرى أراها مهمة، وهي: أن تخرجي نفسك من الانشغال حول الذي تعانين منه، الإنسان حين يكون قلقا ومتيقظا لحركة قلبه هذا قد يؤدي إلى ظهور هذه النبضات، لكن الذي يصرف انتباهه، ويشغل نفسه بالأمور الحياتية الأخرى، ويرتب وقته بصورة صحيحة قطعا لا يعطي فرصة كبيرة لظهور هذه الأعراض.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ولا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي في هذه المرحلة، لكن أيضا إذا تيسر لك الأمر وقابلت طبيبا نفسيا لمرة أو مرتين أعتقد أن ذلك سوف يغلق الباب تماما أمام أي قلق أو مخاوف مرضية من جانبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.