السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة، وعمري 21 سنة، ولدي طفلان صغيران، الأكبر عمره سنة وأربعة أشهر، والأصغر عمره ثلاثة أشهر، أكملت السنتين من زواجي، لدي مشاكل كثيرة، أولا: أحببت أن أخبرك بأن زوجي متزوج سابقا ولديه فتاة منها (تعيش مع أمها)، ولم يلبثا معا طويلا، أكملوا سنة وستة أشهر، وتم خطبتي قبل أن يتم الطلاق بعدة أيام، لقد عشت أسوأ سنتين مرت علي في حياتي.
زوجي عندما تزوجني يقارنني بطليقته بكل شيء، وعندما حملت بطفلنا الأول كان يضربني ويشد شعري على أتفه الأسباب، أنجبت الأول خديج في الشهر السادس من حملي، وكان الأسوأ عندما لم يكن موجودا بقربي، فقد كان مسافرا خارج البلاد للدراسة، أصبت بانهيار شديد، ظل طفلي بالحضانة مدة ثلاثة أشهر، وعندما خرج عاد إلى البلاد.
أحيانا أشعر بالندم لزواجي منه، ولكنه يصعب علي الانفصال؛ لأنه ابن عمي ولدي طفلان، وسوف يحرمني منهم، يخونني دائما، يتحدث مع الفتيات بالجوال وعبر الإنترنت، وعندما كان خارج البلاد كان يخرج مع إحداهن، عرفت ذلك من خلال دخولي على إيميله، عندما أناقشه بالخيانة ينكر ويكذب ويحلف أيضا.
أفكر كثيرا بالذهاب إلى دكتورة نفسية لتخفف عني، حاليا بعد طفلنا الأخير أصبح يطردني من غرفة النوم بحجة بكاء الأطفال، أصبح ينام في غرفة النوم وأنام أنا في غرفة المعيشة، أرشدوني ماذا أفعل لتغيير وضعي معه؟ وهل أطلب الانفصال؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن طبعا لا ننصحك بالانفصال، وندعوك إلى الصبر على هذا الزوج، ومحاولة الاقتراب منه أكثر، وتفهم احتياجاته، ومعرفة ما يجذبه إلى الشقيات، فإنه يفقد أشياء يبحث عنها في الخارج.
إذا كان في الخارج يجد الكلام الجميل فأرجو أن تشبعيه من الكلام الجميل، وإذا كان في الخارج يجد التزين فأرجو أن تتزيني له، وإذا كان في الخارج يجد من تدخل إلى حياته وهمومه فحاولي أن تكون لك معه قواسم مشتركة تشاركيه الاهتمامات، تشاركيه الهوايات، وحاولي أن تدخلي إلى حياته وتركزي على الجوانب الطيبة في شخصيته، واجتهدي في الدعاء له ولنفسك بالثبات، واعلمي أن الإنسان في هذه الدنيا لا ينال كل ما يريد، ولكن لا بد من أشياء وأشياء، ولذلك لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر، كذلك إن كرهت في زوجك خلقا فسترضي منه جوانب أخرى.
وأعجبنا وأسعدنا عدم رغبتك في الفراق –خاصة وهو ابن عمك–؛ لأن هذا يؤثر على الأسرة الكبيرة، وكذلك أيضا عندك منه أطفال، فاجتهدي في أن تكوني معه خير زوجة، وفي أن تعامليه بالحسنى، ونبشرك بأنك مأجورة عند الله تبارك وتعالى، فخير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لزوجه، وخير الصاحب عند الله تعالى خيرهم لصاحبه.
ونعتقد أن مدة السنتين غير كافية لتحددي المسارات والخيارات داخل الأسرة، وأنتم ما زلتم في البداية، وما زلتم في فترة التعارف الفعلي، خاصة والرجل قد قضى جزءا كبيرا من حياته في الخارج، ولا تهتمي ولا تغتمي بمقارنته بالطليقة الأولى (زواجه الأول) -التي لو كان فيها خير ولو كان فيه خير لجلست معه- وهذا طبعا ربما يفعله على سبيل الكيد والإغاظة بالنسبة لك، فلا تقفي عنده طويلا، وحاولي أيضا أن تتعرفي الأسباب التي حصل لأجلها الفراق في زواجه الأول من أجل تفاديها، واجتهدي في كتمان ما يحصل بينكما في داخل البيت، وحاولي أيضا ألا تشتغلي بالأطفال الصغار عنه، فتضيعي حقه.
ولست أدري إذا نام الأطفال لماذا لا تعودي إليه حيث هو؟ وقطعا ربما يكون منزعجا في النهار، هذا ليس من حقه، لكن بعضهم اعتاد أن يسمع وأن يشارك بهذه الطريقة، وأن يسمع بكاء الأطفال، فحاولي أن تتفهمي أيضا كونه في بداية المشوار وبداية التجارب، والرجال يختلفون من شخص إلى شخص، ونعتقد أن ما يحصل ليس أمرا أساسيا، بل هو نتيجة للنفور الحاصل والخصام الحاصل بينكما، فحاولي تلطيف الجو بينكما، واقبلي منه ما عنده من حسنات، واعلمي أن النجاح في التأقلم والتنازل؛ لأن الإنسان لا يجد كل ما يعجبه، فهو لا يجد كل ما يعجبه منك، وأنت لا تجدين كل ما يعجبك وكل ما ترتاحين إليه منه، والحياة لا تستمر إلا بتنازلات من هنا وهناك.
نسأل الله أن يعينكم على الصبر، وأن يكتب لكم التوفيق والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.