خطيبي خانني يكلم بنات غيري ففقدت الثقة في نفسي، ماذا أفعل معه؟

0 500

السؤال

أنا فتاة عمري 27 سنة، مرتبطة وخطيبي خانني 3 مرات، رغم أنه يحبني ولكن عندما يسافر يكلم بنات غيري، عرفت بالصدفة عن طريق حسابه في الفيس بوك، تعبت وكرهت الدنيا، ولا أعرف كيف أتعامل مع أي أحد، أحسست بأنه ليس عندي ثقة في نفسي بعد الذي حصل.

لا أستطيع أن أتكلم مع خطيبي، وكل فترة أعمل له مشكلة بسبب هذا الموضوع، لا أقدر على تصفية قلبي له، ولا أستطيع الكلام معه، أصبحت حيرانة جدا، أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضل-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد والصواب، وأن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن الخطبة هي فرصة لمزيد من التعارف والتآلف واكتشاف مثل هذه الأمور، رغم أننا لا نرضى بالتجسس وسيلة لاكتشاف مثل هذه الأمور، وعليك أن تركزي على العموميات، فيمكن أن يكون هذا الرجل معروف ومن أسرة معروفة، ارتضيتم دينه وخلقه، ومن الضروري أن تكوني أنت كذلك فتاة صاحبة دين وصاحبة خلق، وتحرصي دائما على البناء على هذه المشاعر الإيجابية الموجودة.

ونؤكد لك أن الفتاة قد يصعب عليها أن تجد شابا ليس عنده أخطاء، وليس معنى ذلك أننا نرضى بما يحصل منه، ولكن أنت في فرصة الاختبار، وعليك أن تؤكدي له دائما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بأن أهم شيء في الإنسان هو الالتزام والانضباط في مثل هذه العلاقات التي لا يرضى الإسلام أي علاقة إلا في إطار شرعي معلن واضح هدفه الزواج، وأن التوسع في مثل هذه العلاقات خصم على سعادة الأزواج في مستقبل حياتهم.

أكدي له في البداية: أن مثل هذا الفعل تستغربين منه، وتظهري التعجب من أحوال بعض الناس الذين يتهاونون في مثل هذه الأمور، ألا يخافون الله، ألا يتقون الله تبارك وتعالى، وقولي: (لا أتخيل إنسانا فيه ذرة خير يمكن أن يفعل مثل هذه الأمور) دون أن تشعريه أنك اطلعت على أسراره؛ لأن هذا أصلا لا يجوز، وليس حلا، فإذا علم أنك تبحثين من ورائه فبإمكانه أن يغير أشياء كثيرة ويغير وسائل التواصل، وهذا ليس حلا في نهاية الموضوع، وبعضهم أيضا إذا عرف أنك عرفت يعلن ذلك ويجاهر به ويقول: (ما دامت عرفت فلا أبالي بها) وبعضهم عندما يتهم بمثل هذه الاتهامات يسعى أيضا في اتهام الطرف الآخر والدفاع عن نفسه بالهجوم على الآخرين.

على كل حال ينبغي أن تأخذ القضية حجمها، وأنت لا زلت في بداية الطريق، وإذا تأكد لك أنه في الأصل جيد وأن مشاعره تجاهك نبيلة، فعليك أن تجتهدي في إصلاحه، وتجتهدوا في تحويل هذه الخطبة إلى زواج رسمي؛ لأنه عند ذلك تتحقق كثير من الأمور بالنسبة له، ولا يتاح له في فرصة الخطبة كثير من التواصل، وكثير من المعاني التي لا يجدها إلا بعد تحويل هذه الخطبة إلى عقد نكاح رسمي، فالخطبة ما هي إلا وعد بالنكاح لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الأمور العاطفية.

وعليك أن تستعيني بالله تبارك وتعالى، وتتوجهي إلى الله، وينبغي ألا تأخذ هذه المسألة أكبر من حجمها؛ لأنك الآن في فرصة التعارف، وفي فرصة التواصل معه من أجل اكتشاف هذه الحقائق، ونتمنى أن يكون لمحارمك دور في معرفة علاقاته مع الرجال، وقدرته على تحمل المسؤولية، كذلك الفترة هذه للتعارف الفعلي المكشوف بين الطرفين طالما أنها خطبة رسمية، وهذا ما نتوقع؛ لأنا لا نعترف إلا بخطبة رسمية يخطب فيها الرجل الفتاة من أهلها، ويطرق باب أهلها، وفي حضورهم، ولا يخلو بها، إنما يتواصل في الأمور الأساسية.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ولا داعي لفقدان الثقة في النفس، فإن الذي يعرف نفسه، ويعرف إيمانه بالله، ويعرف أن الكون ملك لله لا يبالي بمثل هذه المواقف، رغم أنها لا ترضي الله، إلا أن الإنسان ينبغي أن يعالجها بقوة وبشدة، وإذا اعتاد الشاب مثل هذه الممارسات فقد يمارسها خاصة في مثل هذه الفترة التي لم يرتبط فيها ارتباطا فعليا.

نسأل الله أن يهدي شبابنا إلى الحق والصواب.

مواد ذات صلة

الاستشارات