السؤال
أريد أن تنصحوني بنصيحة تساعدوني بها على ترك الهوى، واستحقار المعصية، وأريد علاجا لعمى القلب.
سؤال آخر: هل هناك بأس إذا أقدم المرء على الذنب قائلا: سأتوب بعدما أذنب إن شاء الله، والتوبة تمحو ما قبلها؟ وهل هناك بأس إذا أقدم على ذنب معين لأول مرة؟ وهل إذا مات وهو يفعله سيحاسبه الله عليه؟
جزاكم الله خيرا على مجهوداتكم الطيبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ اا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقك لكل خير.
الأخ الفاضل: إن الصراع بين الحق والباطل، والطاعة والمعصية، أمر قائم في كل نفس بشرية، وعلاجه من أيسر الأمور متي ما التزم صاحبها الطريق بعد الاستعانة بالله عز وجل، وهذه بعض الخطوات:
أولا: تعظيم الله بمعرفته والخوف منه، مع كامل المحبة له، فإن من عظم ربه وخافه صعب عليه معصيته، وإن وقع بحكم الطبيعة البشرية هرع إليه تائبا باكيا.
ثانيا: حدد نقاط ضعفك، وحدد المواطن التي يستدرجك الشيطان من خلالها، فإن الله أخبرنا أن للشيطان خطوات، وأمرنا ألا نتبع تلك الخطوات، ذلك أن الشيطان يستدرج ابن آدم، فإذا عرفت نقاط ضعفك سهل عليك الابتعاد عنها.
ثالثا: ابتعد عن أسباب المعصية، مع تقوية الوازع الديني بكثرة التعبد لله.
رابعا: اجتهد في أن يكون لك صحبة صالحة تعينك على طاعة الله، فإن الذئب يأكل دائما من الغنم القاصية، والمرء بإخوانه، وإخوانه بدونه.
أما الإقدام على الذنب فهو: نوع من أنواع الإصرار، وهذا حرام شرع، وأهل اللغة يقولون: هـو العـزم بالقلب على الأمر، وترك الإقلاع عنه، وشرعا هـو: الإقـامة على فعل الذنب أو المعصية، مع العلم بأنها معصية دون الاستغفار أو التوبة.
وفي التعريف الشرعي: ما يؤكد على أن الإقدام على الذنب نوع من أنواع الإصرار، ونحن نعيذك بالله منه.
أما مسألة التوبة: فهذا مدخل من مداخل الشيطان يغريك به، وربما يفتح لك باب الرحمة من أجل أن يقوي عزمك على الذنب ويجرئك عليه، وقد يلبس عليك الأمر بحق يراد به باطل؛ حين يظهر لك أن معصيتك مهما بلغت فهي في رحمة الله عز وجل.
وهذا تلبيس الشيطان فمن أمنك أن الله يبقيك حيا بعد المعصية، ثم من يأمنك أن لا تتمكن المعصية من قلبك حتى لا تستطيع أن تتركها؟ ثم من يأمنك بأن ستر الله عليك سيستمر عليك.
أريدك أن تعزم الآن على التوبة، وتأخذ الخطوات السابقة، مع الإكثار من الدعاء.
والله الموفق.