السؤال
أنا بنت من الأردن، تعرفت على شخص عن طريق النت، أكبر مني عمره 28، شاب محترم، ويخاف الله وملتزم، مكثنا فترة نتكلم مع بعضنا -أكثر من سنة- هو ليس من سكان بلدتي أصله فلسطيني مغترب، يعني: في الكويت، أتى الصيف الماضي عند أهلي وطلبني بشكل رسمي، أنا لم أكمل دراستي الثانوية.
علما بأن وضعي الدراسي سيئ جدا، وأهلي يريدوا أن يدرسوني غصبا عني، وأنا أريد أن أتزوج هذا الرجل؛ لأني لا أريد أن أقع في الحرام أكثر، وأريد السترة ورضى الله، وأهلي يريدوني أن أدرس غصبا.
حاولت إقناعهم لكن على الفاضي، أنا جدا مخنوقة، هذا الشاب يريد يرجع يخطبني منهم مرة ثانية، وخائفة ومترددة ماذا أعمل لأجل أن يرضوا ويقتنعوا بزواجي منه، فكرت أن أخطب وأدرس لكن لم يتيسر الأمر؛ لأنهم يريدوني أدرس جامعة، فكرة زواجي كلها مرفوضة منهم.
أريد المساعدة، أرجوكم، وأريد أن أعرف هل يحق لأهلي إجباري على إكمال التعليم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hallosh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونسأله تبارك وتعالى أن يعينك على إقناع الأهل حتى تتمكني من الزواج، فإن الأصل هو الزواج، والأصل هو أن تكون للفتاة أسرة، والأصل هو أن تشبع حاجتها من الأمومة، فحاجتها من الأمومة واستقرارها النفسي لا يكتمل بشهادتها ولا بوظائفها ولا بدرجاتها العملية، فللنساء خلق الرجال، وللرجال خلقت النساء، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إقناع الأهل، ونتمنى أن تجدي من الفضلاء والفاضلات والعقلاء والعاقلات والدعاة والداعيات من يتمكن من إقناع أطراف في أسرتك حتى يكون صوت الحق عاليا، وحتى يعاونك على إكمال هذا المشوار.
نؤكد أن الزواج لن يكون عائقا إذا أردت الدراسة؛ لكن الأصل هو الزواج، والزوج المناسب لا يأتي إلا نادرا، وهي فرص، والإنسان إذا ضيع هذه الفرص فإنه سيندم عليها طويلا، وطالما كان الشاب من أصحاب الدين وجاء إلى داركم من الباب وطلبك بطريقة رسمية، فإن هذه مؤشرات جيدة على أنه شاب فعلا مسئول، وعلى أنه جاد في حياته.
نتمنى أن تجتهدي في إقناع من هم في سنك من الأعمام والعمات والأخوال والخالات، أو أقرب إليك سنا، حتى يؤثروا على الوالد والوالدة وعلى الأسرة، وحتى يتفهموا أن مسألة الدراسة فيها صعوبة، وأن الزواج هو هدف أساسي ولا يغني عن الزواج أي شيء آخر، لكن الزواج يغني عن أشياء كثيرة.
اجتهدي دائما في أن تثبتي لهم أنك ناضجة وأنك عاقلة، واقتربي من والديك، وزيدي في البر، واجعلي آخرين يتكلموا بلسانك من أجل إقناعهم، ونتمنى أن يأتي الشاب أيضا ببعض الوجهاء والفضلاء والعقلاء حتى يقنعوا أسرتك، وألا يأتي وحده، إنما يأتي بأسرته ويأتي بوجهاء أيضا ممن يعرفون الأسرة حتى يتعاونوا جميعا على إقناع والدك، فإن بعض الشباب إذا جاء وحده فإن الأسرة لا تستطيع أن تتجاوب معه وتقول: (أين أهلك؟ من أين أنت؟) لكن إذا جاء معه كبراء ووجهاء، وأناس لهم منزلة ولهم مكانة؛ فإن هذا يؤثر جدا على أسرة الفتاة، وخاصة الرجال يتأثروا بمسألة الوجهات والشخصيات التي تتكلم بلسان ذلك الشاب، وطالما كان الشاب متدينا ومهتد وصاحب دين فإنه سيجد من الفضلاء والأخيار من يتكلم بلسانه.
حتى يحصل هذا نتمنى أن توقفوا هذا التواصل، وأن تتوبوا إلى الله إذا كان حصل هناك تجاوزات في هذا التواصل الذي حصل؛ لأن ما عند الله من الخير والتوفيق لا ينال إلا بطاعته.
نسأل الله أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونؤكد لك أن المسألة تحتاج منك إلى صبر، وتحتاج من الشاب إلى إصرار وتكرار للمحاولات، ونسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.