السؤال
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات, والحمد لله حياتي مستقرة, حتى اكتشفت في زوجي مشكلة النظر للنساء الأجانب, مثلا عندي أخواتي أو صديقاتي ينظر لهن من وراء الباب, أو من فتحة في الباب, نصحته وكشفته أكثر من مرة, وأخبرته بذلك وللأسف يعطيني أعذارا واهية, وأنا لم أعرف ما الحل, وما التصرف حيال الموقف, فقد عجزت, وأنا أنصحه.
أريد حلا, وأريد أن أحافظ على أسرتي وأطفالي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زوزو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كل الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره *** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.
وأبلغ من هذا يقول العظيم: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ...} الآيات الكريمة.
ونتمنى أن تواصلي نصح هذا الرجل، وأن تعطيه شيئا من الثقة، ولا تحاولي أن تكذبيه إذا بين لك أنه لم ينظر أو نحو ذلك، وحاولي أن تعرفي ما الذي يلفت نظره في النساء؟ ما هي المفاتن التي يبحث عنها، اسأليه إن كان هناك شيئا يريد أن يظهر من جسدك، حاولي أن تكوني امرأة تملأ عينه باهتمامك بمظهرك وباهتمامك بزينتك، واعلمي أن مثل هذه الأمور أحيانا تكون عبارة عن مرض, خاصة إذا كان بينكما وفاق والحياة طبيعية وهناك اندماج بينكما، فإن هذا يدل على أن هذه المعصية سطحية ليس لها ما بعدها، وهذا هو الغالب، ونحن ندرك أن النظر حرام، وأنه لا يجوز، لكن لا بد أن يكون لكل مخالفة أن تأخذ حجمها المناسب، فلا تجعلي هذا سببا لخراب بيتك، واجتهدي في إصلاحه وهدايته، واجتهدي في حجاب أخواتك وصديقاتك، لأن هذا أيضا من الأمور المهمة جدا.
إذا كانت الصديقة محتشمة وأخواتك في البيت محتشمات ومنتقبات في وجوده فماذا سينظر؟! وماذا سيجد عند ذلك؟ وهذا جانب مهم جدا وواجب شرعي أيضا، أنه لا يجوز لصديقة أن تتوسع في بيت صديقتها، ولا يجوز لأخوات الزوجة أن يتوسعن في بيت الزوج في حضوره أمام عينيه، وبعد ذلك تبقى مسألة المخالفة في الأمور التي يحاول أن يسترق فيها النظر، عند ذلك عليه أن يتذكر أن نظر الله إليه أسرع من نظره إلى مفاتن النساء، لأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
نسأل الله له الهداية والتوفيق، وكنا نتمنى أن نعرف ما هي الردود التي يقول بها، وكيف أنه يعتذر، وماذا يقول في كلامه؟ .. أيضا إذا قال كلاما أرجو أن تصدقيه وتكذبي نفسك، لأن في هذا عونا له على بلوغ العافية، ونسأل الله له الهداية ولك التوفيق والسداد، واجتهدي في الدعاء، واستجلبي الأشرطة التي تتكلم عن خطورة عدم غض البصر، والكتب المؤلفة في هذا الميدان، والقصص المدمرة التي ذكرها كثير من المشايخ في محاضراتهم.
ونسأل الله تبارك وتعالى له الهداية والتوفيق والسداد.