السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب -بفضل الله- خطبت منذ حوالي أربعة أشهر فتاة على قدر من التدين والخلق والاحترام، وهذا كل ما كنت أركز عليه عند اختياري شريكة حياتي، هي أحبتني وتعلقت بي، ولكن بعد فترة من الخطوبة بدأت أنظر إليها نظرة جنسية.
ولكني لا أرى فيها ما يثيرني؛ حيث أنها قصيرة، ( أنا 180 سنتمترا، وهي 160 سنتمترا)، وكذلك هي نحيفة بدنها نحيف وصدرها وأردافها صغيرة، بدأت أحس أنها طفلة بجانبي، وبدأت الوساوس تراودني خلال هذه الفترة، وبدأت أحاسيس الخوف تراودني ألا تعفني بعد الزواج، وأنا أخاف أن أقع في المحرمات إذا حدث ذلك فعلا بعد الزواج.
فبماذا تنصحوني هل أستمر معها أم أتركها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وهنيئا لك بهذه الخطبة، وهي خطوة موفقة في الطريق الصحيح، خاصة وقد حرصت على صاحبة الدين والخلق، وهذا هو الأساس الذي ننبه عليه، (وكل عيب فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين من جبران)، فلا تبالي بعد ذلك بالأشياء الأخرى كالقصر الحاصل، ونعتقد أن الفرق يسير، ودائما يفضل أن يكون الرجل هو الأطول - هذا هو الأصل - ونعتقد أن هذه الأمور ثانوية، بل الإنسان لا يمكن أن يجد امرأة بلا عيوب، كما أن المرأة لا يمكن أن تجد رجلا خاليا من العيوب.
لذلك نتمنى أن تستمر في هذا المشوار وتكمله، والإنسان ينبغي أن يدرك أن البدايات الصحيحة هي الخطبة والقبول والرضا وحسن الاختيار والتوافق والارتياح، التوافق الحاصل في البداية هي الأشياء التي ننبه عليها، أما ما يحدث بعد ذلك من تشويشات ومن تردد فذلك كله من الشيطان، فإن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم.
ومما يعينك على القبول والنجاح والاستمرار أن تحفظ الله تبارك وتعالى في هذه العلاقة، وأن تغض بصرك، لأن الإنسان إذا أطلق بصره في الغاديات الرائحات لم يكفه نساء العالم وإن تزوجهن كلهن، كما قال ابن الجوزي (إذا أطلق الإنسان بصره للغاديات الرائحات فلن يكفيه نساء بغداد).
فالإنسان ينبغي - وقد أكرمه الله فاختار زوجة المستقبل - عليه أن يغض بصره عن الأخريات، ويجتهد في رضا رب الأرض والسموات.
كذلك عليك أن توقن أنك لن تجد امرأة بلا عيوب، كما أنك كرجل لست خاليا من العيوب، ولذلك هذه مسألة ينبغي أن تكون واضحة أمامك، والإنسان ينبغي أن يدرك هذه الحقائق، فكل امرأة فيها إيجابيات وفيها سلبيات، وكل رجل فيه نقائص وفيه إيجابيات وفيه سلبيات، لأننا بشر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يفرك - لا يبغض - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، فالإنسان يحرص على الإيجابيات ويتغافل عن السلبيات وجوانب النقص، أو يسعى في إصلاح السلبيات وتصحيحها إذا كان ذلك من الممكن، ويوقن أن هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يدركها كل إنسان.
وختاما: نذكرك بأن الواحد منا لا يرضى مثل هذا العبث مع أخواته أو عماته أو خالاته، فكيف نرضاه لبنات الآخرين. نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونحرضك على أن تكمل هذا المشوار، وتحول هذه العلاقة إلى علاقة شرعية كاملة، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.