السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في 14 من العمر، كنت غارقة في المعاصي ولا أكترث، وعندما أحاول أن أتوب لا أستطيع أن أخشع في صلاتي أبدا، ولا أعرف كيف أدعو ربي!
أرجوكم ساعدوني، فلم أعد أحتمل أكثر من هذا، وأريد أن أعود إلى ربي.
السلام عليكم.
أنا فتاة في 14 من العمر، كنت غارقة في المعاصي ولا أكترث، وعندما أحاول أن أتوب لا أستطيع أن أخشع في صلاتي أبدا، ولا أعرف كيف أدعو ربي!
أرجوكم ساعدوني، فلم أعد أحتمل أكثر من هذا، وأريد أن أعود إلى ربي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بابنتنا الراغبة في العودة إلى الله في موقعها، وهنيئا لك هذه الرغبة وهذه الروح، ونبشرك بأن الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة من يتوب إليه، فأدخلي نفسك في رحمة الرحيم.
واعلمي أن الله تعالى ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فسارعي يا فتاة الإسلام إلى التوبة النصوح والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونبشرك بأن الله يفرح بتوبة من يتوب إليه، كما جاء في الصحيح عن رسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-.
إذا كان ربنا رحيما يفرح بتوبة عبده وبتوبة أمته، وبتوبتك ورجوعك إليه، فأرجو أن تغتنمي هذه الفرصة، وتسارعي في الرجوع إلى الله، ونبشرك بأن الله يغفر الذنوب جميعا، وهو الذي سمى نفسه غفارا، بل هو القائل: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى}.
واعلمي أن الذي يحول بينك وبين التوبة وصعب عليك التوبة هو الشيطان، فتعوذي بالله من الشيطان، وعاملي هذا العدو بنقيض قصده، فإن الشيطان عدو لنا، وهذا العدو يحزن إذا استغفرنا، ويندم إذا تبنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا، فعامليه بنقيض قصده، فإن عداوتنا للشيطان لا تتحقق إلا بمخالفته، الشيطان هو الذي يصعب عليك التوبة، ولكن طريق التوبة مفتوح، فتوبي إلى الله تبارك وتعالى، ورحمة الله تغدو وتروح، فاحشري نفسك في هذه الرحمة.
واعلمي أن التوبة تجب وتمحو ما قبلها، والشرط في التوبة أن تكون خالصة لله، أن تكون التائبة صادقة مع الله، أن تقلع عن الذنب، أن تندم على ما مضى، أن تكثر من الحسنات الماحية، أن تتخلص من بيئة المعصية ورفقة المعصية، وذكريات المعصية وأرقام المعصية، وكل ما يذكر بالمعصية، وبعد ذلك تجتهدين في الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وستجدين لذلك حلاوة، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع، ونسمع خيرا، ونعاونك في طريق التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
مرة أخرى: نعبر عن فرحنا وسعادتنا بهذه الاستشارة، ونهنئك بهذه الرغبة، وندعوك إلى أن تتوبي الآن، فإن الأعمار بيد الله، والإنسان ما ينبغي أن يسوف في التوبة، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}، بل هو القائل: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}.
ويتوب الله على الإنسان ما لم يغرغر، ما لم يصل للحظات الغرغرة والموت، ولكن لأن لحظات الغرغرة وانتهاء الدنيا لحظات مجهولة، فإن الواجب هو التوبة وعلى الفور -التعجيل بالتوبة- فتوبي إلى الله، وأبشري بالخير، واستري على نفسك، ولست مطالبة أن تحدثي أحدا عن المعاصي، وإذا ذكرك الشيطان بالأخطاء فجددي التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى حتى ينصرف عنك هذا العدو.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.