السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عزباء, أبلغ من العمر 21 سنة, أعاني من اضطرابات في الدورة خلال شهر رمضان, أحيانا تأتي الشهر بأكمله, وأحيانا مرتين في الشهر؛ وهذا في رمضان فقط، في العام الماضي أتتني الشهر بأكمله؛ فوصف لي الطبيب مارفولين لمدة 21 يوما, وعلبتين من دوفاستون.
أما في هذا العام فأتتني قبل رمضان, وأدركت 4 أيام من رمضان ثم توقفت نهائيا, وفي اليوم 15 من رمضان أتتني مرتين, بقطرات بنية وأحيانا حمراء, آخذة صفة الحيض.
في اليوم 20 من رمضان تناولت حبوب (mervelon) لإيقافها, مع العلم أنني عند تناول هذه الحبوب لا تتوقف هذه القطرات مباشرة, ولكن بعد 5 أيام, فأنا أود تناولها لمدة 21 يوما ثم أترك الدورة تأتي, ثم بعد 15 يوما أتناول دوفاستون لمدة 10 أيام, وأعيد تناوله بنفس الطريقة الشهر الذي يليه, مع العلم أن هذه الطريقة وصفها لي الطبيب العام الماضي.
أود معرفة هل هناك ضرر من تناولي هذه الحبوب؟ وهل هذه القطرات تعتبر حيضا؟ وهل يترتب علي قضاء هذه الأيام؟ مع العلم أنني صمتها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابتهال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي تعانين منها هي: حالة غزارة الطمث، وتحدث بسبب زيادة سماكة بطانة الرحم، بسبب خلل حدث في التوازن بين نسبة هرمون الاستروجين وهرمون بروجيستيرون، وهما الهرمونان المسؤولان عن حدوث الدورة الشهرية؛ حيث إن نسبة هرمون الاستروجين تزيد في النصف الأول من الشهر للبدء في بناء بطانة الرحم، وبناء الأوعية الدموية فيها، وتزيد نسبة هرمون البروجيستيرون في النصف الثاني لاستكمال بناء بطانة الرحم، وزيادة سماكتها بالقدر الذي يسمح لها بتعشيش البويضة المخصبة في حالة الزواج، أو نزول الدورة الشهرية في حالة موت البويضة والجراب الذي خرجت منه.
هذا يحدث في حالة الدورة الطبيعية المنتظمة، أما في حالة وجود أي خلل في هذا التوازن فيحدث زيادة كبيرة في سماكة البطانة الرحمية أو نحافة، بالدرجة التي تجعل الأوعية الدموية غير منقبضة فيحدث النزيف أيضا.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى هذا النزيف: وجود ما يعرف بالبطانة المهاجرة، وهي تواجد خلايا من بطانة الرحم خارج الرحم نفسه، مثل منطقة المبايض وقنوات فالوب والحوض.
ومن بين الأسباب أيضا: زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو وجود أمراض مزمنة في الدم تؤدي إلى حدوث عدم التجلط.
والعلاج: يعتمد على علاج السبب، ويجب عمل تحليل للهرمونات المسؤولة عن التبويض، وهرمونات المبايض نفسها، وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم، خصوصا في منتصف الشهر لمتابعة المبايض والإباضة، ومتابعة بطانة الرحم، وعرض نتائج هذه التحاليل على طبيبة نسائية لمتابعة الحالة، وعمل اللازم إن شاء الله.
وفقك الله لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. منصورة فواز سالم استشارية طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
أما من الناحية الشرعية: فإن المرأة إذا رأت الدم بعد أن انقطع عنها خمسة عشر يوما أو أكثر؛ فإن هذا الدم يكون حيضا، بشرط: ألا ينقص عن يوم وليلة، فإذا نقص عن يوم وليلة فليس بحيض عند أكثر العلماء، وبشرط آخر وهو: ألا يزيد مجموعه على خمسة عشر يوما، فإذا زاد على خمسة عشر يوما فإن المرأة مستحاضة.
والمستحاضة ترجع إلى عادتها: فتعتبر الحيض هو أيام العادة فقط -إذا كانت صاحبة عادة– وإذا لم تكن صاحبة عادة تعمل بالتمييز، فإذا كان الدم الذي ينزل منها بلونين (أسود وأحمر) فإنها تعد الأسود حيضا، والأحمر استحاضة، بشرط: أن يكون هذا الذي تميزه حيضا لا يقل عن يوم وليلة، ولا يزيد عن خمسة عشر يوما؛ لأن أقل الحيض يوما وليلة، وأكثره خمسة عشر يوما.
وأنت فيما وصفت لنا: تبين لنا أن مجموع الدم الذي نزل منك قبل رمضان وفي أول رمضان، ثم الأيام التي انقطع فيها هذا الدم، ثم الأيام التي عاد فيها الدم الأحمر بعد ذلك على شكل قطرات، تبين لنا مما وصفت أن مجموع هذه الأيام جميعا –أي الدم الأول وأيام انقطاع الدم وأيام عود الدم الأحمر– مجموع هذه الأيام يزيد على خمسة عشر يوما، فإذا كان الأمر كذلك فإن هذا الدم الثاني ليس بحيض، ما دام الدم الأول وما بعده من الدماء قد حصل منه خمسة عشر يوما، فإن الدم الثاني ليس بحيض؛ لأنه لا يمكن جعله حيضا مستقلا، ولا يمكن جعله تابعا للحيضة التي سبقته، ومن ثم فإن وقت نزوله هو وقت استحاضة، ولا أثر له على صوم ولا صلاة.
فصومك في ذلك اليوم صحيح، وكذلك الصلاة إن كنت قد تطهرت وصليت، وبهذا يكون الحكم ظاهرا لك من الناحية الشرعية.
نسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يفقهك في دينه.