الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤثر اضطراب الدورة الشهرية على مخزون المبيض؟

السؤال

السلام عليكم

بلغت وعمري 13سنة، وانتظمت الدورة لمدة سنتين، وعند الـ15 أصبحت أتغذى على الحلويات فقط، فأصبت بفقر الدم الحاد لعامين، واضطربت عندي الدورة؛ حيث تأتيني كل 15 يومًا بكميات معتدلة، فكشفت عليّ الطبيبة بالموجات، وقالت إني سليمة، ولكن الرحم مائل قليلاً للخلف، وأعطتني موانع حمل، وكان عمري 17 سنة، فنزلت الدورة غزيرة، وأوقفت العلاج وعانيت من عدم الانتظام لـ3 سنوات أخرى، فذهبت لطبيب، وعمل لي موجات، وقال لي: المبايض ممتازة لا شيء فيها، وأعطاني نوركيوتين لأكثر من شهر، ولم يُنظم لي الدورة.

ذهبت إلى طبيبة أخرى ففحصت لي بالموجات، وقالت: كل شيء نظيف، مع ميلان في الرحم للخلف، وأعطتني دوفاستون، ولم يُنظم الدورة، ومن أول شهر استخدمت دوفاستون ظهرت لي تكيسات في المبايض، ومنذ ذلك الوقت في كل الموجات تظهر التكيسات أوضح بعد الدوفاستون، وتغير وزني من 58 إلى 62 خلال 3 أشهر.

طولي 163، تركت الطبيبة، ومنذ ذلك الوقت تتأخر الدورة، ومرات تأتي مرتين في الشهر، وصرت أشخص دائمًا بالتكيس، وتنظم لي الدورة فقط موانع الحمل.

أنا مقبلة على الزواج، وأفكاري كلها غير مرتبة، والإنجاب بيد الله، لكني متوترة من الخصوبة، ولا أشكو من مرض مزمن -الحمد لله- فحصت الغدة وكل شيء.

أعاني من نقص فيتامين د، والحديد، ومع المتابعة والريجيم تتحسن جودة الدورة، وتأتي على ميعادها، وكميتها طبيعية، وعندما آكل أكلاً غير صحي تضطرب وتختفي، أو تأتي بسيطة لأيام وتنقطع، وتأتي بعد أسبوع، وقد تستمر 14 يومًا.

ما أريد أن أعرفه، هل تؤثر على مخزون المبيض؟ ماذا يحدث للبويضات الكثيرة النامية؟ هل تختزل كل شهر أم تتوفر؟ هل يُنتج المبيض بويضات زيادة رغم وجود البويضات السابقة؟ ماذا تنصحوني للحمل بإذن الله أول الزواج بالمنشطات أم أصبر؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياك الله ابنتي الفاضلة.

بالنسبة لتكيس المبايض؛ فهو اضطراب هرموني يسبب خللًا في التبويض وخللًا في نمو وتطور البويضات؛ مما يؤدي إلى عدم حدوث التبويض؛ لذلك يصلح الرحم تحت تأثير هرمون واحد، وهو الاستروجين، بينما يكون مستوى البروجسترون منخفضًا، وبسبب ذلك تحدث سماكة في بطانة الرحم، لكنها تبقى هشة وضعيفة وغير متماسكة.

وبالنسبة للبويضات، فعادةً ما يتم إفراز مجموعة معينة من البويضات الصغيرة على قشرة المبيض، حيث تنمو وتتطور، وتستمر بويضة أو بويضتان فقط في النمو والتطور حتى تصبح بحجم مناسب لكي تنفجر، وبالتالي يحدث التبويض على قشرة المبيض، وتذهب البويضة عبر قناة فالوب إلى الرحم، طبعًا يعمل أحد المبيضين بالتناوب كل دورة شهرية.

عند حدوث التكيس، يحدث عدم تطور للبويضات على قشرة المبيض، فتظل صغيرة ومحصورة ضمن حويصلات أو فقاعات مملوءة بالسائل على سطح المبيض، يحدث ذلك بسبب وجود قشرة سميكة على سطح المبيض تمنع انطلاق ونمو البويضات، فتظل على شكل جريبات؛ لذا يجب معالجة التكيس، وتحسين وظيفة المبيض، فقد لوحظ وجود مقاومة للأنسولين في خلايا الجسم بسبب التكيس، وزيادة في الوزن، وارتفاع في هرمون الذكورة؛ لذلك يمكن تنظيم ذلك بإعطاء منظم للسكر مثل: غلوكوفاج؛ حيث يحسن وظيفة المبيض، ويساعد على تنزيل الوزن، وهو آمن، ويمكن استخدامه لفترة طويلة.

عليك استخدامه لفترة لا تقل عن ستة أشهر، كذلك يجب اتباع حمية غذائية، وتنزيل الوزن، وممارسة الرياضة، وتغيير نمط الحياة، هذا سوف يساعد على العلاج وتحسين عمل المبيض، وبالتالي تنظيم الهرمونات والتبويض.

وبالنسبة لمخزون المبيض، فلا داعي للقلق، مخزون البويضات ثابت عند الولادة، وتُستهلك البويضات أثناء الحياة في كل دورة، وبمعالجة التكيس تتحسن عملية التبويض؛ لذا لا داع للقلق والتفكير بشكلٍ سلبيٍ من أجل الحمل بعد الزواج.

عليك اتباع النصائح والإرشادات، والبدء بالعلاج، وخاصة تنزيل الوزن، ثم بعد الزواج إن شاء الله سوف يحدث الحمل بسرعة وبشكل تلقائي دون الحاجة لعلاج.

بارك الله فيك -ابنتي الفاضلة- وأدعو لك بالصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً