تزوجت أمي برجل يعاملها معاملة سيئة ماذا علينا أن نفعل معه؟

0 513

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، أعيش مع أمي وزوجها، توفي أبي وأنا لم أولد بعد.

منذ سنتين تزوجت أمي رجلا، ولكنها ليست سعيدة معه، أمي طبيبية و-الحمد لله-، رزقها الله كمية من المال، فبدأت في مشروع بناء منزل، وزوجها كلما تكلمت أمي معه عن منزلها أوجد لها شيئا لكي يتشاجر معها، ويقول لها: لا تتكلمي عن البناء في بيتي، تكلمي عندما تكوني في مكتبك، ولا أريد أن أسمع.

أمي هي التي تصرف على البيت، وتطبخ وتغسل وكل شيء تعمله، وهو لا يساعدها أبدا، وعندما تطلب منه شيئا مثلا: خذني إلى دار أهلي؛ فالإجابة تكون دائما سلبية، يكره أن تذهب لبيت أهلها أكثر من مرة في الشهر، مع أن بيت أهلها لا يبعد عن بيتنا سوى 1 كيلومتر.

كذلك يوم العيد لا يقول لنا كلمة جميلة مثل: عيد مبارك، أو أي شيء من هذا القبيل، ومنع أمي أن تسلم على أهلها، وعندما ذهبت غصبا عنه قرر أننا لن نذهب إلى البحر هذه السنة عقابا لها.

أمي كرهته وهي تفكر في الطلاق!! إنها ليست سعيدة معه، وتشعر كأنها خادمة له، وهو لا يقدر ذلك، فماذا عليها أن تفعل، وماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Amira حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير.

نحن لا نعلم تفاصيل كثيرة -أيتها البنت الكريمة- ينبني عليها الحكم الذي ينبغي أن نبينه لك، ولكن هناك خطوطا عريضة وعناوين عامة ينبغي أن تدركيها حتى تعلمي ما الذي ينبغي أن تقوم به أمك؟

أول هذه المسائل -أيتها البنت الكريمة-: أن الزوجة يجب عليها أن تطيع زوجها في المعروف، ومن ذلك البقاء في البيت وعدم الخروج منه إلا بإذنه، فإذا كان الزوج لا يأذن لها بالخروج فلا ينبغي لها أن تخرج، وينبغي لها أن تبذل وسعها في استرضاء الزوج واستسماحه ليأذن لها في الخروج، وهذا المنع بمقابل قيام الزوج بواجباته، فإن على الزوج أن ينفق على زوجته كما قال الله سبحانه وتعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} فواجب على الزوج أن ينفق على زوجته بالمعروف، وأن يكفيها مؤن الحياة، فيؤدي إليها النفقة الواجبة المقررة في الشرع، إلا إذا تراضوا بينهما على خلاف ذلك، فالصلح بين الزوجين جائز وهما على ما تصالحا عليه.

وإذا كان حديث أمك عن أموالها وأملاكها ونحو ذلك يؤذي الزوج ويثير الغيرة لديه؛ فإنه ينبغي أن تتجنب ذلك، بل ينبغي لها أن تبعث له رسائل من نوع آخر؛ كأن تطمئنه بأن هذه الأموال والأملاك لها ولأولادها من بعدها، فإذا رزقهم الله تعالى أولادا فإنهم سيكونون هم من ينتفعون بهذه الأموال، ونحو ذلك من الكلام الذي تطيب به خاطر زوجها.

لا شك أن ما يفعله الزوج من جفاف في المشاعر الذي وصل به إلى عدم التلفظ بالكلمة الجميلة بمناسبة عزيزة كيوم العيد، لا شك أن هذا السلوك غير مرضي من الزوج، ولكن قد تكون التصرفات السابقة هي التي جرت إليه، فينبغي أن تناصحي والدتك بأن تبذل وسعها في التودد والتحبب إلى زوجها، وأن تبدأ هي بالكلمة الجميلة ومحاولة استمالته، وبهذا سيصلح حاله وحالها.

أما التفكير في مفارقة الزوج بغير سبب: فإنه أمر محرم عند أكثر العلماء، ولذلك ورد في الحديث: (المختلاعات هن المنافقات) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام- فلا ينبغي للمرأة أن تسأل زوجها الطلاق بغير سبب، وقد جاء الوعيد الشديد بهذا من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة)، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

أما إذا كان هناك ضرر على المرأة، أو فساد في دين الزوج؛ فإنه في هذه الحالة يجوز لها أن تطلب الطلاق.

نحن وصيتنا لك ولأمك: ألا يحدث تسرع في اتخاذ مثل هذا القرار، فإن الحفاظ على بيت الزوجية ودوامه أولى وأحرى، كما أرشد الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم، أرشد الزوجين إلى ذلك فقال في حق الزوج كما في سورة الأحزاب: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله}، وقال في حق المرأة: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}.

نسأل الله تعالى أن يوفق بينهما، ويديم الألفة بينكم جميعا.

مواد ذات صلة

الاستشارات