السؤال
السلام عليكم..
بداية جزاكم الله خيرا، وجعله في موازين حسناتكم.
أنا شاب عمري 19 سنة، ولدي عدة مشاكل نفسية وعضوية.
أولا: عندي مشاكل في المعدة: من ارتجاع في المريء، وعالجت الارتجاع، لكن الغثيان وصعوبة البلع مستمرة معي إلى الآن، وأعاني أيضا من تجشؤ طوال اليوم، وحرقان في المعدة، وهذه المشاكل مستمرة معي منذ سنة إلى الآن.
ثانيا: أعاني من التوتر أثناء الذهاب إلى الجامعة خوفا من الغثيان والتجشؤ.
ثالثا: أعاني من الوسواس القهري، وبصراحة لا أصلي بشكل منتظم، وأحيانا أتكاسل عنها ولا أفعلها.
رابعا: لدي رهبة وخوف من الموت، وأريد التخلص منه.
خامسا: أرى أشياء سوداء، وبقعا بيضاء، ولدي تشوش في الرؤية، رغم أني أستعمل النظارات الطبية بسبب قصر في النظر.
سادسا: أعاني من التفكير السلبي دائما، ولا أعرف كيف أسيطر على تفكيري الخاطئ.
سابعا: نومي غير منتظم، وأكلي أيضا، ولا أعرف كيف أرتب نمط حياتي.
ثامنا: لدي بلغم في الحلق يسبب لي صعوبة في البلع، له شهر تقريبا، كيف أتخلص منه؟
تاسعا: أعاني دائما من أمراض متلاحقة، لا أدري ما سببها.
أعتذر لو أطلت عليكم، لكن أتمنى أن ترشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن مرض ارتجاع المريء، -ويسمى كذلك الارتجاع المعدي المريئي المخاطي- ينجم عن ارتداد غير طبيعي من حمض المعدة إلى المريء، ويحدث عادة نتيجة لتغييرات دائمة أو مؤقتة في المعصرة الحاجزة بين المريء والمعدة، فقد يكون بسبب عدم كفاءة العضلة العاصرة في أسفل المريء، أو تراخ مؤقت في عضلة المريء العاصرة السفلية، أو بسبب فتق الحجاب الحاجز.
وعادة يشكو المريض من أعراض عديدة منها: الحموضة، الاحساس بحرقة خلف أسفل الصدر، صعوبة في البلع، وقد يشكو بعض المرضى من الغثيان واللعاب الزائد، وقد وجد أن 40% من المرضى يكون عندهم الجرثومة المعدة اللولبية، ولتشخيص هذه الحالة يحتاج المريض لإجراء تحليل البراز لهذه الجرثومة.
لذا فإن حرقة المعدة والغثيان والتجشؤ قد يكون لها علاقة مع وجود الجرثومة المعدية اللولبية عندك، ويفضل إجراء تحليل البراز لها، وقد تكون كل الأعراض التي تشكو منها من سعال وبلغم؛ هي بسبب الارتجاع نفسه، فبعض المرضى يكون عندهم الارتجاع الحنجري البلعومي، وهو يسبب أعراضا في الحنجرة والبلعوم، ويمكنك التأكد من ذلك بتناول الأدوية التي كنت تتناولها سابقا، والتي خففت الأعراض عندك، ومراقبة الأعراض؛ فإن خفت فتكون هي السبب، وهناك الكثير من المرضى الذين يضطرون لاستخدام الدواء بشكل مستمر يوميا بسبب الأعراض، وتعود بعد التوقف عن تناول الدواء.
من ناحية أخرى: ينصح المريض بإنقاص الوزن، والتوقف عن التدخين، وملاحظة الأطعمة التي تزيد من الأعراض، وعدم الاستلقاء للنوم إلا ببعد مرور ساعتين إلى ثلاث بعد الطعام.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
_____________________________________
انتهت إجابة د. محمد حمودة، استشاري أول باطنية وروماتيزم، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.
قمت بالاطلاع على رسالتك، وكل النقاط التي أوضحتها بجلاء فيما يخص الأعراض التي تعاني منها، والتي بدأتها بمشكلة اضطراب الجهاز الهضمي، وما تعانيه من توتر.
أما النقطة الثالثة والخاصة بالوسواس القهري: فأنا لم أر مؤشرا حقيقيا أنك تعاني من الوسواس القهري؛ لأن الوسواس القهري مرض له تشخيص وله معايير وله شروط، كل الذي بك أعتقد أنه قلق المخاوف، مع عسر في المزاج، وأيضا لديك الدافعية ضعيفة بعض الشيء، الدافعية من أجل الإنجاز، الدافعية من أجل التفكير ونمط الحياة الإيجابي، وهذا كله إن شاء الله تعالى يعالج.
إذا خلاصة الأمر: حالتك هي حالة نفسوجسدية، يعني: أن أعراضك الجسدية مرتبطة بحالتك النفسية، وغالبا ما يكون القلق المصحوب باكتئاب بسيط هو السبب في هذه الأعراض، والذي أطلبه منك هو:
1) ألا تكثر من مراجعة الأطباء؛ لأن الإنسان إذا بعثر جهده في الذهاب من طبيب إلى آخر ومن تخصص إلى آخر، هذا يجعلك في حالة من اللايقين والتشكك حول صحتك؛ لأنك سوف تسمع تفسيرات مختلفة وروايات مختلفة وتشخيصات مختلفة، وهذا كله له مآل سلبي جدا على صحة الإنسان.
لذا الوضع الأفضل هو: أن يكون لديك طبيب واحد، طبيب تثق فيه، مثلا: طبيب متخصص في الأمراض الباطنية مع أمراض الجهاز الهضمي، ومع طبيب نفسي، طبيب الباطنية تراجعه مرة واحدة كل أربعة أشهر مثلا، هذا من أجل إجراء الفحص الدوري والاطمئنان التام -بإذن الله تعالى- وبما أن حالتك هي حالة نفسوجسدية أنا أفضل أن تقابل الطبيب النفسي.
2) من المهم جدا أن تغير نمط حياتك، هذا من الأصول الضرورية والمهمة للتخلص من مثل هذه الأعراض، ونعني بتغير نمط الحياة: أن تكون أكثر نشاطا، أن تكون مرتبا ومنظما في تنظيم وقتك واستثماره بصورة صحيحة، وأن تمارس الرياضة، وأن تنام مبكرا، وأن تكون حذرا في نوعية الأطعمة التي تتناولها.
3) يجب أن يكون لك هدف، أتمنى أن تكون لا زلت حريصا على دراستك، أنت -الحمد لله- طالب جامعي، ولك آمال، ويجب أن يكون لك برامج، ويكون لك هدف واضح، وهو: أن تكون من المتميزين، هذا يحسن لديك الدافعية.
4) ضرورة تجاهل الأعراض (التفكير السلبي، التوتر، القلق) هذه كلها إذا تجاهلها الإنسان وأصر ألا يترك مجالا للفراغ، وأن يكون مجتهدا في ملء فراغه، قطعا هذا يقلل كثيرا من الأعراض ومن التوترات.
5) الصحة النومية، ومن أهم أسباب تنظيمها: تجنب النوم النهاري، وعدم شرب الشاي والقهوة مساء، والنوم المبكر، والحرص على أذكار النوم.
6) أنا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، وهنالك أدوية ممتازة جدا لعلاج مثل حالتك، فالأدوية المضادة للقلق والمخاوف نعتبرها مفيدة في مثل هذه الحالات، وكذلك الأدوية التي تعالج القلق المرتبط بالجهاز الهضمي، لذا أرى دواء مثل: (سلبرايد/ دوجماتيل) سيكون مناسبا لك جدا، جرعة هذا الدواء هي: كبسولة واحدة، يتم تناولها ليلا –أي خمسين مليجراما– وذلك لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا وأخرى مساء لمدة شهر، ثم كبسولة مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا -إن شاء الله- سيساعدك كثيرا في كل الأعراض الجسدية، وكذلك سيحسن من نومك، وربما تحتاج لدواء آخر مثل (زيروكسات/ باروكستين) أو (لسترال/ زولفت/ سيرترالين) لكن أفضل ألا تضيف أي دواء آخر إلا بعد أن تقابل الطبيب، إن استطعت أن تقوم بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.