السؤال
السلام عليكم
أنا أحتار كثيرا في معرفة طهري، فأرجو منكم تعليمي، تأتيني الدورة خمسة أيام دم، ثم بني غامق إلى أن تصل للصفرة الفاتحة، ثم لا أفرق بينها وبين إفرازاتي الطبيعية، وهل جفافي قليلا طهر؟ أو أنتظر إفرازاتي الطبيعة وأعتبرها طهرا؟ أشعر بالجفاف لكن إذا مسحت أجد بللا خفيفا، هل هو القصة البيضاء أو الإفراز الطبيعي؟ تخيلوا إلى درجة أن زواج ابنة عمتي احتمال أن يكون يوم طهري، وقلقة جدا لأني أستحم أكثر من مرة، ساعدوني، لا أريد كلاما عن القصة البيضاء أو الجفاف، كيف أعرف القصة البيضاء؟ وكيف أعرف الجفاف؟
أرجو منكم وصف القصة البيضاء والصفرة، وإفرازات الفرج الطبيعية بشكل يسير، لأني لا أفهم كلام العلماء، وهذا جلب لي الوسواس لدرجة أني أستحم ثلاث مرات في اليوم، أو أقل خوفا من فوات الصلاة، وأرجو منكم توضيح قضاء ما يفوتني، لأني أصلي تقريبا صلاة 3 أيام، وأصلي السنن، فهل يجوز لي ذلك؟
وجزيتم كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ n n f حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه.
بالنسبة للإفرازات البنية أو الصفراء: أما البنية فإن الأمر فيها واضح من حيث الكيفية وهيأتها، فإنها بنية اللون، يسميها الفقهاء (الكدرة)، وهي شبيهة بالماء إذا خلط بالتراب، فهذا اللون -أو هذا النوع من الإفرازات- نحن نفتي في موقعنا بأنه لا يعد حيضا، إلا إذا كان في مدة العادة للمرأة صاحبة العادة، أو كان متصلا بالدم، أي جاء بعد الدم دون أن يفصل بينه وبين الدم فاصل من انقطاع الدم، ومثل هذا (الصفرة)، وهي مثل اسمها، يعني سائل أصفر، فإنها لا تعد حيضا إلا إذا كانت في أيام العادة، أو كانت متصلة بالدم بحيث لم ينقطع الدم قبل نزول هذه الصفرة، أما القصة البيضاء فهو سائل أبيض تعرفه النساء، وهو علامة على الطهر، إذ أنه يكون بعد انقطاع الدم.
والخلاصة التي نقولها لك: أنك إذا رأيت الدم الأحمر على أي درجة من درجات الحمرة فإنه دم، فهذا حيض وتبقين على الحيض حتى ينقطع هذا الدم وتري الطهر بإحدى العلامتين: العلامة الأولى: نزول القصة البيضاء -أي السائل الأبيض-، أو انقطاع الدم انقطاعا تاما، بمعنى أنه لا يبقى له أثر في الفرج، فإذا أدخلت قطنة أو نحوها خرجت غير ملوثة بدم أو صفرة أو كدرة، فإذا حصل هذا الجفاف فهو علامة على الطهر، فإذا حصل الطهر اغتسلي وصلي وصومي إن كنت في زمن الصيام.
فإذا جاءت بعد هذا الطهر كدرة أو صفرة، فإما أن تكون في أيام العادة، فإن كانت في أيام العادة فاعتبري أن الحيض عاد ورجع، وإن كانت خارج العادة فلا تلتفتي إليها، أما إذا نزل منك الدم واستمر نزوله واتصل به نزول الكدرة البنية أو السائل الأصفر، فإن هذه الكدرة وهذه الصفرة لا تزال في حكم الحيض إلى أن تنقطع، إلا إذا زاد مجموع أيامها مع الدم على خمسة عشر يوما، فإذا زاد مجموعها مع الدم على خمسة عشر يوما فإنه لا يمكن اعتبار الجميع حيضا، لأن أكثر الحيض خمسة عشر يوما، فإذا حصل هذا، أي زاد مجموع الدم مع الكدرة والصفرة على خمسة عشر يوما، تبين أنك مستحاضة، والمستحاضة تعمل بالعادة فقط إذا كانت لها عادة، فتعتبر أيام عادتها هو الحيض وما عداه ليس بحيض، وإن لم تكن صاحبة عادة ترجع إلى التمييز، فإذا كانت ترى دما أحمر وكدرة بنية، فإنها تعتبر الدم الأحمر هو الحيض، والكدرة ليست حيضا، فمتى انقطع عنها الدم الأحمر فقد انتهى حيضها.
وبهذا نظن -إن شاء الله تعالى- أن الأمر بالنسبة لك سهل واضح الآن.
أما عن قضاء الصلوات، فإن الواجب عليك أن تقضي ما فاتك من الصلوات إن كنت تركتها نسيانا، وكذلك إن كنت تركتها عمدا عند أكثر العلماء، يجب عليك أن تقضي هذه الصلوات، وتشتغلي بالقضاء بقدر الاستطاعة، وتقدمينه على فعل النوافل المطلقة، إلا إذا شق عليك الاشتغال بقضاء الصلوات بحيث عطل شيئا من منافع دنياك التي تحتاجينها، فإنك تقضين ما تقدرين على قضائه، وتقضين الصلوات مرتبة كما هو مذهب كثير من أهل العلم، يعني ترتبين صلوات كل يوم (ظهر، ثم عصر، ثم مغرب، ثم عشاء، ثم فجر) وهكذا اليوم الثاني، فتشتغلين بقضاء الصلوات بقدر استطاعتك.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمور، وأن يفقهك في دينك.
***********************************
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
***********************************
من الناحية الطبية أقول: إن الحيض ينتهي عند توقف نزول الإفرازات البنية، فالدم الأحمر والإفراز البني هي فقط مدة الحيض، لأنها تنتج عن انسلاخ بطانة الرحم من مكانها، وتحتوي على الدم، وهذا هو التعريف الطبي للحيض، أما ما ينزل بعد ذلك من إفرازات، فسواء كان بلون أصفر أو مائل للصفرة، أو أبيض أو شفاف، فإن مصدره ليس انسلاخ بطانة الرحم، ولا يحتوي على الدم، بل هو ناتج عن إفراز غدد الرحم وعنق الرحم، لذلك فإن هذه الإفرازات يجب ألا تعتبر جزءا من الحيض.
وأحب أن أوضح هنا، بأن الإفرازات الصفراء الفاتحة اللون، هي بالأصل إفرازات عادية كانت بلون أبيض أو شفاف، لكن وبسبب تأخر نزولها أحيانا، فقد يحدث فيها بعض التفاعلات الكيمائية، أو قد تتركز فيها بعض الخلايا البيضاء أو المواد الأخرى، فيصبح لونها مائلا للصفرة، لكن هذا اللون لا يعني وجود الدم فيها، ولا يعني بأنها صادرة عن انسلاخ بطانة الرحم.
باختصار وبوضوح أقول لك –يا ابنتي-: إن تعريف الطهر أو توقف الحيض من الناحية الطبية، هو توقف الإفراز البني عن النزول، وأن أي شيء تلاحظه الأنثى بعد ذلك لا يعتبر حيضا، بل يجب اعتباره القصة البيضاء، إن كمية الإفرازات المهبلية تختلف بين النساء، فبعضهن تكون الإفرازات المهبلية عندهن قليلة جدا، خاصة بعد توقف الحيض مباشرة، فلا تلاحظ المرأة نزول أي شيء من الإفراز، وهنا يقال بحدوث الجفاف، وهذا إن حدث فهو يحدث لأيام قليلة فقط، وعند قلة من النساء، لكن الغالبية العظمى من النساء تستمر الإفرازات لديهن بعد توقف الإفراز ذي اللون البني، ومهما كان لون هذه الإفرازات -مائلا للصفرة أو أبيضا أو شفافا-، فيجب اعتباره علامة على الطهر، لأنه لا يحتوي دما، وهو ليس ناتجا عن بطانة الرحم -كما سبق وذكرت-، هذا والعلم عند الله عز وجل.
أسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى دائما.