السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة مترددة جدا في الزواج، وعندما يتقدم لخطبتي شخص ما أرفضه دون تفكير؛ لأنني لا أثق في أحد مطلقا، فٲنا عشت حياة غير مستقرة، ٲمي وٲبي منفصلين منذ السنة الأولى من عمري، وعندما كبرت وجدت أن الأسباب التي انفصلا من أجلها تافهة، ودائما ٲحس أنه لا يوجد أحد يضحي من أجلي، وٲولهما والدي (هل لأني لا أستحق التضحية، أم ماذا)؟ أنا أخاف أن أتزوج وأطلق؟ وليس لدي شهيه للحياة أصلا، أفيدوني أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بابنتنا الفاضلة في موقعها، ونتمنى أن تخلع هذه النظارة السوداء التي تنظر بها إلى الحياة، وتبتسم للحياة لتبتسم لها الحياة، ونؤكد لها أن المعاني الجميلة هي الأصل، وأن الناس بينهم حب وخير، وأن كثيرا ممن طلقت أمهاتهن سعدن ونجحن نجاحا منقطع النظير، وأن فشل الآباء والأمهات ليس نهاية المطاف، بل هذا الفشل ينبغي أن يدفع الناجحين والناجحات إلى الاستفادة منه في ميادين النجاح، وفي الحرص على حياة زوجية متماسكة، وهذه نماذج مليئة في الحياة.
الإنسان لا ينبغي أن ينظر إلى هذا الجانب، ولكن ينظر على الأقل بعينين ليس بعين واحدة، ينظر إلى الحياة بسعتها، بجمالها، بالنماذج المشرقة فيها، ولا مانع من أن ينظر للجوانب الأخرى أيضا للعظة وللاعتبار، أما أن يكون هذا سببا في رفض الحياة الزوجية ورفض الخطاب فهذا لا ننصح به.
نؤكد لك أنك ستندمين جدا على كل الذين رفضتيهم، وستوقنين أنا ناصحون لك بمجرد دخولك إلى قفص الزواج، وستشعرين أن للحياة لونا وطعما ورائحة، وأن لك أهدافا كبيرة في هذه الحياة، ونؤكد لك أن سعادة المرأة الكبرى ليس في شهاداتها، وليس في أموالها، وليس في عماراتها، ولكن سعادتها الفعلية أمومة تكتمل عندما تتزوج، وتصبح أما لأبنائها وأطفالها، ونتمنى أن تستفيدي من الفشل الذي حصل، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
نحن سعداء بهذه الاستشارة، ونعتقد أنها الخطوة الأولى، ولست فاشلة، وأنت تستحقين كل خير، ونحن على استعداد، وشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من بناتنا الفاضلات، ولأنك في مقام البنت العزيزة والأخت الكريمة فإننا حريصين على مصلحتك، ونتمنى أن لا تردي الخاطب الذي يطرق الباب إذا كان صاحب دين وصاحب خلق، هذا هو المعيار الهام جدا، ولا تلتفتي للوراء، وانظري للحياة بأمل جديد وبثقة في الله المجيد، ونتمنى أن نسمع عنك كل خير، وسيأتيك إن شاء الله الزوج الصالح والأطفال النابهين الذين يجعلوك تنسين جراحات الحياة ومرارتها، وأرجو أن تنظري في من حولك، فإن القليلين هم الذين فشلوا، لكن الأكثر هم الذين كونوا بيوتا ونجحوا في هذه الحياة، ودائما الذي يريد النجاح ويتوكل على الفتاح سيصل إلى ما يريد، والذي يريد أن يقول (لن أنجح، لن أنجح، لن أنجح) سيجلب الفشل إلى نفسه، فتعوذي بالله من الشيطان، واعلمي أن الذي حصل كان فيه خير، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، ونرحب بك في الموقع، ونتمنى أن تبشرينا بأنك قبلت بالخاطب وبدأت حياة جديدة ملؤها النجاح والفلاح بفضل ربنا الفتاح.