مستواي التعليمي في هبوط شديد.. هل أنا مصاب بعين أو حسد؟

0 334

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة وبعد:

أشكر لكم جهودكم على فعل الخير، وأسأل الله أن يجازيكم خيرا، ويجعله في ميزان حسناتكم.

أنا أعاني من مشكلة الدراسة، فأنا طالب أدرس في الخارج، وأعيش بمفردي، وكنت مبتعدا عن ديني وأفعل بعض الأخطاء، وكنت غير مهتم نوعا ما، وأرسب في المواد الجامعية، وكنت أعاني من العصبية والتوتر وما زلت، وكانت لدي مشاكل أخرى.

ولكن الله سبحانه وتعالى هداني منذ سنة -والحمد لله- وقد أصبحت أواظب على الصلاة، وقراءة القرآن بشكل يومي، وتركز تفكيري في ديني أكثر, مع العلم أني أواجه صعوبة شديدة في أن أكون متدينا، فأنا في حرب مع نفسي في ترك العادات السيئة، والنفس الأمارة بالسوء، ومن الشيطان من جهة أخرى.

أصبحت من الذين يتفكرون في خلق الله والدعوة للإسلام وأسلم عدد قليل -والحمد لله- وأمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع السنة، والابتعاد عن البدع وأطبق حديث: "صاحب الخير خير من الوحدة والوحدة خير من جليس السوء"، فأصبحت منعزلا، ولا أجد من يوجهني، أو ينصحني، ولا أستطيع اتخاذ قرارات خوفا من قرارات فاشلة في الماضي، ومتابعة لأحوال المسلمين في العالم.

وأما ما أعاني منه فهو عدم تركيزي، وكثرة السرحان في دراستي، فإني ما زلت أرسب في موادي الجامعية, ويأتيني شعور بعدم الرغبة في الدراسة، وأجبر نفسي للذهاب إلى حصصي الجامعية، وتركت الاختلاط بالطلاب إلا القليل جدا بسبب عدم حديثهم عن أمور الدين، وأكثرهم غير مسلمين.

قد تكون مشكلتي الرئيسية أني اجتهد في كل شيء، ولكن عندما يأتي وقت الدراسة ينتابني إحساس بالكسل، وعدم التركيز، والشرود الذهني، والتوتر، والخوف من الرسوب، ولا أستطيع الدراسة أو قراءة كتاب لمدة ساعة متواصلة، ويأتيني إحساس بصعوبة القراءة، مع العلم أني انتقلت من السكن، وحاولت تغيير بيئة الدراسة، وكلما أرسب في مادة أشعر بالفشل الشديد، ويدور حوار في رأسي أنه لا فائدة مني، وأن طريقي يطول وكأن التخرج حلم مستحيل المنال.

وبسبب تراكم المواد التي رسبت فيها لدي نوع من الخوف والتوتر والإحباط والتفكير في توفير نفقات إعادة المواد، بالإضافة أني أرى زملائي يتقدمون علي بمراحل, ويأتيني وسواس يقول لي إن الله لا يساعدك، ويعاقبك مع أنك تصلي، وتقرأ القران، وتقرأ الأذكار، ولكن أنت ترسب وغير المسلمين ينجحون، ولا تستفيد من ذلك، والعياذ بالله منذ سنتين، وأنا على هذا الحال.

وأكثر شيء أخافه أن هذه المشكلات تجعلني أرجع خطوة للخلف، وتقلل من المرحلة التي وصلت إليها من العبادة.

فأرجو رجاء خالصا مساعدتي, مع العلم أنه ليس لدي من أستشيره، ولأسباب مادية لست على اتصال مع والدي، علما أني كنت في صغري طالبا مجتهدا وأصبح مستواي التعليمي في هبوط شديد, هل أنا مصاب بالعين والحسد؟ وهل تنصحوني بأخذ أدوية تساعد على الدراسة؟ أرجو ذلك إن أمكن.

المعذرة من الإطالة وتقبلوا فائق التقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لؤي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولا: نقول لك هنيئا لك بهذا التغير وهذه الهداية التي أنعم الله عليك بها، ونسأل الله لك التوفيق والاستمرار في هذا المسلك، والمؤمن مبتلى وممتحن في هذه الدنيا، وهو في صراع دائم مع هوى النفس والشيطان.

والغاية هي الفوز والنجاح في الآخرة كما في قوله تعالى:{ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} وقوله:{ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}.

فامتحانات الدنيا لا يمكن مقارنتها بامتحانات الآخرة؛ لذلك كل ما يأتيك من وساوس بأن غير المسلمين ينجحون وأنت الملتزم لم تنجح لا تثنيك عن الطاعة والالتزام؛ لأن هذا المعيار غير صحيح، ولا يمكن تطبيقه بهذه الكيفية، وتذكر دائما أن الله تعالى غفور رحيم، ويقبل التائب إذا رجع إليه ويبدل السيئات حسنات ويعفو عن كثير، وأنه تعالى غير محتاج لعبادتنا ولا تزيد من ملكه وقدره وعدم طاعتنا له لم تنقص من قدره وملكه جل وعلا.

فنقول لك أخي الكريم أستعن بالله ولا تعجز وأعمل بالأسباب والموفق هو الله، وليس عيبا أن يفشل الإنسان، فهناك أشخاص فشلوا عدة مرات، ولكن أصبحوا فيما بعد علماء ومفكرين، فبالعزيمة والإصرار ينال الإنسان ما يريد بإذن الله، كل ما في الأمر هو أن تقوم بدراسة الأسباب التي أدت للفشل والقيام بمعالجتها بالطرق المجدية، وقم أيضا بتغيير نمط حياتك الذي تتبعه، وليكن مبني على فقه الأولويات.

قم بزيارة المرشد النفسي بالجامعة للتأكد من عدم وجود إضطرابات في المزاج، وأيضا للمساعدة في التوجيه والإرشاد الأكاديمي.

وأيضا أبعد أوهام العين والحسد فالتزامك بتلاوة القرآن وأذكار الصباح والمساء هي علاج ووقاية لك مما تخاف وتخشى.

نسأل الله لك التوفيق

مواد ذات صلة

الاستشارات